ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 011
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
تنبيه ما جأزم به المصنف من عدم صحة شهادته ونفوذ
قضائه إذا استحل دماءنا وأموالنا وما نقلها في الروضة
وأصلها هنا عن المعتبرين من أصحابنا محمول على ما إذا
كان بل تأويل وما ذكرها في زيادة الروضة في كتاب
الشهادات من أنه ل فرق في قبول شهادة أهل الهواء
وقضاء قاضيهم بين من يستحل الدم والمال أم ل محمول
على ما إذا استحلوها بتأويل فل منافاة بين الموضعين كما
توهمه بعض الشارحين وينبغي كما قال الزركشي أن يكون
سائر السباب الموجأبة للفسق في معنى استحلل الدم
والمال ولو شككنا في الستحلل حيث قلنا ل تصح الشهادة
ول ينفذ القضاء فقولن حكاهما ابن كج وقال اختيار
الشافعي رحمه الله تعالى عدم قبول الحكم ويأتي مثله في
الشهادة وخرج بما ينفذ فيه قضاء قاضينا غيرها كأن حكم بما
يخالف نصا أو إجأماعا أو قياسا جأليا فل يقبل ) وينفذ ( بضم
أوله وتشديد الفاء قاضينا ) كتابه ( أي قاضي البغاة
) بالحكم ( فإذا كتب بما حكم به إلى قاضينا جأاز له قبوله
وتنفيذها ولكن يسن له عدم تنفيذها استخفافا بهم ) ويحكم
بكتابه بسماع البينة ( أي يجوز له ذلك ) في الصح ( كتقييد
كتابه بالحكم ويستحب أنه ل يحكم به لما مر
والثاني ل يحكم به لن فيه معونة أهل البغي وإقامة
مناصبهم
تنبيه تبع المحرر في حكاية الخلفا وجأهين لكنه في الروضة
كأصلها جأعله قولين وطردهما المام في الكتاب بالحكم
) ولو ( استولى البغاة على بلد و ) أقاموا ( أي ولة أمورهم
) حدا ( على من وجأب عليه ) وأخذوا زكاة ( من أهلها
) وخراجأا ( من أرض خراجأية ) وجأزية ( من أهل ذمة
) وفرقوا سهم المرتزقة ( من الفيء ) على جأندهم صح (
ما فعلوها في البلد الذي استولوا عليه تأسياب علي رضي
الله تعالى عنه ولن في إعادة المطالبة إضرارا بأهل البلد
أما إذا أقام الحد غير ولتهم فإنه ل يعتد به ومحل العتداد به
في الزكاة كما قال البلقيني إذا كانت غير معجلة أو كانت
معجلة لكن استمرت شوكتهم حتى وجأبت فلو زالت
شوكتهم قبل الوجأوب لم يقع ما عجلوها موقعه لن وقت
الوجأوب لم يكونوا أهل للخذ
قال ولم أر من تعرض لذلك وقد أشار الشافعي رضي الله
تعالى عنه إليه بقوله بصدقة عامة
) وفي الخير ( وهو تفرقة سهم المرتزقة على جأندهم
) وجأه ( أنه ل يقع الموقع لئل يتقووا به على أهل العدل
وأجأاب الول بأنهم من جأند السلم ورغب الكفار قائم بهم
وفي الجزية أيضا وجأه حكاها الرافعي وفي الزكاة أيضا وجأه
حكاها القاضي
قال الزركشي وصرح في الشرافا بحكاية الخلفا في
الخراج ) وما أتلفه باغ ( من نفس أو مال ) على عادل
وعكسه ( أي أتلفه عادل على باغ ) إن لم يكن في قتال (
لضرورته بأن كان في غير القتال أو فيه ل لضرورته ) ضمن
( قطعا كل منهما متلفه من نفس ومال جأريا على الصل
في التلفا
تنبيه يستثنى من ذلك ما إذا قصد أهل العدل بإتلفا المال
إضعافهم وهزيمتهم فإنه ل ضمان قال الماوردي قال
بخلفا ما لو قصدوا التشفي والنتقام
) وإل ( بأن كان التلفا في قتال لضرورته ) فل ( ضمان
اقتداء بالسلف لن الوقائع التي جأرت في عصر الصحابة
كوقعة الجمل بصفين لم يطلب بعضهم بعضا بضمان نفس
ول مال وترغيبا في الطاعة لئل ينفروا عنها ويتمادوا على
ما هم فيه ولهذا سقطت التبعة عن الحربي إذا أسلم ولنا
مأمورون بالقتال فل يضمن ما يتولد منه وهم إنما أتلفوا
بتأويل ) وفي قول يضمن الباغي ( ما أتلفه على العادل
لنهما فرقتان من المسلمين محقة ومبطلة فل يستويان
في سقوط الغرم كقطاع الطريق لشبهة تأويلها
تنبيه محل الخلفا كما يؤخذ مما قدرته في كلمه فيما أتلف
في القتال بسبب القتال فإن أتلف فيه ما ليس من ضرورته
ضمن قطعا قاله المام وأقراها ثم ما ذكر بالنسبة للضمان
وأما بالنسبة للتحريم فقال الشيخ عز الدين ل يتصف
إتلفهم بإباحة ول بتحريم لنه خطأ معفو عنه بخلفا ما
يتلفه الكفار حال القتال إنه حرام غير مضمون
فرع لو وطىء باغ أمة عادل بل شبهة حد ورق الولد ول
نسب لن الوطء حينئذ زنا ومتى كانت مكرهة على
____________________
) (4/125
الوطء لزمه المهر كغيرها وبعضهم استثنى هذها المسألة من
إطلق المصنف نفي الضمان وهو ممنوع لن إتلفا البضع
بالوطء ل تعلق له بالقتال والكلم إنما هو فيه
وأما الحربي إذا وطىء أمة غيرها بل شبهة فإن الولد يكون
رقيقا ول نسب ول حد عليه ول مهر إن كانت مكرهة على
الوطء لنه لم يلتزم الحكام
واعلم أن ما سبق من نفي الضمان محله عند اجأتماع
الشوكة والتأويل فإن فقد أحدهما فله حالن أشار إلى
الول بقوله ) و ( الباغي ) المتأول بل شوكة ( له ) يضمن (
النفس والمال ولو حال القتال كقاطع الطريق ولنا لو
أسقطنا الضمان عنه لم تعجز كل شرذمة تريد إتلفا نفس
ومال أن تبدي تأويل وتفعل من الفساد ما تشاء وفي ذلك
بطلن السياسات وأشار إلى الثاني بقوله ) وعكسه ( وهو
من له شوكة بل تأويل حكمه ) كباغ ( في الضمان وعدمه
وتقدم أن الظأهر عدم الضمان في حال القتال لضرورته
فكذا هنا لن سقوط الضمان في الباغين لقطع الفتنة
واجأتماع الكلمة وهو موجأود هنا وخالف في ذلك البلقيني
وقال بالضمان
تنبيه ما ذكرها المصنف من تنزيلهم منزلة البغاة هو بالنسبة
للضمان كما قيدت به كلمه لنه السابق أول أما الحدود إذا
أقاموها أو الحقوق إذا قبضوها فل يعتد بها النتفاء
شرطهم
قال الشيخان والتحكيم فيهم على الخلفا في غيرهم
فرع لو ارتدت طائفة لهم شوكة فأتلفوا مال أو نفسا في
القتال ثم تابوا وأسلموا هل يضمنون أول كالبغاة وجأهان
في أصل الروضة من غير ترجأيح والصحيح كما قال السنوي
الول لجنايتهم على السلم ونقله الماوردي عن النص في
أكثر كتبه
وقال الذرعي إنه الوجأه ول ينفذ قضاء قاضي المرتدين
قطعا قاله في أصل الروضة
ثم شرع المصنف في كيفية قتال البغاة فقال ) ول يقاتل (
المام ) البغاة حتى يبعث إليهم أمينا فطنا ( إن كان البعث
للمناظأرة كما قاله بعض المتأخرين ) ناصحا ( لهم فإذا
وصل إليهم ) يسألهم ما ينقمون ( أي يكرهون اقتداء ب
علي رضي الله تعالى عنه فإنه بعث ابن عباس رضي الله
تعالى عنهما إلى أهل النهروان فرجأع بعضهم وأبى بعضهم
تنبيه ظأاهر عبارته أن البعث واجأب وهو ظأاهر عبارة
الشرحين أيضا وصرح به ابن الصباغ وغيرها وقال في
المطلب وهو ظأاهر كلم الشافعي وصرح به الصحاب وفي
تعليق القاضي أبي الطيب أنه مستحب ) فإن ذكروا مظلمة
( هي سبب امتناعهم عن الطاعة وهي إن كانت مصدرا
ميميا فبفتح اللم وكسرها
وقال الزركشي الفتح هو القياس أو اسما لما يظلم به
فالكسر فقط ) أو شبهة أزالها ( لن المقصود بقتالهم
ردهم إلى الطاعة ودفع شرهم كدفع الصائل دون قتلهم
لقوله تعالى } فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله {
أي ترجأع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله ) فإن أصروا (
بعد الزالة أو لم يذكروا شيئا ) نصحهم ( ووعظهم وخوفهم
سوء عاقبة البغي وأمرهم بالعود للطاعة لن ذلك أقرب إلى
حصول المقصود ) ثم ( إن أصروا دعاهم إلى المناظأرة فإن
لم يجيبوا أو أجأابوا أو غلبوا في المناظأرة وأصروا ) آذنهم (
بالمد أي أعلمهم ) بالقتال ( لن الله تعالى أمر أول
بالصلح ثم بالقتال فل يجوز تقديم ما أخرها الله تعالى
تنبيه إنما يعلمهم بالقتال إذا علم أن في عسكرها قوة
وقدرة عليهم وإل أخرها إلى أن تمكنه القوة عليهم لنه
الحتياط في ذلك كما نقله في البحر عن النص وقتالهم
حينئذ واجأب لجأماع الصحابة عليه بأحد خمسة أمور كما قاله
الماوردي أن يتعرضوا لحريم أهل العدل أو يتعطل جأهاد
الكفار بهم أو يأخذوا من حقوق بيت المال ما ليس لهم أو
يمتنعوا من دفع ما وجأب عليهم أو يتظاهروا على خلع
المام الذي قد انعقدت بيعته فلو انفردوا عن الجماعة ولم
يمنعوا حقا ول تعدوا إلى ما ليس لهم جأاز قتالهم لجأل
تفريق الجماعة ول يجب لنظاهرهم بالطاعة ) فإن
استمهلوا ( أي طلبوا المهال من المام ) اجأتهد ( فيه وفي
عدمه ) وفعل ما رآها صوابا ( منهما وإن ظأهر له أن
استمالهم للتأمل في إزالة
____________________
) (4/126
الشبهة أمهلهم ليتضح لهم الحق وإن ظأهر لهم أنهم
يحتالون لجأتماع عساكرهم وانتظار مددهم لم يمهلهم وإن
سألوا ترك القتال أبدا لم يجبهم
تنبيه قضية كلمه أن مدة المهال ل تتقيد وهو كذلك بل
ترجأع إلى ما يراها المام وفي التهذيب كيوم أو يومين وفي
المهذب ثلثة أيام وقضيته أيضا مراعاة هذا التدريج في
القتال وهو كذلك وبه صرح المام فقال سبيله سبيل دفع
الصائل من القتصار على الدنى فالدنى ) ول يقاتل
مدبرهم ( إذا وقع قتال ول من ألقى سلحه وأعرض عن
القتال ) ول مثخنهم ( بفتح المعجمة اسم مفعول من أثخنه
الجرح إذا أضعفه ) و ( ل ) أسيرهم ( إذا كان المام يرى
رأينا فيهم لقوله تعالى } حتى تفيء { والفيئة الرجأوع عن
القتال بالهزيمة
روى ابن أبي شيبة بإسناد حسن أن عليا رضي الله عنه أمر
مناديه يوم الجمل فنادى ل يتبع مدبر ول يذفف على جأريح
ول يقتل أسير ومن أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلحه
فهو آمن ولن قتالهم شرع للدفع عن منع الطاعة وقد زال
أما إذا كان ل يرى ذلك فل اعتراض عليه ويستثنى من إطلق
المصنف المدبر المتحرفا للقتال أو المتحيز إلى فئة قريبة
فيقاتلن بخلفا المتحيز إلى فئة بعيدة وما إذا انهزموا
مجتمعين تحت راية زعيمهم فإنهم يقاتلون حتى يرجأعوا
إلى الطاعة
قال المام أو يتبددوا
تنبيه عبر في المحرر في المدبر بالقتال وفي الخرين
بالقتل وهو أولى من تعبير المصنف لن المثخن والسير ل
يقاتلن وقد يفهم من منع قتل هؤلء وجأوب القصاص
بقتلهم والصح أنه ل قصاص لشبهة أبي حنيفة ) ول يطلق (
أسيرهم بل يحبس كما صرح به الماوردي وغيرها إذ بحبسه
تضعف البغاة ) وإن كان صبيا وامرأة ( وعبدا ) حتى تنقضي
الحرب و ( تؤمن غائلتهم بأن ) يتفرق جأمعهم ( لينكشف
شرهم ول يتوقع عودهم
تنبيه ظأاهر عبارته استمرار حبسهم إلى أن ) يتفرق جأمعهم
( ومحله في الرجأل الحر المتأهل للقتال وكذا الصبي
والمرأة والعبد والشيخ الفاني إن كانوا مقاتلين كما قاله
المام وغيرها في الولين ويلحق بهما الخران وإل أطلقوا
بمجرد انقضاء الحرب وإن خفنا عودهم ) إل أن يطيع (
السير ) باختيارها ( بمبايعة المام والرجأوع عن البغي إلى
الطاعة فيطلق قبل ذلك
تنبيه هذا الستثناء خاص بالرجأل الحر أما الصبيان والنساء
والعبيد فل بيعة لهم ) ويرد ( وجأوبا ) سلحهم وخيلهم (
وغيرهما ) إليهم إذا انقضت الحرب وأمنت غائلتهم ( أي
شرهم بتفرقهم أو ردهم للطاعة لزوال المحذور حينئذ
تنبيه فهم من رد السلح والخيل إليهم غيرهما من الموال
التي ليست عونا لهم في القتال من باب أولى ) ول
يستعمل ( أي يحرم استعمال شيء من سلحهم وخيلهم أو
غيرهما من أموالهم ) في قتال ( وغيرها لعموم قوله صلى
الله عليه وسلم ل يحل مال امرىء مسلم إل بطيب نفس
منه
) إل لضرورة ( كما إذا خيف انهزام أهل العدل ولم يجدوا
غير خيولهم فيجوز لهم ركوبها وكذا إن لم يجدوا ما يدفعون
به عنهم غير سلحهم
تنبيه قضية ذلك وجأوب أجأرة استعمالها في القتال للضرورة
كالمضطر إذا أكل طعام غيرها إنه يلزمه بدله والوجأه كما
اقتضاها كلم النوار خلفا لما مر من أنه ل ضمان لما يتلف
في القتال وتفارق مسألة المضطر بأن الضرورة فيها
نشأت من المضطر بخلفه في مسألتنا فإنها إنما نشأت من
جأهة المالك ) ول يقاتلون بعظيم كنار ومنجنيق ( وإرسال
سيل وأسود وحيات ونحوها من المهلكات لن المقصود من
حالهم ردهم إلى الطاعة كما مر وقد يرجأعون فل يجدون
للنجاة سبيل وفي الحديث الصحيح ل يعذب بالنار إل ربها
تنبيه لو عبر بما يعم لكان أولى لن آلة الحرب قد تعظم
ولكن ل تعم وليس المنع إل مما يعم لنه قد
____________________
) (4/127
يصيب من ل يجوز قتله كالنساء والصبيان ) وإل لضرورة (
فيجوز قتالهم بالعظيم ) كأن قاتلوا به أو أحاطوا بنا (
واضطررنا إلى الرمي بذلك تدفعهم عنا بأن خيف استئصالنا
فإن أمكن دفعهم بغيرها كانتقالنا الموضع آخر لم نقاتلهم به
تنبيه لو تحصنوا ببلد أو قلعة ولم يتأت الستيلء عليهم إل
بذلك لم يجز قتالهم لما مر ولن ترك بلدة أو قلعة بأيدي
طائفة من المسلمين يتوقع الحتيال في فتحها أقرب إلى
الصلح من استئصالهم ول يجوز حصارهم بمنع طعام أو
شراب إل على رأي المام في أهل قلعة ول يجوز عقر
خيولهم إل إذا قاتلوا عليها ول قطع أشجارهم وزروعهم
ويلزم الواحد كما قال المتولي من أهل العدل مصابرة اثنين
من البغاة كما يجب على المسلم أن يصبر لكافرين فل يول
إل متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة
قال الشافعي رضي الله تعالى عنه يكرها للعادل أن يتعمد
قتل ذي رحمه من أهل البغي وحكم دار البغي دار السلم
فإذا جأرى فيها ما يوجأب إقامة حد أقامه المام إذا استولى
عليها ولو سبى المشركون طائفة من البغاة وقدر أهل
العدل على استنقاذهم لزمهم ذلك ) ول يستعان عليهم (
في قتال ) بكافر ( ذمي أو غيرها لنه يحرم تسليطه على
المسلم ولهذا ل يجوز لمستحق القصاص من مسلم أن
يوكل كافرا في استيفائه ول للمام أن يتخذ جألدا كافرا
لقامة الحدود على المسلمين
تنبيه ظأاهر كلمهم أن ذلك ل يجوز ولو دعت الضرورة إليه
لكنه في التتمة صرح بجواز الستعانة به عند الضرورة وقال
الذرعي وغيرها أنه المتجه ) ول ( يستعان عليهم أيضا ) بمن
يرى قتلهم ( حال كونهم ) مدبرين ( لعداوة أو اعتقاد ك
الحنفي إبقاء عليهم وفرق بينه وبين جأواز استخلفا
الشافعي الحنفي ونحوها بأن الخليفة ينفرد برأيه واجأتهادها
والمذكورون هنا تحت رأي المام ففعلهم منسوب إليه فل
يجوز لهم أن يعملوا بخلفا اجأتهادها ويستثنى ما إذا دعت
الحاجأة إلى الستعانة بهم
قال الشيخان فيجوز بشرطين أحدهما أن يكون حسن إقدام
وجأراءة الثاني أن يمكن دفعهم عنهم لو اتبعوهم بعد
انهزامهم
زاد الماوردي شرطا ثالثا وهو أن يشرط عليهم أن ل يتبعوا
مدبرا ول يقتلوا جأريحا وأن يثق بوفائهم بذلك ) ولو
استعانوا علينا بأهل حرب وآمنوهم ( بهمزة ممدودة
وقصرها مع تشديد الميم لحن كما قاله ابن مكي أي عقدوا
لهم أمانا ليعينوهم علينا ) لم ينفذ ( بالمعجمة ) أمانهم
علينا ( لن المان لترك قتال المسلمين فل ينعقد على
شرط قتالهم وحينئذ قلنا غنم أموالهم واسترقاقهم وقتل
أسيرهم وقتلهم مدبرين وتذفيق جأريحهم نعم لو قالوا ظأننا
أنه يجوز لنا إعانة بعضكم على بعض أو أنهم المحقون ولنا
إعانة المحق أو أنهم استعانوا بنا على كفار وأمكن صدقهم
كما يؤخذ من كلم المام الغزالي التي في أهل الذمة
بلغناهم المأمن وأجأرينا عليهم حكم البغاة فل نستبيحهم
للمان مع عذرهم ) ونفذ عليهم ( أمانهم ) في الصح (
لنهم آمنوهم وآمنوا منهم والثاني المنع لنه أمان على
قتال المسلمين
أما لو آمنوهم بدون شرط قتالنا فإنه ينفذ علينا وعليهم
فإن استعانوا بهم علينا بعد ذلك وقاتلونا انتقض أمانهم
حينئذ في حقنا كما نص عليه والقياس انتقاضه في حقهم
أيضا
تنبيه أشعر عطفه آمنوهم على الستعانة بأنها غيرها وهو
ظأاهر كلم الماوردي وصرح به المتولي
واحترز بأهل حرب عما تضمنه قوله ) ولو أعانهم أهل الذمة
( مختارين ) عالمين بتحريم قتالنا انتقض عهدهم ( بذلك
كما لو انفردوا بالقتال فصار حكمهم حكم أهل الحرب
فيقتلون مقبلين ومدبرين
تنبيه قضية كلمهم انتقاض عهدهم مطلقا حتى في حق
أهل البغي وهو كذلك كما ذكرها البغوي وغيرها وإن قال في
البيان ينبغي أن يكون في انتقاضه الخلفا في أمان أهل
الحرب ولو أتلفوا شيئا بعد الشروع في القتال لم يضمنوها )
أو مكرهين فل ( ينتقض عهدهم لشبهة الكراها
____________________
) (4/128
تنبيه ظأاهر كلم الشيخين أنه يكتفى بقولهم إنهم مكرهون
وهو ظأاهر إطلق الجمهور وإن قال المتولي و البندنيجي
أنه ل بد من ثبوت كونهم مكرهين عند المام هذا في أهل
الذمة وأما أهل العهد فل تقبل دعواهم الكراها إل ببينة عند
الشيخين لن إمام أهل الذمة أقوى بدليل أنه لو خافا المام
من أهل العهد الخيانة نبذ إليهم عهدهم بخلفا أهل الذمة
واحترز بعالمين عما تضمنه قوله ) وكذا إن قالوا ظأننا
جأوازها ( أي أنه يجوز لنا إعانة بعض المسلمين على بعض أو
ظأننا أنهم يستعينون بنا على قتال كفار وأمكن صدقهم كما
أشار إليه في البسيط فل ينتقض عهدهم بالظن المذكور
) أو ( ظأننا ) أنهم محقون ( فيما فعلوها وأن لنا إعانة المحق
فل ينتقض عهدهم أيضا ) على المذهب ( لموافقتهم طائفة
من المسلمين مع عذرهم ول بد في دعواهم الجهل من
إمكان صدقهم كما ذكرها المام و الغزالي وإل فل تقبل وزاد
الرافعي في شرحيه بعد قوله وأنهم محقون وأن لهم إعانة
المحق وإل فليس لهم قتال المحقين ول المبطلين وناقش
الوجأيز بترك ذلك وأسقطه من الروضة كما هنا وقد قدرته
في كلمه وفي قوله أنه ينتقض ولو ادعوا ذلك كما لو
استقلوا بالقتال وتعبير المصنف بكذا يقتضي أنه ل خلفا
في أن المكرها ل ينتقض عهدها وليس مرادا بل فيه
الطريقان فلو جأمع بين المسألتين بعبارة واحدة لكان أولى
تنبيه محل الخلفا إذا لم يشترط عليهم المام ترك القتال
في عقد الذمة وإل فينتقض قطعا ولو قاتل أهل الذمة أهل
البغي لم ينتقض عهدهم على الصحيح لنهم حاربوا من يلزم
المام محاربته
) ويقاتلون ( حيث قلنا بعدم انتقاض عهدهم في المسائل
الثلثا ) كبغاة ( أي كقتالهم لن المان حقن دماءهم كما أن
السلم حقن دماء البغاة أما إذا انتقض عهدهم فحكمه
مذكور في الجزية
تنبيه تشبيه المصنف لهم بالبغاة في المقاتلة يقتضي أنهم
ل يلحقون بهم في نفي ضمان ما يتلفونه في حال القتال
وهو كذلك لنا أسقطنا الضمان عن البغاة لستمالة قلوبهم
وردهم إلى الطاعة لئل ينفرهم الضمان وأهل الذمة في
قبضة المام وهل يجب عليهم القصاص وجأهان في الروضة
كأصلها بل ترجأيح أرجأحهما كما قال البلقيني الوجأوب
وقال إنه ظأاهر نص الشافعي وخرج بأهل الذمة غيرهم من
المعاهدين والمؤمنين فينتقض عهدهم ول يقبل عذرهم إل
في الكراها ول بد من بينة في دعواهم الكراها كما مر عن
الشيخين
فرع لو اقتتل طائفتان باغيتان منعهما المام فل يعين
إحداهما على الخرى وإن عجز عن منعهما قاتل أشرهما
بالخرى التي هي أقرب إلى الحق وإن رجأعت لم يفاجأىء
الخرى بالقتال حتى يدعوها إلى الطاعة لنها صارت
باستعانته بها في أمانه فإن استوتا قال الماوردي ضم إليه
أقلهما جأمعا ثم أقربهما دارا ثم يجتهد فيهما وقاتل
بالمضمومة إليه منهما الخرى غير قاصد إعانتها بل قاصدا
دفع الخرى ولو غزا البغاة مع المام مشركين فكأهل العهد
في حكم الغنائم فيعطى القاتل منهم السلب كغيرها من
أهل العدل ولو عاهد البغاة مشركا اجأتنباها بأن ل نقصدها بما
نقصد به الحربي غير المعاهد ولو قتل عادل عادل في
القتال وقال ظأننته باغيا حلف ووجأبت الدية دون القصاص
للعذر ولو تعمد عادل قتل باغ أمنه عادل ولو كان المؤمن له
عبدا أو امرأة اقتص منه وإن كان جأاهل بأمانه لزمه الدية
ولما قدم المصنف أن البغي هو الخروج على المام العظم
وهو القائم بخلفة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا
فيا لها رتبة ما أسناها ومرتبة ما أعلها احتاج إلى تعريفه
فعقد له فصل فقال فصل في شروط المام العظم وبيان
انعقاد طرق المامة وهي فرض كفاية كالقضاء إذ ل بد للمة
من إمام يقيم الدين وينصر السنة وينصف المظلوم من
الظالم ويستوفي الحقوق ويضعها مواضعها وقدما في
الشرح والروضة الكلم على المامة على أحكام البغاة وما
في الكتاب أولى لن الول هو المقصود بالذات
وقد بدأ بالقسم الول وهو الشروط بقوله ) شرط المام (
العظم هو مفرد مضافا فيعم كل شرط أي شروطه حال
عقد المامة أو العهد بها أمور
____________________
) (4/129
أحدها ) كونه مسلما ( ليراعي مصلحة السلم والمسلمين
فل تصح تولية كافر ولو على كافر
ثانيها كونه ) مكلفا ( ليلي أمر الناس فل تصح إمامة صبي
ومجنون بإجأماع لن المولى عليه في حضانة غيرها فكيف
يلي أمر المة وفي الحديث نعوذ بالله من إمارة الصبيان
رواها المام أحمد
ثالثها كونه ) حرا ( ليكمل ويهاب بخلفا من فيه رق ولنه
مشغول بخدمة غيرها وما رواها مسلم من قوله صلى الله
عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي
فمحمول على غير المامة العظمى
رابعها كونه ) ذكرا ( ليتفرغ ويتمكن من مخالطة الرجأال فل
تصح ولية امرأة لما في الصحيح لن يفلح قوم ولوا أمرهم
امرأة ول ولية خنثى وإن بانت ذكورته كما ذكروها في تولية
القاضي فالمام أولى
خامسها كونه ) قرشيا ( لخبر النسائي الئمة من قريش وبه
أخذ الصحابة ومن بعدهم
هذا عند تيسر قرشي جأامع للشروط فإن عدم فمنتسب إلى
كنانة فإن عدم فرجأل من ولد إسماعيل صلى الله عليه
وسلم فإن عدم فرجأل جأرهمى كما في التتمة
وجأرهم أصل العرب ومنهم تزوج سيدنا إسماعيل حين أنزله
أبوها صلى الله عليه وسلم أرض مكة فإن عدم فرجأل من ولد
إسحق صلى الله عليه وسلم ثم إلى غيرهم ول يشترط كونه
هاشميا باتفاق فإن الصديق وعمر وعثمان رضي الله تعالى
عنهم لم يكونوا من بني هاشم
سادسها كونه عدل ولو ذكرها بدل مسلما لعلم منه كونه
مسلما
قال الشيخ عز الدين وإذا تعذرت العدالة في الئمة والحكام
قدمنا أقلهم فسقا
سابعها كونه عالما ) مجتهدا ( ليعرفا الحكام ويعلم الناس
ول يحتاج إلى استفتاء غيرها في الحوادثا لنه بالمراجأعة
والسؤال يخرج عن رتبة الستقلل
ثامنها كونه ) شجاعا ( بتثليث المعجمة والشجاعة قوة
القلب عند البأس لينفرد بنفسه ويدبر الجيوش ويقهر
العداء ويفتح الحصون
تاسعها كونه ) ذا رأي ( يفضي إلى سياسة الرعية وتدبير
المصالح الدنيوية فهو ملك المور
قال المتنبي الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي
المحل الثاني فإذا هما اجأتمعا لنفس حرة بلغت من العلياء
كل مكان ولربما قهر الفتى أقرانه بالرأي ل بتطاول
القران وقد كان العباس بن عبد المطلب يضرب به المثل
في سداد الرأي ) و ( عاشرها كونه ذا ) سمع وبصر ونطق (
ليتأتى منه فصل المور ول يضر ثقل السمع والتتمة ول
كونه أعشى العين لن عجزها حال الستراحة ويرجأى زواله
وأما ضعف البصر فإن منع تمييز الشخاص منع وإل فل
تنبيه فهو من اشتراطه البصر جأواز كونه أعور وهو كذلك
وإن خالف في ذلك الروياني ومن اقتصارها على ما ذكر أنه
ل يؤثر فقد شم وذوق وهو كذلك كما جأزم به في زوائد
الروضة ويشترط فيه أيضا أن ل يكون به نقص يمنع استيفاء
حركة النهوض كالنقص في اليد والرجأل كما صححه في
الروضة
ول يشترط كونه معصوما لن العصمة للنبياء ول يضر قطع
ذكر وأنثيين واعلم أن هذها الشروط كما تعتبر في البتداء
تعتبر في الدوام إل العدالة فإنه ل ينعزل بالفسق في الصح
ول الجنون المتقطع إذا كان زمن الفاقة أكثر قاله
الماوردي
وإل في قطع إحدى اليدين والرجألين فل يؤثر في الدوام إذ
يغتفر في الدوام ما ل يغتفر في البتداء فعلم من ذلك أنه
ينعزل بالعمى والصمم والخرس والمرض الذي ينسيه
العلوم
ثم شرع في القسم الثاني وهو بيان انعقاد طرق المامة
بقوله ) وتنعقد المامة ( بثلثة طرق
أحدها ) بالبيعة ( بفتح الموحدة كما بايع الصحابة أبا بكر
رضي الله تعالى عنهم أجأمعين واختلف في عدد المبايع
) والصح ( ل يتعين عدد بل المعتبر ) بيعة أهل الحل والعقد
من العلماء والرؤساء ووجأوها الناس الذين يتيسر اجأتماعهم
( لن المر ينتظم بهم ويتبعهم سائر الناس ول يشترط
اتفاق أهل الحل والعقد من سائر القطار البعيدة ول
يشترط عدد كما يوهمه كلمه بل لو تعلق الحل والعقد بواحد
مطاع كفت بيعته ولزمه الموافقة والمتابعة
____________________
) (4/130
وقيل ل بد من اثنين لنهما أقل الجماعة وقيل من ثلثة
لنهم أقل الجمع وقيل من أربعة لنهم أكثر نصاب الشهادة
وقيل من خمسة غير البائع كأهل الشورى وقيل من أربعين
لنه أشد خطرا من الجمعة وهل يشترط لنعقادهم إشهاد
شاهدين أو ل حكى في الروضة عن المام عن الصحاب
الول لئل يدعي عقد سابق ولن المامة ليست دون النكاح
وقيل إن عقدها واحد اشترط الجأهاد أو جأمع فل وجأرى
على هذا ابن المقري ) وشرطهم ( أي المباعين ) صفة
الشهود ( من العدالة وغيرها مما يأتي
تنبيه قضية كلمه عدم اشتراط الجأتهاد وهو كذلك وما في
الروضة كأصلها من أنه يشترط أن يكون المبايع مجتهدا إن
اتحد وأن يكون فيه مجتهدا إن تعدد مفرع على اشتراط
العدد والمراد بالمجتهد هنا المجتهد بشروط المامة ل أن
يكون مجتهدا مطلقا كما صرح به الزنجاني في شرح الوجأيز
) و ( ثانيهما ينعقد ) باستخلفا المام ( شخصا عينه في
حياته ليكون خليفته بعدها ويعبر عنه بعهدت إليه كما عهد أبو
بكر إلى عمر رضي الله تعالى عنهما بقوله بسم الله
الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الله صلى
الله عليه وسلم عند آخر عهدها من الدنيا وأول عهدها بالخرة
في الحالة التي يؤمن فيها الكافر ويتقي فيها الفاجأر إني
استعملت عليكم عمر بن الخطاب فإن بر وعدل فذاك علمي
به وعلمي فيه وإن جأار وبدل فل علم لي بالغيب والخير
أردت ولكل امرىء ما اكتسب } وسيعلم الذين ظألموا أي
منقلب ينقلبون { وانعقد الجأماع على جأوازها
تنبيه ل بد أن يكون المام كما قال الذرعي وغيرها جأامعا
لشروط المامة فل عبرة باستخلفا الجاهل والفاسق وأن
يقبل الخليفة في حياة المام وإن تراخى عن الستخلفا
كما اقتضاها كلم الروضة وإن بحث البلقيني اشتراط الفور
فإن أخرها عن الحياة رجأع ذلك إلى اليصاء وسيأتي حكمه
وعليه أن يتحرى الصلح للمامة بأن يجتهد فيه فإذا ظأهر له
واحد ولها وله جأعل الخلفة لزيد ثم بعدها لعمرو ثم بعدها لبكر
وتنتقل على ما رتب كما رتب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمراء جأيش مؤتة فإن مات الول في حياة الخليفة
فالخلفة للثاني وإن مات الثاني أيضا فهي للثالث وإن مات
الخليفة وبقي الثلثة أحياء وانتصب الول كان له أن يعهد
بها إلى غير الخيرين لنها لما انتهت إليه صار أملك بها
بخلفا ما إذا مات ولم يعهد إلى أحد فليس لهل البيعة أن
يبايعوا غير الثاني ويقدم عهد الول على اختيارهم
ول يشترط في الستخلفا رضا أهل الحل والعقد في حياته
أو بعد موته بل إذا ظأهر له واحد جأاز بيعته من غير حضور
غيرها ول مشاورة أحد كما نقله في الروضة عن الماوردي
وقطع به المام
) فلو جأعل ( المام ) المر ( في الخلفة ) شورى ( هو
مصدر بمعنى التشاور ) بين جأمع فكاستخلفا ( حكمه إل أن
المستخلف غير معين ) فيرتضون أحدهم ( بعد موت المام
فيعنونه للخلفة كما جأعل عمر رضي الله تعالى عنه المر
شورى بين ستة علي والزبير وعثمان وعبد الرحمن بن
عوفا وسعد بن أبي وقاص وطلحة فاتفقوا على عثمان
رضي الله عنه
أما قبل موته فليس لهم أن يعينوها إل بإذنه فإن خافوا
تفرق المر وانتشارها بعدها استأذنوها ولو امتنع أهل الشورى
من الختيار لم يجبروا عليه وكى نه لم يعهد وكذلك لو امتنع
المعهود إليه من القبول
تنبيه لو أوصى بها جأاز كما لو استخلف لكن قبول الموصى
له إنما يكون بعد موت الموصي وقيل ل يجوز لنه بالموت
يخرج عن الولية ويتعين من اختيارها للخلفة بالستخلفا أو
الوصية مع القبول فليس لغيرها أن يعين غيرها
وإن استعفى الخليفة أو الموصى له بعد القبول لم ينعزل
حتى يعفي ويوجأد غيرها فإن وجأد غيرها جأاز استعفاؤها
وإعفاؤها وخرج من العهد باستجماعهما وإل امتنع وبقي
العهد لزما ويجوز العهد إلى الوالد والولد كما يجوز إلى
غيرهما كما جأزم به صاحب النوار و ابن المقري وقيل
يمتنع ذلك كالتزكية والحكم وقيل تجوز للوالد دون الولد
لشدة الميل إليه
فرع لو صلح للمامة واحد فقد تعين أو اثنان استحب لهل
العقد والحل تقديم أسنهما في السلم ثم
____________________
) (4/131
إن كثرت الحروب كأن ظأهر أهل الفساد أو البغاة فالشجع
أحق لن الحاجأة دعت إلى زيادة الشجاعة أو كثرت البدع
فالعلم أحق لن الحاجأة دعت إلى زيادة العلم فإن استويا
أفرع وإن لم يتنازعا كما هو قضية كلم ابن المقري لن
فيأهما للمسلمين ل لهما لعدم الترجأيح وقيل يقدم أهل
العقد والحل من شاءوا بل فرعة ولو تنازعاها لم يقدح
فيهما تنازعها لن طلبها ليس مكروها ) و ( ثالثها
) باستيلء ( شخص متغلب على المامة ) جأامع للشروط (
المعتبرة في المامة على الملك بقهر وغلبة بعد موت
المام لينتظم شمل المسلمين
أما الستيلء على الحي فإن كان الحي متغلبا انعقدت إمامة
المتغلب عليه وإن كان إماما ببيعة أو لم تنعقد إمامة
المتغلب عليه ) وكذا فاسق وجأاهل ( تنعقد إمامة كل منهما
مع وجأود بقية الشروط بالستيلء ) في الصح ( وإن كان
عاصيا بذلك لما مر والثاني المنع لفقد الشروط
تنبيه كلمه يفهم أن الخلفا إنما يجري في حال اجأتماع
الفسق والجهل لكن عبارة الروضة وأصلها مشعرة بجريان
الخلفا عند انفراد كل منهما وهو الظاهر كما قاله الدميري
فإن جأعلت الواو في كلم المصنف بمعنى أو كما قررت به
كلمه فل مخالفة ول يختص هذا كما قال الزركشي بالفسق
والجهل بل سائر الشروط إذا فقد واحد منها كذلك كالعبد
والمرأة والصبي المميز
قال الدميري ولى الكنان وهو في بطن أمه حين مات أبوها
ولم يكن له ولد وضعوا التاج على بطن أمه وعقدوا لحملها
اللواء فولدت ذكرا فملكهم إلى أن مات
نعم الكافر إذا تغلب ل تنعقد إمامته لقوله تعالى } ولن
يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيل { وقول الشيخ عز
الدين ولو استولى الكفار على إقليم فولوا القضاء رجأل
مسلما فالذي يظهر انعقادها ليس بظاهر فإنه قال لو ابتلى
الناس بولية صبي مميز يرجأع للعقلء أو امرأة هل ينفذ
تصرفها العام فيما يوافق الحق كتولية القضاء والولة فيه
وقفة اها
فإذا كان عندها وقفة في ذلك فالكافر أولى
فروع تجب طاعة المامة وإن كان جأائرا فيما يجوز من أمرها
ونهيه لخبر اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي
مجدع الطرافا ولن المقصود من نصبه اتحاد الكلمة ول
يحصل ذلك إل بوجأوب الطاعة وتجب نصيحته للرعية بحسب
قدرته ول يجوز عقدها لمامين فأكثر ولو بأقاليم ولو
تباعدت لما في ذلك من اختلفا الرأي وتفرق الشمل فإن
عقدت لثنين معا بطلتا أو مرتبا انعقدت للسابق كما في
النكاح على امرأة ويعزز الثاني ومبايعوها إن علموا ببيعة
السابق لرتكابهم محرما
فإن قيل ورد في مسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الخر
منهما فكيف يقال بالتعزيز فقط أجأيب بأن معنى الحديث ل
تطيعوها فيكون كمن قتل وقيل معناها أنه إن أصر فهو باغ
يقاتل فإن علم سبق وجأهل بطل العقدان كما مر نظيرها من
الجمعة والنكاح وإن علم السابق ثم نسي وقف المر رجأاء
النكشافا فإن أضر الوقف بالمسلمين عقد لحدهما ل
لغيرهما لن عقدها لهما أوجأب صرفها عن غيرهما وإن
بطل عقداهما بالضرار وخالف البلقيني الشيخين في ذلك
وقال بجواز عقدها لغيرهما والحق في المامة للمسلمين ل
لهما فل تسمع دعوى أحدهما السبق وإن أقر به أحدهما
للخر بطل حقه ول يثبت الحق للخر إل ببينة ويجوز تسمية
المام خليفة وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأمير المؤمنين
قال البغوي وإن كان فاسقا وأول من سمي به عمر بن
الخطاب رضي الله تعالى عنه ول يجوز تسميته بخليفة الله
تعالى لنه إنما يستخلف من يغيب ويموت والله تعالى منزها
عن ذلك
قال المصنف في شرح مسلم ول يسمى أحد خليفة الله بعد
آدم وداود عليهما السلم
وعن ابن مليكة أن رجأل قال لبي بكر رضي الله تعالى عنه
يا خليفة الله فقال أنا خليفة محمد صلى الله عليه وسلم
وأنا راض بذلك
ول يجوز خلع المام ما لم تختل الصفات فيه ول يصير
الشخص إماما بتفردها بشروط المامة في وقته بل ل بد من
أحد الطرق كما حكاها الماوردي عن الجمهور وقيل يصير من
غير عقد حكاها القمولي
قال ومن الفقهاء من ألحق القاضي بالمام في ذلك
وقال المام لو شغر الزمان عن المام انتقلت أحكامه إلى
أعلم أهل ذلك الزمان ) قلت ( كما قال الرافعي
____________________
) (4/132
في الشرح فيما لو عاد البلد من البغاة إلينا ) لو ادعى (
بعض أهله ) دفع زكاة إلى البغاة صدق ( بل يمين إن لم يتهم
و ) بيمينه ( إن اتهم لبنائها على المواساة والمسلم مؤتمن
في أمر دينه
تنبيه اليمين هنا مستحبة على الصح كما في زيادة الروضة
في الزكاة وإن صحح في تصحيح التنبيه هنا أنها واجأبة
وجأرى عليه الدميري ) أو ( ذمي ادعى دفع ) جأزية فل (
يصدق بيمينه ) على الصحيح ( لنها عوض عن السكن فأشبه
ما لو ادعى المستأجأر دفع الجأرة
والثاني بصدق كالمزكى وفرق الول بأن الذمي غير مؤتمن
فيما يدعيه على الم
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
تنبيه ما جأزم به المصنف من عدم صحة شهادته ونفوذ
قضائه إذا استحل دماءنا وأموالنا وما نقلها في الروضة
وأصلها هنا عن المعتبرين من أصحابنا محمول على ما إذا
كان بل تأويل وما ذكرها في زيادة الروضة في كتاب
الشهادات من أنه ل فرق في قبول شهادة أهل الهواء
وقضاء قاضيهم بين من يستحل الدم والمال أم ل محمول
على ما إذا استحلوها بتأويل فل منافاة بين الموضعين كما
توهمه بعض الشارحين وينبغي كما قال الزركشي أن يكون
سائر السباب الموجأبة للفسق في معنى استحلل الدم
والمال ولو شككنا في الستحلل حيث قلنا ل تصح الشهادة
ول ينفذ القضاء فقولن حكاهما ابن كج وقال اختيار
الشافعي رحمه الله تعالى عدم قبول الحكم ويأتي مثله في
الشهادة وخرج بما ينفذ فيه قضاء قاضينا غيرها كأن حكم بما
يخالف نصا أو إجأماعا أو قياسا جأليا فل يقبل ) وينفذ ( بضم
أوله وتشديد الفاء قاضينا ) كتابه ( أي قاضي البغاة
) بالحكم ( فإذا كتب بما حكم به إلى قاضينا جأاز له قبوله
وتنفيذها ولكن يسن له عدم تنفيذها استخفافا بهم ) ويحكم
بكتابه بسماع البينة ( أي يجوز له ذلك ) في الصح ( كتقييد
كتابه بالحكم ويستحب أنه ل يحكم به لما مر
والثاني ل يحكم به لن فيه معونة أهل البغي وإقامة
مناصبهم
تنبيه تبع المحرر في حكاية الخلفا وجأهين لكنه في الروضة
كأصلها جأعله قولين وطردهما المام في الكتاب بالحكم
) ولو ( استولى البغاة على بلد و ) أقاموا ( أي ولة أمورهم
) حدا ( على من وجأب عليه ) وأخذوا زكاة ( من أهلها
) وخراجأا ( من أرض خراجأية ) وجأزية ( من أهل ذمة
) وفرقوا سهم المرتزقة ( من الفيء ) على جأندهم صح (
ما فعلوها في البلد الذي استولوا عليه تأسياب علي رضي
الله تعالى عنه ولن في إعادة المطالبة إضرارا بأهل البلد
أما إذا أقام الحد غير ولتهم فإنه ل يعتد به ومحل العتداد به
في الزكاة كما قال البلقيني إذا كانت غير معجلة أو كانت
معجلة لكن استمرت شوكتهم حتى وجأبت فلو زالت
شوكتهم قبل الوجأوب لم يقع ما عجلوها موقعه لن وقت
الوجأوب لم يكونوا أهل للخذ
قال ولم أر من تعرض لذلك وقد أشار الشافعي رضي الله
تعالى عنه إليه بقوله بصدقة عامة
) وفي الخير ( وهو تفرقة سهم المرتزقة على جأندهم
) وجأه ( أنه ل يقع الموقع لئل يتقووا به على أهل العدل
وأجأاب الول بأنهم من جأند السلم ورغب الكفار قائم بهم
وفي الجزية أيضا وجأه حكاها الرافعي وفي الزكاة أيضا وجأه
حكاها القاضي
قال الزركشي وصرح في الشرافا بحكاية الخلفا في
الخراج ) وما أتلفه باغ ( من نفس أو مال ) على عادل
وعكسه ( أي أتلفه عادل على باغ ) إن لم يكن في قتال (
لضرورته بأن كان في غير القتال أو فيه ل لضرورته ) ضمن
( قطعا كل منهما متلفه من نفس ومال جأريا على الصل
في التلفا
تنبيه يستثنى من ذلك ما إذا قصد أهل العدل بإتلفا المال
إضعافهم وهزيمتهم فإنه ل ضمان قال الماوردي قال
بخلفا ما لو قصدوا التشفي والنتقام
) وإل ( بأن كان التلفا في قتال لضرورته ) فل ( ضمان
اقتداء بالسلف لن الوقائع التي جأرت في عصر الصحابة
كوقعة الجمل بصفين لم يطلب بعضهم بعضا بضمان نفس
ول مال وترغيبا في الطاعة لئل ينفروا عنها ويتمادوا على
ما هم فيه ولهذا سقطت التبعة عن الحربي إذا أسلم ولنا
مأمورون بالقتال فل يضمن ما يتولد منه وهم إنما أتلفوا
بتأويل ) وفي قول يضمن الباغي ( ما أتلفه على العادل
لنهما فرقتان من المسلمين محقة ومبطلة فل يستويان
في سقوط الغرم كقطاع الطريق لشبهة تأويلها
تنبيه محل الخلفا كما يؤخذ مما قدرته في كلمه فيما أتلف
في القتال بسبب القتال فإن أتلف فيه ما ليس من ضرورته
ضمن قطعا قاله المام وأقراها ثم ما ذكر بالنسبة للضمان
وأما بالنسبة للتحريم فقال الشيخ عز الدين ل يتصف
إتلفهم بإباحة ول بتحريم لنه خطأ معفو عنه بخلفا ما
يتلفه الكفار حال القتال إنه حرام غير مضمون
فرع لو وطىء باغ أمة عادل بل شبهة حد ورق الولد ول
نسب لن الوطء حينئذ زنا ومتى كانت مكرهة على
____________________
) (4/125
الوطء لزمه المهر كغيرها وبعضهم استثنى هذها المسألة من
إطلق المصنف نفي الضمان وهو ممنوع لن إتلفا البضع
بالوطء ل تعلق له بالقتال والكلم إنما هو فيه
وأما الحربي إذا وطىء أمة غيرها بل شبهة فإن الولد يكون
رقيقا ول نسب ول حد عليه ول مهر إن كانت مكرهة على
الوطء لنه لم يلتزم الحكام
واعلم أن ما سبق من نفي الضمان محله عند اجأتماع
الشوكة والتأويل فإن فقد أحدهما فله حالن أشار إلى
الول بقوله ) و ( الباغي ) المتأول بل شوكة ( له ) يضمن (
النفس والمال ولو حال القتال كقاطع الطريق ولنا لو
أسقطنا الضمان عنه لم تعجز كل شرذمة تريد إتلفا نفس
ومال أن تبدي تأويل وتفعل من الفساد ما تشاء وفي ذلك
بطلن السياسات وأشار إلى الثاني بقوله ) وعكسه ( وهو
من له شوكة بل تأويل حكمه ) كباغ ( في الضمان وعدمه
وتقدم أن الظأهر عدم الضمان في حال القتال لضرورته
فكذا هنا لن سقوط الضمان في الباغين لقطع الفتنة
واجأتماع الكلمة وهو موجأود هنا وخالف في ذلك البلقيني
وقال بالضمان
تنبيه ما ذكرها المصنف من تنزيلهم منزلة البغاة هو بالنسبة
للضمان كما قيدت به كلمه لنه السابق أول أما الحدود إذا
أقاموها أو الحقوق إذا قبضوها فل يعتد بها النتفاء
شرطهم
قال الشيخان والتحكيم فيهم على الخلفا في غيرهم
فرع لو ارتدت طائفة لهم شوكة فأتلفوا مال أو نفسا في
القتال ثم تابوا وأسلموا هل يضمنون أول كالبغاة وجأهان
في أصل الروضة من غير ترجأيح والصحيح كما قال السنوي
الول لجنايتهم على السلم ونقله الماوردي عن النص في
أكثر كتبه
وقال الذرعي إنه الوجأه ول ينفذ قضاء قاضي المرتدين
قطعا قاله في أصل الروضة
ثم شرع المصنف في كيفية قتال البغاة فقال ) ول يقاتل (
المام ) البغاة حتى يبعث إليهم أمينا فطنا ( إن كان البعث
للمناظأرة كما قاله بعض المتأخرين ) ناصحا ( لهم فإذا
وصل إليهم ) يسألهم ما ينقمون ( أي يكرهون اقتداء ب
علي رضي الله تعالى عنه فإنه بعث ابن عباس رضي الله
تعالى عنهما إلى أهل النهروان فرجأع بعضهم وأبى بعضهم
تنبيه ظأاهر عبارته أن البعث واجأب وهو ظأاهر عبارة
الشرحين أيضا وصرح به ابن الصباغ وغيرها وقال في
المطلب وهو ظأاهر كلم الشافعي وصرح به الصحاب وفي
تعليق القاضي أبي الطيب أنه مستحب ) فإن ذكروا مظلمة
( هي سبب امتناعهم عن الطاعة وهي إن كانت مصدرا
ميميا فبفتح اللم وكسرها
وقال الزركشي الفتح هو القياس أو اسما لما يظلم به
فالكسر فقط ) أو شبهة أزالها ( لن المقصود بقتالهم
ردهم إلى الطاعة ودفع شرهم كدفع الصائل دون قتلهم
لقوله تعالى } فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله {
أي ترجأع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله ) فإن أصروا (
بعد الزالة أو لم يذكروا شيئا ) نصحهم ( ووعظهم وخوفهم
سوء عاقبة البغي وأمرهم بالعود للطاعة لن ذلك أقرب إلى
حصول المقصود ) ثم ( إن أصروا دعاهم إلى المناظأرة فإن
لم يجيبوا أو أجأابوا أو غلبوا في المناظأرة وأصروا ) آذنهم (
بالمد أي أعلمهم ) بالقتال ( لن الله تعالى أمر أول
بالصلح ثم بالقتال فل يجوز تقديم ما أخرها الله تعالى
تنبيه إنما يعلمهم بالقتال إذا علم أن في عسكرها قوة
وقدرة عليهم وإل أخرها إلى أن تمكنه القوة عليهم لنه
الحتياط في ذلك كما نقله في البحر عن النص وقتالهم
حينئذ واجأب لجأماع الصحابة عليه بأحد خمسة أمور كما قاله
الماوردي أن يتعرضوا لحريم أهل العدل أو يتعطل جأهاد
الكفار بهم أو يأخذوا من حقوق بيت المال ما ليس لهم أو
يمتنعوا من دفع ما وجأب عليهم أو يتظاهروا على خلع
المام الذي قد انعقدت بيعته فلو انفردوا عن الجماعة ولم
يمنعوا حقا ول تعدوا إلى ما ليس لهم جأاز قتالهم لجأل
تفريق الجماعة ول يجب لنظاهرهم بالطاعة ) فإن
استمهلوا ( أي طلبوا المهال من المام ) اجأتهد ( فيه وفي
عدمه ) وفعل ما رآها صوابا ( منهما وإن ظأهر له أن
استمالهم للتأمل في إزالة
____________________
) (4/126
الشبهة أمهلهم ليتضح لهم الحق وإن ظأهر لهم أنهم
يحتالون لجأتماع عساكرهم وانتظار مددهم لم يمهلهم وإن
سألوا ترك القتال أبدا لم يجبهم
تنبيه قضية كلمه أن مدة المهال ل تتقيد وهو كذلك بل
ترجأع إلى ما يراها المام وفي التهذيب كيوم أو يومين وفي
المهذب ثلثة أيام وقضيته أيضا مراعاة هذا التدريج في
القتال وهو كذلك وبه صرح المام فقال سبيله سبيل دفع
الصائل من القتصار على الدنى فالدنى ) ول يقاتل
مدبرهم ( إذا وقع قتال ول من ألقى سلحه وأعرض عن
القتال ) ول مثخنهم ( بفتح المعجمة اسم مفعول من أثخنه
الجرح إذا أضعفه ) و ( ل ) أسيرهم ( إذا كان المام يرى
رأينا فيهم لقوله تعالى } حتى تفيء { والفيئة الرجأوع عن
القتال بالهزيمة
روى ابن أبي شيبة بإسناد حسن أن عليا رضي الله عنه أمر
مناديه يوم الجمل فنادى ل يتبع مدبر ول يذفف على جأريح
ول يقتل أسير ومن أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلحه
فهو آمن ولن قتالهم شرع للدفع عن منع الطاعة وقد زال
أما إذا كان ل يرى ذلك فل اعتراض عليه ويستثنى من إطلق
المصنف المدبر المتحرفا للقتال أو المتحيز إلى فئة قريبة
فيقاتلن بخلفا المتحيز إلى فئة بعيدة وما إذا انهزموا
مجتمعين تحت راية زعيمهم فإنهم يقاتلون حتى يرجأعوا
إلى الطاعة
قال المام أو يتبددوا
تنبيه عبر في المحرر في المدبر بالقتال وفي الخرين
بالقتل وهو أولى من تعبير المصنف لن المثخن والسير ل
يقاتلن وقد يفهم من منع قتل هؤلء وجأوب القصاص
بقتلهم والصح أنه ل قصاص لشبهة أبي حنيفة ) ول يطلق (
أسيرهم بل يحبس كما صرح به الماوردي وغيرها إذ بحبسه
تضعف البغاة ) وإن كان صبيا وامرأة ( وعبدا ) حتى تنقضي
الحرب و ( تؤمن غائلتهم بأن ) يتفرق جأمعهم ( لينكشف
شرهم ول يتوقع عودهم
تنبيه ظأاهر عبارته استمرار حبسهم إلى أن ) يتفرق جأمعهم
( ومحله في الرجأل الحر المتأهل للقتال وكذا الصبي
والمرأة والعبد والشيخ الفاني إن كانوا مقاتلين كما قاله
المام وغيرها في الولين ويلحق بهما الخران وإل أطلقوا
بمجرد انقضاء الحرب وإن خفنا عودهم ) إل أن يطيع (
السير ) باختيارها ( بمبايعة المام والرجأوع عن البغي إلى
الطاعة فيطلق قبل ذلك
تنبيه هذا الستثناء خاص بالرجأل الحر أما الصبيان والنساء
والعبيد فل بيعة لهم ) ويرد ( وجأوبا ) سلحهم وخيلهم (
وغيرهما ) إليهم إذا انقضت الحرب وأمنت غائلتهم ( أي
شرهم بتفرقهم أو ردهم للطاعة لزوال المحذور حينئذ
تنبيه فهم من رد السلح والخيل إليهم غيرهما من الموال
التي ليست عونا لهم في القتال من باب أولى ) ول
يستعمل ( أي يحرم استعمال شيء من سلحهم وخيلهم أو
غيرهما من أموالهم ) في قتال ( وغيرها لعموم قوله صلى
الله عليه وسلم ل يحل مال امرىء مسلم إل بطيب نفس
منه
) إل لضرورة ( كما إذا خيف انهزام أهل العدل ولم يجدوا
غير خيولهم فيجوز لهم ركوبها وكذا إن لم يجدوا ما يدفعون
به عنهم غير سلحهم
تنبيه قضية ذلك وجأوب أجأرة استعمالها في القتال للضرورة
كالمضطر إذا أكل طعام غيرها إنه يلزمه بدله والوجأه كما
اقتضاها كلم النوار خلفا لما مر من أنه ل ضمان لما يتلف
في القتال وتفارق مسألة المضطر بأن الضرورة فيها
نشأت من المضطر بخلفه في مسألتنا فإنها إنما نشأت من
جأهة المالك ) ول يقاتلون بعظيم كنار ومنجنيق ( وإرسال
سيل وأسود وحيات ونحوها من المهلكات لن المقصود من
حالهم ردهم إلى الطاعة كما مر وقد يرجأعون فل يجدون
للنجاة سبيل وفي الحديث الصحيح ل يعذب بالنار إل ربها
تنبيه لو عبر بما يعم لكان أولى لن آلة الحرب قد تعظم
ولكن ل تعم وليس المنع إل مما يعم لنه قد
____________________
) (4/127
يصيب من ل يجوز قتله كالنساء والصبيان ) وإل لضرورة (
فيجوز قتالهم بالعظيم ) كأن قاتلوا به أو أحاطوا بنا (
واضطررنا إلى الرمي بذلك تدفعهم عنا بأن خيف استئصالنا
فإن أمكن دفعهم بغيرها كانتقالنا الموضع آخر لم نقاتلهم به
تنبيه لو تحصنوا ببلد أو قلعة ولم يتأت الستيلء عليهم إل
بذلك لم يجز قتالهم لما مر ولن ترك بلدة أو قلعة بأيدي
طائفة من المسلمين يتوقع الحتيال في فتحها أقرب إلى
الصلح من استئصالهم ول يجوز حصارهم بمنع طعام أو
شراب إل على رأي المام في أهل قلعة ول يجوز عقر
خيولهم إل إذا قاتلوا عليها ول قطع أشجارهم وزروعهم
ويلزم الواحد كما قال المتولي من أهل العدل مصابرة اثنين
من البغاة كما يجب على المسلم أن يصبر لكافرين فل يول
إل متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة
قال الشافعي رضي الله تعالى عنه يكرها للعادل أن يتعمد
قتل ذي رحمه من أهل البغي وحكم دار البغي دار السلم
فإذا جأرى فيها ما يوجأب إقامة حد أقامه المام إذا استولى
عليها ولو سبى المشركون طائفة من البغاة وقدر أهل
العدل على استنقاذهم لزمهم ذلك ) ول يستعان عليهم (
في قتال ) بكافر ( ذمي أو غيرها لنه يحرم تسليطه على
المسلم ولهذا ل يجوز لمستحق القصاص من مسلم أن
يوكل كافرا في استيفائه ول للمام أن يتخذ جألدا كافرا
لقامة الحدود على المسلمين
تنبيه ظأاهر كلمهم أن ذلك ل يجوز ولو دعت الضرورة إليه
لكنه في التتمة صرح بجواز الستعانة به عند الضرورة وقال
الذرعي وغيرها أنه المتجه ) ول ( يستعان عليهم أيضا ) بمن
يرى قتلهم ( حال كونهم ) مدبرين ( لعداوة أو اعتقاد ك
الحنفي إبقاء عليهم وفرق بينه وبين جأواز استخلفا
الشافعي الحنفي ونحوها بأن الخليفة ينفرد برأيه واجأتهادها
والمذكورون هنا تحت رأي المام ففعلهم منسوب إليه فل
يجوز لهم أن يعملوا بخلفا اجأتهادها ويستثنى ما إذا دعت
الحاجأة إلى الستعانة بهم
قال الشيخان فيجوز بشرطين أحدهما أن يكون حسن إقدام
وجأراءة الثاني أن يمكن دفعهم عنهم لو اتبعوهم بعد
انهزامهم
زاد الماوردي شرطا ثالثا وهو أن يشرط عليهم أن ل يتبعوا
مدبرا ول يقتلوا جأريحا وأن يثق بوفائهم بذلك ) ولو
استعانوا علينا بأهل حرب وآمنوهم ( بهمزة ممدودة
وقصرها مع تشديد الميم لحن كما قاله ابن مكي أي عقدوا
لهم أمانا ليعينوهم علينا ) لم ينفذ ( بالمعجمة ) أمانهم
علينا ( لن المان لترك قتال المسلمين فل ينعقد على
شرط قتالهم وحينئذ قلنا غنم أموالهم واسترقاقهم وقتل
أسيرهم وقتلهم مدبرين وتذفيق جأريحهم نعم لو قالوا ظأننا
أنه يجوز لنا إعانة بعضكم على بعض أو أنهم المحقون ولنا
إعانة المحق أو أنهم استعانوا بنا على كفار وأمكن صدقهم
كما يؤخذ من كلم المام الغزالي التي في أهل الذمة
بلغناهم المأمن وأجأرينا عليهم حكم البغاة فل نستبيحهم
للمان مع عذرهم ) ونفذ عليهم ( أمانهم ) في الصح (
لنهم آمنوهم وآمنوا منهم والثاني المنع لنه أمان على
قتال المسلمين
أما لو آمنوهم بدون شرط قتالنا فإنه ينفذ علينا وعليهم
فإن استعانوا بهم علينا بعد ذلك وقاتلونا انتقض أمانهم
حينئذ في حقنا كما نص عليه والقياس انتقاضه في حقهم
أيضا
تنبيه أشعر عطفه آمنوهم على الستعانة بأنها غيرها وهو
ظأاهر كلم الماوردي وصرح به المتولي
واحترز بأهل حرب عما تضمنه قوله ) ولو أعانهم أهل الذمة
( مختارين ) عالمين بتحريم قتالنا انتقض عهدهم ( بذلك
كما لو انفردوا بالقتال فصار حكمهم حكم أهل الحرب
فيقتلون مقبلين ومدبرين
تنبيه قضية كلمهم انتقاض عهدهم مطلقا حتى في حق
أهل البغي وهو كذلك كما ذكرها البغوي وغيرها وإن قال في
البيان ينبغي أن يكون في انتقاضه الخلفا في أمان أهل
الحرب ولو أتلفوا شيئا بعد الشروع في القتال لم يضمنوها )
أو مكرهين فل ( ينتقض عهدهم لشبهة الكراها
____________________
) (4/128
تنبيه ظأاهر كلم الشيخين أنه يكتفى بقولهم إنهم مكرهون
وهو ظأاهر إطلق الجمهور وإن قال المتولي و البندنيجي
أنه ل بد من ثبوت كونهم مكرهين عند المام هذا في أهل
الذمة وأما أهل العهد فل تقبل دعواهم الكراها إل ببينة عند
الشيخين لن إمام أهل الذمة أقوى بدليل أنه لو خافا المام
من أهل العهد الخيانة نبذ إليهم عهدهم بخلفا أهل الذمة
واحترز بعالمين عما تضمنه قوله ) وكذا إن قالوا ظأننا
جأوازها ( أي أنه يجوز لنا إعانة بعض المسلمين على بعض أو
ظأننا أنهم يستعينون بنا على قتال كفار وأمكن صدقهم كما
أشار إليه في البسيط فل ينتقض عهدهم بالظن المذكور
) أو ( ظأننا ) أنهم محقون ( فيما فعلوها وأن لنا إعانة المحق
فل ينتقض عهدهم أيضا ) على المذهب ( لموافقتهم طائفة
من المسلمين مع عذرهم ول بد في دعواهم الجهل من
إمكان صدقهم كما ذكرها المام و الغزالي وإل فل تقبل وزاد
الرافعي في شرحيه بعد قوله وأنهم محقون وأن لهم إعانة
المحق وإل فليس لهم قتال المحقين ول المبطلين وناقش
الوجأيز بترك ذلك وأسقطه من الروضة كما هنا وقد قدرته
في كلمه وفي قوله أنه ينتقض ولو ادعوا ذلك كما لو
استقلوا بالقتال وتعبير المصنف بكذا يقتضي أنه ل خلفا
في أن المكرها ل ينتقض عهدها وليس مرادا بل فيه
الطريقان فلو جأمع بين المسألتين بعبارة واحدة لكان أولى
تنبيه محل الخلفا إذا لم يشترط عليهم المام ترك القتال
في عقد الذمة وإل فينتقض قطعا ولو قاتل أهل الذمة أهل
البغي لم ينتقض عهدهم على الصحيح لنهم حاربوا من يلزم
المام محاربته
) ويقاتلون ( حيث قلنا بعدم انتقاض عهدهم في المسائل
الثلثا ) كبغاة ( أي كقتالهم لن المان حقن دماءهم كما أن
السلم حقن دماء البغاة أما إذا انتقض عهدهم فحكمه
مذكور في الجزية
تنبيه تشبيه المصنف لهم بالبغاة في المقاتلة يقتضي أنهم
ل يلحقون بهم في نفي ضمان ما يتلفونه في حال القتال
وهو كذلك لنا أسقطنا الضمان عن البغاة لستمالة قلوبهم
وردهم إلى الطاعة لئل ينفرهم الضمان وأهل الذمة في
قبضة المام وهل يجب عليهم القصاص وجأهان في الروضة
كأصلها بل ترجأيح أرجأحهما كما قال البلقيني الوجأوب
وقال إنه ظأاهر نص الشافعي وخرج بأهل الذمة غيرهم من
المعاهدين والمؤمنين فينتقض عهدهم ول يقبل عذرهم إل
في الكراها ول بد من بينة في دعواهم الكراها كما مر عن
الشيخين
فرع لو اقتتل طائفتان باغيتان منعهما المام فل يعين
إحداهما على الخرى وإن عجز عن منعهما قاتل أشرهما
بالخرى التي هي أقرب إلى الحق وإن رجأعت لم يفاجأىء
الخرى بالقتال حتى يدعوها إلى الطاعة لنها صارت
باستعانته بها في أمانه فإن استوتا قال الماوردي ضم إليه
أقلهما جأمعا ثم أقربهما دارا ثم يجتهد فيهما وقاتل
بالمضمومة إليه منهما الخرى غير قاصد إعانتها بل قاصدا
دفع الخرى ولو غزا البغاة مع المام مشركين فكأهل العهد
في حكم الغنائم فيعطى القاتل منهم السلب كغيرها من
أهل العدل ولو عاهد البغاة مشركا اجأتنباها بأن ل نقصدها بما
نقصد به الحربي غير المعاهد ولو قتل عادل عادل في
القتال وقال ظأننته باغيا حلف ووجأبت الدية دون القصاص
للعذر ولو تعمد عادل قتل باغ أمنه عادل ولو كان المؤمن له
عبدا أو امرأة اقتص منه وإن كان جأاهل بأمانه لزمه الدية
ولما قدم المصنف أن البغي هو الخروج على المام العظم
وهو القائم بخلفة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا
فيا لها رتبة ما أسناها ومرتبة ما أعلها احتاج إلى تعريفه
فعقد له فصل فقال فصل في شروط المام العظم وبيان
انعقاد طرق المامة وهي فرض كفاية كالقضاء إذ ل بد للمة
من إمام يقيم الدين وينصر السنة وينصف المظلوم من
الظالم ويستوفي الحقوق ويضعها مواضعها وقدما في
الشرح والروضة الكلم على المامة على أحكام البغاة وما
في الكتاب أولى لن الول هو المقصود بالذات
وقد بدأ بالقسم الول وهو الشروط بقوله ) شرط المام (
العظم هو مفرد مضافا فيعم كل شرط أي شروطه حال
عقد المامة أو العهد بها أمور
____________________
) (4/129
أحدها ) كونه مسلما ( ليراعي مصلحة السلم والمسلمين
فل تصح تولية كافر ولو على كافر
ثانيها كونه ) مكلفا ( ليلي أمر الناس فل تصح إمامة صبي
ومجنون بإجأماع لن المولى عليه في حضانة غيرها فكيف
يلي أمر المة وفي الحديث نعوذ بالله من إمارة الصبيان
رواها المام أحمد
ثالثها كونه ) حرا ( ليكمل ويهاب بخلفا من فيه رق ولنه
مشغول بخدمة غيرها وما رواها مسلم من قوله صلى الله
عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي
فمحمول على غير المامة العظمى
رابعها كونه ) ذكرا ( ليتفرغ ويتمكن من مخالطة الرجأال فل
تصح ولية امرأة لما في الصحيح لن يفلح قوم ولوا أمرهم
امرأة ول ولية خنثى وإن بانت ذكورته كما ذكروها في تولية
القاضي فالمام أولى
خامسها كونه ) قرشيا ( لخبر النسائي الئمة من قريش وبه
أخذ الصحابة ومن بعدهم
هذا عند تيسر قرشي جأامع للشروط فإن عدم فمنتسب إلى
كنانة فإن عدم فرجأل من ولد إسماعيل صلى الله عليه
وسلم فإن عدم فرجأل جأرهمى كما في التتمة
وجأرهم أصل العرب ومنهم تزوج سيدنا إسماعيل حين أنزله
أبوها صلى الله عليه وسلم أرض مكة فإن عدم فرجأل من ولد
إسحق صلى الله عليه وسلم ثم إلى غيرهم ول يشترط كونه
هاشميا باتفاق فإن الصديق وعمر وعثمان رضي الله تعالى
عنهم لم يكونوا من بني هاشم
سادسها كونه عدل ولو ذكرها بدل مسلما لعلم منه كونه
مسلما
قال الشيخ عز الدين وإذا تعذرت العدالة في الئمة والحكام
قدمنا أقلهم فسقا
سابعها كونه عالما ) مجتهدا ( ليعرفا الحكام ويعلم الناس
ول يحتاج إلى استفتاء غيرها في الحوادثا لنه بالمراجأعة
والسؤال يخرج عن رتبة الستقلل
ثامنها كونه ) شجاعا ( بتثليث المعجمة والشجاعة قوة
القلب عند البأس لينفرد بنفسه ويدبر الجيوش ويقهر
العداء ويفتح الحصون
تاسعها كونه ) ذا رأي ( يفضي إلى سياسة الرعية وتدبير
المصالح الدنيوية فهو ملك المور
قال المتنبي الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي
المحل الثاني فإذا هما اجأتمعا لنفس حرة بلغت من العلياء
كل مكان ولربما قهر الفتى أقرانه بالرأي ل بتطاول
القران وقد كان العباس بن عبد المطلب يضرب به المثل
في سداد الرأي ) و ( عاشرها كونه ذا ) سمع وبصر ونطق (
ليتأتى منه فصل المور ول يضر ثقل السمع والتتمة ول
كونه أعشى العين لن عجزها حال الستراحة ويرجأى زواله
وأما ضعف البصر فإن منع تمييز الشخاص منع وإل فل
تنبيه فهو من اشتراطه البصر جأواز كونه أعور وهو كذلك
وإن خالف في ذلك الروياني ومن اقتصارها على ما ذكر أنه
ل يؤثر فقد شم وذوق وهو كذلك كما جأزم به في زوائد
الروضة ويشترط فيه أيضا أن ل يكون به نقص يمنع استيفاء
حركة النهوض كالنقص في اليد والرجأل كما صححه في
الروضة
ول يشترط كونه معصوما لن العصمة للنبياء ول يضر قطع
ذكر وأنثيين واعلم أن هذها الشروط كما تعتبر في البتداء
تعتبر في الدوام إل العدالة فإنه ل ينعزل بالفسق في الصح
ول الجنون المتقطع إذا كان زمن الفاقة أكثر قاله
الماوردي
وإل في قطع إحدى اليدين والرجألين فل يؤثر في الدوام إذ
يغتفر في الدوام ما ل يغتفر في البتداء فعلم من ذلك أنه
ينعزل بالعمى والصمم والخرس والمرض الذي ينسيه
العلوم
ثم شرع في القسم الثاني وهو بيان انعقاد طرق المامة
بقوله ) وتنعقد المامة ( بثلثة طرق
أحدها ) بالبيعة ( بفتح الموحدة كما بايع الصحابة أبا بكر
رضي الله تعالى عنهم أجأمعين واختلف في عدد المبايع
) والصح ( ل يتعين عدد بل المعتبر ) بيعة أهل الحل والعقد
من العلماء والرؤساء ووجأوها الناس الذين يتيسر اجأتماعهم
( لن المر ينتظم بهم ويتبعهم سائر الناس ول يشترط
اتفاق أهل الحل والعقد من سائر القطار البعيدة ول
يشترط عدد كما يوهمه كلمه بل لو تعلق الحل والعقد بواحد
مطاع كفت بيعته ولزمه الموافقة والمتابعة
____________________
) (4/130
وقيل ل بد من اثنين لنهما أقل الجماعة وقيل من ثلثة
لنهم أقل الجمع وقيل من أربعة لنهم أكثر نصاب الشهادة
وقيل من خمسة غير البائع كأهل الشورى وقيل من أربعين
لنه أشد خطرا من الجمعة وهل يشترط لنعقادهم إشهاد
شاهدين أو ل حكى في الروضة عن المام عن الصحاب
الول لئل يدعي عقد سابق ولن المامة ليست دون النكاح
وقيل إن عقدها واحد اشترط الجأهاد أو جأمع فل وجأرى
على هذا ابن المقري ) وشرطهم ( أي المباعين ) صفة
الشهود ( من العدالة وغيرها مما يأتي
تنبيه قضية كلمه عدم اشتراط الجأتهاد وهو كذلك وما في
الروضة كأصلها من أنه يشترط أن يكون المبايع مجتهدا إن
اتحد وأن يكون فيه مجتهدا إن تعدد مفرع على اشتراط
العدد والمراد بالمجتهد هنا المجتهد بشروط المامة ل أن
يكون مجتهدا مطلقا كما صرح به الزنجاني في شرح الوجأيز
) و ( ثانيهما ينعقد ) باستخلفا المام ( شخصا عينه في
حياته ليكون خليفته بعدها ويعبر عنه بعهدت إليه كما عهد أبو
بكر إلى عمر رضي الله تعالى عنهما بقوله بسم الله
الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الله صلى
الله عليه وسلم عند آخر عهدها من الدنيا وأول عهدها بالخرة
في الحالة التي يؤمن فيها الكافر ويتقي فيها الفاجأر إني
استعملت عليكم عمر بن الخطاب فإن بر وعدل فذاك علمي
به وعلمي فيه وإن جأار وبدل فل علم لي بالغيب والخير
أردت ولكل امرىء ما اكتسب } وسيعلم الذين ظألموا أي
منقلب ينقلبون { وانعقد الجأماع على جأوازها
تنبيه ل بد أن يكون المام كما قال الذرعي وغيرها جأامعا
لشروط المامة فل عبرة باستخلفا الجاهل والفاسق وأن
يقبل الخليفة في حياة المام وإن تراخى عن الستخلفا
كما اقتضاها كلم الروضة وإن بحث البلقيني اشتراط الفور
فإن أخرها عن الحياة رجأع ذلك إلى اليصاء وسيأتي حكمه
وعليه أن يتحرى الصلح للمامة بأن يجتهد فيه فإذا ظأهر له
واحد ولها وله جأعل الخلفة لزيد ثم بعدها لعمرو ثم بعدها لبكر
وتنتقل على ما رتب كما رتب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمراء جأيش مؤتة فإن مات الول في حياة الخليفة
فالخلفة للثاني وإن مات الثاني أيضا فهي للثالث وإن مات
الخليفة وبقي الثلثة أحياء وانتصب الول كان له أن يعهد
بها إلى غير الخيرين لنها لما انتهت إليه صار أملك بها
بخلفا ما إذا مات ولم يعهد إلى أحد فليس لهل البيعة أن
يبايعوا غير الثاني ويقدم عهد الول على اختيارهم
ول يشترط في الستخلفا رضا أهل الحل والعقد في حياته
أو بعد موته بل إذا ظأهر له واحد جأاز بيعته من غير حضور
غيرها ول مشاورة أحد كما نقله في الروضة عن الماوردي
وقطع به المام
) فلو جأعل ( المام ) المر ( في الخلفة ) شورى ( هو
مصدر بمعنى التشاور ) بين جأمع فكاستخلفا ( حكمه إل أن
المستخلف غير معين ) فيرتضون أحدهم ( بعد موت المام
فيعنونه للخلفة كما جأعل عمر رضي الله تعالى عنه المر
شورى بين ستة علي والزبير وعثمان وعبد الرحمن بن
عوفا وسعد بن أبي وقاص وطلحة فاتفقوا على عثمان
رضي الله عنه
أما قبل موته فليس لهم أن يعينوها إل بإذنه فإن خافوا
تفرق المر وانتشارها بعدها استأذنوها ولو امتنع أهل الشورى
من الختيار لم يجبروا عليه وكى نه لم يعهد وكذلك لو امتنع
المعهود إليه من القبول
تنبيه لو أوصى بها جأاز كما لو استخلف لكن قبول الموصى
له إنما يكون بعد موت الموصي وقيل ل يجوز لنه بالموت
يخرج عن الولية ويتعين من اختيارها للخلفة بالستخلفا أو
الوصية مع القبول فليس لغيرها أن يعين غيرها
وإن استعفى الخليفة أو الموصى له بعد القبول لم ينعزل
حتى يعفي ويوجأد غيرها فإن وجأد غيرها جأاز استعفاؤها
وإعفاؤها وخرج من العهد باستجماعهما وإل امتنع وبقي
العهد لزما ويجوز العهد إلى الوالد والولد كما يجوز إلى
غيرهما كما جأزم به صاحب النوار و ابن المقري وقيل
يمتنع ذلك كالتزكية والحكم وقيل تجوز للوالد دون الولد
لشدة الميل إليه
فرع لو صلح للمامة واحد فقد تعين أو اثنان استحب لهل
العقد والحل تقديم أسنهما في السلم ثم
____________________
) (4/131
إن كثرت الحروب كأن ظأهر أهل الفساد أو البغاة فالشجع
أحق لن الحاجأة دعت إلى زيادة الشجاعة أو كثرت البدع
فالعلم أحق لن الحاجأة دعت إلى زيادة العلم فإن استويا
أفرع وإن لم يتنازعا كما هو قضية كلم ابن المقري لن
فيأهما للمسلمين ل لهما لعدم الترجأيح وقيل يقدم أهل
العقد والحل من شاءوا بل فرعة ولو تنازعاها لم يقدح
فيهما تنازعها لن طلبها ليس مكروها ) و ( ثالثها
) باستيلء ( شخص متغلب على المامة ) جأامع للشروط (
المعتبرة في المامة على الملك بقهر وغلبة بعد موت
المام لينتظم شمل المسلمين
أما الستيلء على الحي فإن كان الحي متغلبا انعقدت إمامة
المتغلب عليه وإن كان إماما ببيعة أو لم تنعقد إمامة
المتغلب عليه ) وكذا فاسق وجأاهل ( تنعقد إمامة كل منهما
مع وجأود بقية الشروط بالستيلء ) في الصح ( وإن كان
عاصيا بذلك لما مر والثاني المنع لفقد الشروط
تنبيه كلمه يفهم أن الخلفا إنما يجري في حال اجأتماع
الفسق والجهل لكن عبارة الروضة وأصلها مشعرة بجريان
الخلفا عند انفراد كل منهما وهو الظاهر كما قاله الدميري
فإن جأعلت الواو في كلم المصنف بمعنى أو كما قررت به
كلمه فل مخالفة ول يختص هذا كما قال الزركشي بالفسق
والجهل بل سائر الشروط إذا فقد واحد منها كذلك كالعبد
والمرأة والصبي المميز
قال الدميري ولى الكنان وهو في بطن أمه حين مات أبوها
ولم يكن له ولد وضعوا التاج على بطن أمه وعقدوا لحملها
اللواء فولدت ذكرا فملكهم إلى أن مات
نعم الكافر إذا تغلب ل تنعقد إمامته لقوله تعالى } ولن
يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيل { وقول الشيخ عز
الدين ولو استولى الكفار على إقليم فولوا القضاء رجأل
مسلما فالذي يظهر انعقادها ليس بظاهر فإنه قال لو ابتلى
الناس بولية صبي مميز يرجأع للعقلء أو امرأة هل ينفذ
تصرفها العام فيما يوافق الحق كتولية القضاء والولة فيه
وقفة اها
فإذا كان عندها وقفة في ذلك فالكافر أولى
فروع تجب طاعة المامة وإن كان جأائرا فيما يجوز من أمرها
ونهيه لخبر اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي
مجدع الطرافا ولن المقصود من نصبه اتحاد الكلمة ول
يحصل ذلك إل بوجأوب الطاعة وتجب نصيحته للرعية بحسب
قدرته ول يجوز عقدها لمامين فأكثر ولو بأقاليم ولو
تباعدت لما في ذلك من اختلفا الرأي وتفرق الشمل فإن
عقدت لثنين معا بطلتا أو مرتبا انعقدت للسابق كما في
النكاح على امرأة ويعزز الثاني ومبايعوها إن علموا ببيعة
السابق لرتكابهم محرما
فإن قيل ورد في مسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الخر
منهما فكيف يقال بالتعزيز فقط أجأيب بأن معنى الحديث ل
تطيعوها فيكون كمن قتل وقيل معناها أنه إن أصر فهو باغ
يقاتل فإن علم سبق وجأهل بطل العقدان كما مر نظيرها من
الجمعة والنكاح وإن علم السابق ثم نسي وقف المر رجأاء
النكشافا فإن أضر الوقف بالمسلمين عقد لحدهما ل
لغيرهما لن عقدها لهما أوجأب صرفها عن غيرهما وإن
بطل عقداهما بالضرار وخالف البلقيني الشيخين في ذلك
وقال بجواز عقدها لغيرهما والحق في المامة للمسلمين ل
لهما فل تسمع دعوى أحدهما السبق وإن أقر به أحدهما
للخر بطل حقه ول يثبت الحق للخر إل ببينة ويجوز تسمية
المام خليفة وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأمير المؤمنين
قال البغوي وإن كان فاسقا وأول من سمي به عمر بن
الخطاب رضي الله تعالى عنه ول يجوز تسميته بخليفة الله
تعالى لنه إنما يستخلف من يغيب ويموت والله تعالى منزها
عن ذلك
قال المصنف في شرح مسلم ول يسمى أحد خليفة الله بعد
آدم وداود عليهما السلم
وعن ابن مليكة أن رجأل قال لبي بكر رضي الله تعالى عنه
يا خليفة الله فقال أنا خليفة محمد صلى الله عليه وسلم
وأنا راض بذلك
ول يجوز خلع المام ما لم تختل الصفات فيه ول يصير
الشخص إماما بتفردها بشروط المامة في وقته بل ل بد من
أحد الطرق كما حكاها الماوردي عن الجمهور وقيل يصير من
غير عقد حكاها القمولي
قال ومن الفقهاء من ألحق القاضي بالمام في ذلك
وقال المام لو شغر الزمان عن المام انتقلت أحكامه إلى
أعلم أهل ذلك الزمان ) قلت ( كما قال الرافعي
____________________
) (4/132
في الشرح فيما لو عاد البلد من البغاة إلينا ) لو ادعى (
بعض أهله ) دفع زكاة إلى البغاة صدق ( بل يمين إن لم يتهم
و ) بيمينه ( إن اتهم لبنائها على المواساة والمسلم مؤتمن
في أمر دينه
تنبيه اليمين هنا مستحبة على الصح كما في زيادة الروضة
في الزكاة وإن صحح في تصحيح التنبيه هنا أنها واجأبة
وجأرى عليه الدميري ) أو ( ذمي ادعى دفع ) جأزية فل (
يصدق بيمينه ) على الصحيح ( لنها عوض عن السكن فأشبه
ما لو ادعى المستأجأر دفع الجأرة
والثاني بصدق كالمزكى وفرق الول بأن الذمي غير مؤتمن
فيما يدعيه على الم