ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 011

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‬
‫محمد الخطيب الشربيني‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪4‬‬
‫تنبيه ما جأزم به المصنف من عدم صحة شهادته ونفوذ‬
‫قضائه إذا استحل دماءنا وأموالنا وما نقلها في الروضة‬
‫وأصلها هنا عن المعتبرين من أصحابنا محمول على ما إذا‬
‫كان بل تأويل وما ذكرها في زيادة الروضة في كتاب‬
‫الشهادات من أنه ل فرق في قبول شهادة أهل الهواء‬
‫وقضاء قاضيهم بين من يستحل الدم والمال أم ل محمول‬
‫على ما إذا استحلوها بتأويل فل منافاة بين الموضعين كما‬
‫توهمه بعض الشارحين وينبغي كما قال الزركشي أن يكون‬
‫سائر السباب الموجأبة للفسق في معنى استحلل الدم‬
‫والمال ولو شككنا في الستحلل حيث قلنا ل تصح الشهادة‬
‫ول ينفذ القضاء فقولن حكاهما ابن كج وقال اختيار‬

‫الشافعي رحمه الله تعالى عدم قبول الحكم ويأتي مثله في‬
‫الشهادة وخرج بما ينفذ فيه قضاء قاضينا غيرها كأن حكم بما‬
‫يخالف نصا أو إجأماعا أو قياسا جأليا فل يقبل ) وينفذ ( بضم‬
‫أوله وتشديد الفاء قاضينا ) كتابه ( أي قاضي البغاة‬
‫) بالحكم ( فإذا كتب بما حكم به إلى قاضينا جأاز له قبوله‬
‫وتنفيذها ولكن يسن له عدم تنفيذها استخفافا بهم ) ويحكم‬
‫بكتابه بسماع البينة ( أي يجوز له ذلك ) في الصح ( كتقييد‬
‫كتابه بالحكم ويستحب أنه ل يحكم به لما مر‬
‫والثاني ل يحكم به لن فيه معونة أهل البغي وإقامة‬
‫مناصبهم‬
‫تنبيه تبع المحرر في حكاية الخلفا وجأهين لكنه في الروضة‬
‫كأصلها جأعله قولين وطردهما المام في الكتاب بالحكم‬
‫) ولو ( استولى البغاة على بلد و ) أقاموا ( أي ولة أمورهم‬
‫) حدا ( على من وجأب عليه ) وأخذوا زكاة ( من أهلها‬

‫) وخراجأا ( من أرض خراجأية ) وجأزية ( من أهل ذمة‬
‫) وفرقوا سهم المرتزقة ( من الفيء ) على جأندهم صح (‬
‫ما فعلوها في البلد الذي استولوا عليه تأسياب علي رضي‬
‫الله تعالى عنه ولن في إعادة المطالبة إضرارا بأهل البلد‬
‫أما إذا أقام الحد غير ولتهم فإنه ل يعتد به ومحل العتداد به‬

‫في الزكاة كما قال البلقيني إذا كانت غير معجلة أو كانت‬
‫معجلة لكن استمرت شوكتهم حتى وجأبت فلو زالت‬
‫شوكتهم قبل الوجأوب لم يقع ما عجلوها موقعه لن وقت‬
‫الوجأوب لم يكونوا أهل للخذ‬
‫قال ولم أر من تعرض لذلك وقد أشار الشافعي رضي الله‬
‫تعالى عنه إليه بقوله بصدقة عامة‬
‫) وفي الخير ( وهو تفرقة سهم المرتزقة على جأندهم‬
‫) وجأه ( أنه ل يقع الموقع لئل يتقووا به على أهل العدل‬
‫وأجأاب الول بأنهم من جأند السلم ورغب الكفار قائم بهم‬
‫وفي الجزية أيضا وجأه حكاها الرافعي وفي الزكاة أيضا وجأه‬
‫حكاها القاضي‬
‫قال الزركشي وصرح في الشرافا بحكاية الخلفا في‬
‫الخراج ) وما أتلفه باغ ( من نفس أو مال ) على عادل‬
‫وعكسه ( أي أتلفه عادل على باغ ) إن لم يكن في قتال (‬
‫لضرورته بأن كان في غير القتال أو فيه ل لضرورته ) ضمن‬
‫( قطعا كل منهما متلفه من نفس ومال جأريا على الصل‬
‫في التلفا‬
‫تنبيه يستثنى من ذلك ما إذا قصد أهل العدل بإتلفا المال‬
‫إضعافهم وهزيمتهم فإنه ل ضمان قال الماوردي قال‬
‫بخلفا ما لو قصدوا التشفي والنتقام‬

‫) وإل ( بأن كان التلفا في قتال لضرورته ) فل ( ضمان‬
‫اقتداء بالسلف لن الوقائع التي جأرت في عصر الصحابة‬
‫كوقعة الجمل بصفين لم يطلب بعضهم بعضا بضمان نفس‬
‫ول مال وترغيبا في الطاعة لئل ينفروا عنها ويتمادوا على‬
‫ما هم فيه ولهذا سقطت التبعة عن الحربي إذا أسلم ولنا‬
‫مأمورون بالقتال فل يضمن ما يتولد منه وهم إنما أتلفوا‬
‫بتأويل ) وفي قول يضمن الباغي ( ما أتلفه على العادل‬
‫لنهما فرقتان من المسلمين محقة ومبطلة فل يستويان‬
‫في سقوط الغرم كقطاع الطريق لشبهة تأويلها‬
‫تنبيه محل الخلفا كما يؤخذ مما قدرته في كلمه فيما أتلف‬
‫في القتال بسبب القتال فإن أتلف فيه ما ليس من ضرورته‬
‫ضمن قطعا قاله المام وأقراها ثم ما ذكر بالنسبة للضمان‬
‫وأما بالنسبة للتحريم فقال الشيخ عز الدين ل يتصف‬
‫إتلفهم بإباحة ول بتحريم لنه خطأ معفو عنه بخلفا ما‬

‫يتلفه الكفار حال القتال إنه حرام غير مضمون‬
‫فرع لو وطىء باغ أمة عادل بل شبهة حد ورق الولد ول‬
‫نسب لن الوطء حينئذ زنا ومتى كانت مكرهة على‬
‫____________________‬


‫) ‪(4/125‬‬

‫الوطء لزمه المهر كغيرها وبعضهم استثنى هذها المسألة من‬
‫إطلق المصنف نفي الضمان وهو ممنوع لن إتلفا البضع‬
‫بالوطء ل تعلق له بالقتال والكلم إنما هو فيه‬
‫وأما الحربي إذا وطىء أمة غيرها بل شبهة فإن الولد يكون‬
‫رقيقا ول نسب ول حد عليه ول مهر إن كانت مكرهة على‬
‫الوطء لنه لم يلتزم الحكام‬
‫واعلم أن ما سبق من نفي الضمان محله عند اجأتماع‬
‫الشوكة والتأويل فإن فقد أحدهما فله حالن أشار إلى‬
‫الول بقوله ) و ( الباغي ) المتأول بل شوكة ( له ) يضمن (‬
‫النفس والمال ولو حال القتال كقاطع الطريق ولنا لو‬
‫أسقطنا الضمان عنه لم تعجز كل شرذمة تريد إتلفا نفس‬
‫ومال أن تبدي تأويل وتفعل من الفساد ما تشاء وفي ذلك‬
‫بطلن السياسات وأشار إلى الثاني بقوله ) وعكسه ( وهو‬
‫من له شوكة بل تأويل حكمه ) كباغ ( في الضمان وعدمه‬
‫وتقدم أن الظأهر عدم الضمان في حال القتال لضرورته‬
‫فكذا هنا لن سقوط الضمان في الباغين لقطع الفتنة‬
‫واجأتماع الكلمة وهو موجأود هنا وخالف في ذلك البلقيني‬
‫وقال بالضمان‬

‫تنبيه ما ذكرها المصنف من تنزيلهم منزلة البغاة هو بالنسبة‬
‫للضمان كما قيدت به كلمه لنه السابق أول أما الحدود إذا‬
‫أقاموها أو الحقوق إذا قبضوها فل يعتد بها النتفاء‬
‫شرطهم‬
‫قال الشيخان والتحكيم فيهم على الخلفا في غيرهم‬
‫فرع لو ارتدت طائفة لهم شوكة فأتلفوا مال أو نفسا في‬
‫القتال ثم تابوا وأسلموا هل يضمنون أول كالبغاة وجأهان‬
‫في أصل الروضة من غير ترجأيح والصحيح كما قال السنوي‬
‫الول لجنايتهم على السلم ونقله الماوردي عن النص في‬
‫أكثر كتبه‬
‫وقال الذرعي إنه الوجأه ول ينفذ قضاء قاضي المرتدين‬
‫قطعا قاله في أصل الروضة‬
‫ثم شرع المصنف في كيفية قتال البغاة فقال ) ول يقاتل (‬

‫المام ) البغاة حتى يبعث إليهم أمينا فطنا ( إن كان البعث‬
‫للمناظأرة كما قاله بعض المتأخرين ) ناصحا ( لهم فإذا‬
‫وصل إليهم ) يسألهم ما ينقمون ( أي يكرهون اقتداء ب‬
‫علي رضي الله تعالى عنه فإنه بعث ابن عباس رضي الله‬
‫تعالى عنهما إلى أهل النهروان فرجأع بعضهم وأبى بعضهم‬
‫تنبيه ظأاهر عبارته أن البعث واجأب وهو ظأاهر عبارة‬

‫الشرحين أيضا وصرح به ابن الصباغ وغيرها وقال في‬
‫المطلب وهو ظأاهر كلم الشافعي وصرح به الصحاب وفي‬
‫تعليق القاضي أبي الطيب أنه مستحب ) فإن ذكروا مظلمة‬
‫( هي سبب امتناعهم عن الطاعة وهي إن كانت مصدرا‬
‫ميميا فبفتح اللم وكسرها‬
‫وقال الزركشي الفتح هو القياس أو اسما لما يظلم به‬
‫فالكسر فقط ) أو شبهة أزالها ( لن المقصود بقتالهم‬
‫ردهم إلى الطاعة ودفع شرهم كدفع الصائل دون قتلهم‬
‫لقوله تعالى } فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله {‬
‫أي ترجأع إلى كتاب الله تعالى وسنة رسوله ) فإن أصروا (‬
‫بعد الزالة أو لم يذكروا شيئا ) نصحهم ( ووعظهم وخوفهم‬
‫سوء عاقبة البغي وأمرهم بالعود للطاعة لن ذلك أقرب إلى‬
‫حصول المقصود ) ثم ( إن أصروا دعاهم إلى المناظأرة فإن‬
‫لم يجيبوا أو أجأابوا أو غلبوا في المناظأرة وأصروا ) آذنهم (‬
‫بالمد أي أعلمهم ) بالقتال ( لن الله تعالى أمر أول‬
‫بالصلح ثم بالقتال فل يجوز تقديم ما أخرها الله تعالى‬
‫تنبيه إنما يعلمهم بالقتال إذا علم أن في عسكرها قوة‬
‫وقدرة عليهم وإل أخرها إلى أن تمكنه القوة عليهم لنه‬
‫الحتياط في ذلك كما نقله في البحر عن النص وقتالهم‬
‫حينئذ واجأب لجأماع الصحابة عليه بأحد خمسة أمور كما قاله‬

‫الماوردي أن يتعرضوا لحريم أهل العدل أو يتعطل جأهاد‬
‫الكفار بهم أو يأخذوا من حقوق بيت المال ما ليس لهم أو‬
‫يمتنعوا من دفع ما وجأب عليهم أو يتظاهروا على خلع‬
‫المام الذي قد انعقدت بيعته فلو انفردوا عن الجماعة ولم‬
‫يمنعوا حقا ول تعدوا إلى ما ليس لهم جأاز قتالهم لجأل‬
‫تفريق الجماعة ول يجب لنظاهرهم بالطاعة ) فإن‬
‫استمهلوا ( أي طلبوا المهال من المام ) اجأتهد ( فيه وفي‬
‫عدمه ) وفعل ما رآها صوابا ( منهما وإن ظأهر له أن‬
‫استمالهم للتأمل في إزالة‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/126‬‬

‫الشبهة أمهلهم ليتضح لهم الحق وإن ظأهر لهم أنهم‬
‫يحتالون لجأتماع عساكرهم وانتظار مددهم لم يمهلهم وإن‬
‫سألوا ترك القتال أبدا لم يجبهم‬
‫تنبيه قضية كلمه أن مدة المهال ل تتقيد وهو كذلك بل‬
‫ترجأع إلى ما يراها المام وفي التهذيب كيوم أو يومين وفي‬
‫المهذب ثلثة أيام وقضيته أيضا مراعاة هذا التدريج في‬
‫القتال وهو كذلك وبه صرح المام فقال سبيله سبيل دفع‬

‫الصائل من القتصار على الدنى فالدنى ) ول يقاتل‬
‫مدبرهم ( إذا وقع قتال ول من ألقى سلحه وأعرض عن‬
‫القتال ) ول مثخنهم ( بفتح المعجمة اسم مفعول من أثخنه‬
‫الجرح إذا أضعفه ) و ( ل ) أسيرهم ( إذا كان المام يرى‬
‫رأينا فيهم لقوله تعالى } حتى تفيء { والفيئة الرجأوع عن‬
‫القتال بالهزيمة‬
‫روى ابن أبي شيبة بإسناد حسن أن عليا رضي الله عنه أمر‬
‫مناديه يوم الجمل فنادى ل يتبع مدبر ول يذفف على جأريح‬
‫ول يقتل أسير ومن أغلق بابه فهو آمن ومن ألقى سلحه‬
‫فهو آمن ولن قتالهم شرع للدفع عن منع الطاعة وقد زال‬
‫أما إذا كان ل يرى ذلك فل اعتراض عليه ويستثنى من إطلق‬
‫المصنف المدبر المتحرفا للقتال أو المتحيز إلى فئة قريبة‬
‫فيقاتلن بخلفا المتحيز إلى فئة بعيدة وما إذا انهزموا‬
‫مجتمعين تحت راية زعيمهم فإنهم يقاتلون حتى يرجأعوا‬
‫إلى الطاعة‬
‫قال المام أو يتبددوا‬
‫تنبيه عبر في المحرر في المدبر بالقتال وفي الخرين‬
‫بالقتل وهو أولى من تعبير المصنف لن المثخن والسير ل‬
‫يقاتلن وقد يفهم من منع قتل هؤلء وجأوب القصاص‬
‫بقتلهم والصح أنه ل قصاص لشبهة أبي حنيفة ) ول يطلق (‬

‫أسيرهم بل يحبس كما صرح به الماوردي وغيرها إذ بحبسه‬
‫تضعف البغاة ) وإن كان صبيا وامرأة ( وعبدا ) حتى تنقضي‬
‫الحرب و ( تؤمن غائلتهم بأن ) يتفرق جأمعهم ( لينكشف‬
‫شرهم ول يتوقع عودهم‬
‫تنبيه ظأاهر عبارته استمرار حبسهم إلى أن ) يتفرق جأمعهم‬
‫( ومحله في الرجأل الحر المتأهل للقتال وكذا الصبي‬
‫والمرأة والعبد والشيخ الفاني إن كانوا مقاتلين كما قاله‬
‫المام وغيرها في الولين ويلحق بهما الخران وإل أطلقوا‬
‫بمجرد انقضاء الحرب وإن خفنا عودهم ) إل أن يطيع (‬
‫السير ) باختيارها ( بمبايعة المام والرجأوع عن البغي إلى‬
‫الطاعة فيطلق قبل ذلك‬
‫تنبيه هذا الستثناء خاص بالرجأل الحر أما الصبيان والنساء‬

‫والعبيد فل بيعة لهم ) ويرد ( وجأوبا ) سلحهم وخيلهم (‬
‫وغيرهما ) إليهم إذا انقضت الحرب وأمنت غائلتهم ( أي‬
‫شرهم بتفرقهم أو ردهم للطاعة لزوال المحذور حينئذ‬
‫تنبيه فهم من رد السلح والخيل إليهم غيرهما من الموال‬
‫التي ليست عونا لهم في القتال من باب أولى ) ول‬
‫يستعمل ( أي يحرم استعمال شيء من سلحهم وخيلهم أو‬
‫غيرهما من أموالهم ) في قتال ( وغيرها لعموم قوله صلى‬

‫الله عليه وسلم ل يحل مال امرىء مسلم إل بطيب نفس‬
‫منه‬
‫) إل لضرورة ( كما إذا خيف انهزام أهل العدل ولم يجدوا‬
‫غير خيولهم فيجوز لهم ركوبها وكذا إن لم يجدوا ما يدفعون‬
‫به عنهم غير سلحهم‬
‫تنبيه قضية ذلك وجأوب أجأرة استعمالها في القتال للضرورة‬
‫كالمضطر إذا أكل طعام غيرها إنه يلزمه بدله والوجأه كما‬
‫اقتضاها كلم النوار خلفا لما مر من أنه ل ضمان لما يتلف‬
‫في القتال وتفارق مسألة المضطر بأن الضرورة فيها‬
‫نشأت من المضطر بخلفه في مسألتنا فإنها إنما نشأت من‬
‫جأهة المالك ) ول يقاتلون بعظيم كنار ومنجنيق ( وإرسال‬
‫سيل وأسود وحيات ونحوها من المهلكات لن المقصود من‬
‫حالهم ردهم إلى الطاعة كما مر وقد يرجأعون فل يجدون‬
‫للنجاة سبيل وفي الحديث الصحيح ل يعذب بالنار إل ربها‬
‫تنبيه لو عبر بما يعم لكان أولى لن آلة الحرب قد تعظم‬
‫ولكن ل تعم وليس المنع إل مما يعم لنه قد‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/127‬‬


‫يصيب من ل يجوز قتله كالنساء والصبيان ) وإل لضرورة (‬
‫فيجوز قتالهم بالعظيم ) كأن قاتلوا به أو أحاطوا بنا (‬
‫واضطررنا إلى الرمي بذلك تدفعهم عنا بأن خيف استئصالنا‬
‫فإن أمكن دفعهم بغيرها كانتقالنا الموضع آخر لم نقاتلهم به‬
‫تنبيه لو تحصنوا ببلد أو قلعة ولم يتأت الستيلء عليهم إل‬
‫بذلك لم يجز قتالهم لما مر ولن ترك بلدة أو قلعة بأيدي‬
‫طائفة من المسلمين يتوقع الحتيال في فتحها أقرب إلى‬
‫الصلح من استئصالهم ول يجوز حصارهم بمنع طعام أو‬
‫شراب إل على رأي المام في أهل قلعة ول يجوز عقر‬
‫خيولهم إل إذا قاتلوا عليها ول قطع أشجارهم وزروعهم‬

‫ويلزم الواحد كما قال المتولي من أهل العدل مصابرة اثنين‬
‫من البغاة كما يجب على المسلم أن يصبر لكافرين فل يول‬
‫إل متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة‬
‫قال الشافعي رضي الله تعالى عنه يكرها للعادل أن يتعمد‬
‫قتل ذي رحمه من أهل البغي وحكم دار البغي دار السلم‬
‫فإذا جأرى فيها ما يوجأب إقامة حد أقامه المام إذا استولى‬
‫عليها ولو سبى المشركون طائفة من البغاة وقدر أهل‬
‫العدل على استنقاذهم لزمهم ذلك ) ول يستعان عليهم (‬
‫في قتال ) بكافر ( ذمي أو غيرها لنه يحرم تسليطه على‬
‫المسلم ولهذا ل يجوز لمستحق القصاص من مسلم أن‬
‫يوكل كافرا في استيفائه ول للمام أن يتخذ جألدا كافرا‬
‫لقامة الحدود على المسلمين‬
‫تنبيه ظأاهر كلمهم أن ذلك ل يجوز ولو دعت الضرورة إليه‬
‫لكنه في التتمة صرح بجواز الستعانة به عند الضرورة وقال‬
‫الذرعي وغيرها أنه المتجه ) ول ( يستعان عليهم أيضا ) بمن‬
‫يرى قتلهم ( حال كونهم ) مدبرين ( لعداوة أو اعتقاد ك‬
‫الحنفي إبقاء عليهم وفرق بينه وبين جأواز استخلفا‬
‫الشافعي الحنفي ونحوها بأن الخليفة ينفرد برأيه واجأتهادها‬
‫والمذكورون هنا تحت رأي المام ففعلهم منسوب إليه فل‬
‫يجوز لهم أن يعملوا بخلفا اجأتهادها ويستثنى ما إذا دعت‬
‫الحاجأة إلى الستعانة بهم‬
‫قال الشيخان فيجوز بشرطين أحدهما أن يكون حسن إقدام‬
‫وجأراءة الثاني أن يمكن دفعهم عنهم لو اتبعوهم بعد‬
‫انهزامهم‬
‫زاد الماوردي شرطا ثالثا وهو أن يشرط عليهم أن ل يتبعوا‬
‫مدبرا ول يقتلوا جأريحا وأن يثق بوفائهم بذلك ) ولو‬
‫استعانوا علينا بأهل حرب وآمنوهم ( بهمزة ممدودة‬
‫وقصرها مع تشديد الميم لحن كما قاله ابن مكي أي عقدوا‬
‫لهم أمانا ليعينوهم علينا ) لم ينفذ ( بالمعجمة ) أمانهم‬
‫علينا ( لن المان لترك قتال المسلمين فل ينعقد على‬
‫شرط قتالهم وحينئذ قلنا غنم أموالهم واسترقاقهم وقتل‬
‫أسيرهم وقتلهم مدبرين وتذفيق جأريحهم نعم لو قالوا ظأننا‬
‫أنه يجوز لنا إعانة بعضكم على بعض أو أنهم المحقون ولنا‬
‫إعانة المحق أو أنهم استعانوا بنا على كفار وأمكن صدقهم‬
‫كما يؤخذ من كلم المام الغزالي التي في أهل الذمة‬
‫بلغناهم المأمن وأجأرينا عليهم حكم البغاة فل نستبيحهم‬
‫للمان مع عذرهم ) ونفذ عليهم ( أمانهم ) في الصح (‬
‫لنهم آمنوهم وآمنوا منهم والثاني المنع لنه أمان على‬
‫قتال المسلمين‬

‫أما لو آمنوهم بدون شرط قتالنا فإنه ينفذ علينا وعليهم‬
‫فإن استعانوا بهم علينا بعد ذلك وقاتلونا انتقض أمانهم‬
‫حينئذ في حقنا كما نص عليه والقياس انتقاضه في حقهم‬
‫أيضا‬
‫تنبيه أشعر عطفه آمنوهم على الستعانة بأنها غيرها وهو‬
‫ظأاهر كلم الماوردي وصرح به المتولي‬
‫واحترز بأهل حرب عما تضمنه قوله ) ولو أعانهم أهل الذمة‬
‫( مختارين ) عالمين بتحريم قتالنا انتقض عهدهم ( بذلك‬
‫كما لو انفردوا بالقتال فصار حكمهم حكم أهل الحرب‬
‫فيقتلون مقبلين ومدبرين‬
‫تنبيه قضية كلمهم انتقاض عهدهم مطلقا حتى في حق‬
‫أهل البغي وهو كذلك كما ذكرها البغوي وغيرها وإن قال في‬
‫البيان ينبغي أن يكون في انتقاضه الخلفا في أمان أهل‬
‫الحرب ولو أتلفوا شيئا بعد الشروع في القتال لم يضمنوها )‬
‫أو مكرهين فل ( ينتقض عهدهم لشبهة الكراها‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/128‬‬

‫تنبيه ظأاهر كلم الشيخين أنه يكتفى بقولهم إنهم مكرهون‬
‫وهو ظأاهر إطلق الجمهور وإن قال المتولي و البندنيجي‬
‫أنه ل بد من ثبوت كونهم مكرهين عند المام هذا في أهل‬
‫الذمة وأما أهل العهد فل تقبل دعواهم الكراها إل ببينة عند‬
‫الشيخين لن إمام أهل الذمة أقوى بدليل أنه لو خافا المام‬
‫من أهل العهد الخيانة نبذ إليهم عهدهم بخلفا أهل الذمة‬
‫واحترز بعالمين عما تضمنه قوله ) وكذا إن قالوا ظأننا‬
‫جأوازها ( أي أنه يجوز لنا إعانة بعض المسلمين على بعض أو‬
‫ظأننا أنهم يستعينون بنا على قتال كفار وأمكن صدقهم كما‬
‫أشار إليه في البسيط فل ينتقض عهدهم بالظن المذكور‬
‫) أو ( ظأننا ) أنهم محقون ( فيما فعلوها وأن لنا إعانة المحق‬
‫فل ينتقض عهدهم أيضا ) على المذهب ( لموافقتهم طائفة‬
‫من المسلمين مع عذرهم ول بد في دعواهم الجهل من‬
‫إمكان صدقهم كما ذكرها المام و الغزالي وإل فل تقبل وزاد‬
‫الرافعي في شرحيه بعد قوله وأنهم محقون وأن لهم إعانة‬
‫المحق وإل فليس لهم قتال المحقين ول المبطلين وناقش‬
‫الوجأيز بترك ذلك وأسقطه من الروضة كما هنا وقد قدرته‬
‫في كلمه وفي قوله أنه ينتقض ولو ادعوا ذلك كما لو‬

‫استقلوا بالقتال وتعبير المصنف بكذا يقتضي أنه ل خلفا‬
‫في أن المكرها ل ينتقض عهدها وليس مرادا بل فيه‬
‫الطريقان فلو جأمع بين المسألتين بعبارة واحدة لكان أولى‬
‫تنبيه محل الخلفا إذا لم يشترط عليهم المام ترك القتال‬
‫في عقد الذمة وإل فينتقض قطعا ولو قاتل أهل الذمة أهل‬
‫البغي لم ينتقض عهدهم على الصحيح لنهم حاربوا من يلزم‬
‫المام محاربته‬
‫) ويقاتلون ( حيث قلنا بعدم انتقاض عهدهم في المسائل‬
‫الثلثا ) كبغاة ( أي كقتالهم لن المان حقن دماءهم كما أن‬
‫السلم حقن دماء البغاة أما إذا انتقض عهدهم فحكمه‬
‫مذكور في الجزية‬
‫تنبيه تشبيه المصنف لهم بالبغاة في المقاتلة يقتضي أنهم‬
‫ل يلحقون بهم في نفي ضمان ما يتلفونه في حال القتال‬
‫وهو كذلك لنا أسقطنا الضمان عن البغاة لستمالة قلوبهم‬
‫وردهم إلى الطاعة لئل ينفرهم الضمان وأهل الذمة في‬
‫قبضة المام وهل يجب عليهم القصاص وجأهان في الروضة‬
‫كأصلها بل ترجأيح أرجأحهما كما قال البلقيني الوجأوب‬
‫وقال إنه ظأاهر نص الشافعي وخرج بأهل الذمة غيرهم من‬
‫المعاهدين والمؤمنين فينتقض عهدهم ول يقبل عذرهم إل‬
‫في الكراها ول بد من بينة في دعواهم الكراها كما مر عن‬
‫الشيخين‬
‫فرع لو اقتتل طائفتان باغيتان منعهما المام فل يعين‬
‫إحداهما على الخرى وإن عجز عن منعهما قاتل أشرهما‬
‫بالخرى التي هي أقرب إلى الحق وإن رجأعت لم يفاجأىء‬
‫الخرى بالقتال حتى يدعوها إلى الطاعة لنها صارت‬
‫باستعانته بها في أمانه فإن استوتا قال الماوردي ضم إليه‬
‫أقلهما جأمعا ثم أقربهما دارا ثم يجتهد فيهما وقاتل‬
‫بالمضمومة إليه منهما الخرى غير قاصد إعانتها بل قاصدا‬
‫دفع الخرى ولو غزا البغاة مع المام مشركين فكأهل العهد‬
‫في حكم الغنائم فيعطى القاتل منهم السلب كغيرها من‬
‫أهل العدل ولو عاهد البغاة مشركا اجأتنباها بأن ل نقصدها بما‬
‫نقصد به الحربي غير المعاهد ولو قتل عادل عادل في‬
‫القتال وقال ظأننته باغيا حلف ووجأبت الدية دون القصاص‬
‫للعذر ولو تعمد عادل قتل باغ أمنه عادل ولو كان المؤمن له‬
‫عبدا أو امرأة اقتص منه وإن كان جأاهل بأمانه لزمه الدية‬
‫ولما قدم المصنف أن البغي هو الخروج على المام العظم‬
‫وهو القائم بخلفة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا‬
‫فيا لها رتبة ما أسناها ومرتبة ما أعلها احتاج إلى تعريفه‬
‫فعقد له فصل فقال فصل في شروط المام العظم وبيان‬

‫انعقاد طرق المامة وهي فرض كفاية كالقضاء إذ ل بد للمة‬
‫من إمام يقيم الدين وينصر السنة وينصف المظلوم من‬
‫الظالم ويستوفي الحقوق ويضعها مواضعها وقدما في‬
‫الشرح والروضة الكلم على المامة على أحكام البغاة وما‬
‫في الكتاب أولى لن الول هو المقصود بالذات‬
‫وقد بدأ بالقسم الول وهو الشروط بقوله ) شرط المام (‬
‫العظم هو مفرد مضافا فيعم كل شرط أي شروطه حال‬
‫عقد المامة أو العهد بها أمور‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/129‬‬

‫أحدها ) كونه مسلما ( ليراعي مصلحة السلم والمسلمين‬
‫فل تصح تولية كافر ولو على كافر‬
‫ثانيها كونه ) مكلفا ( ليلي أمر الناس فل تصح إمامة صبي‬
‫ومجنون بإجأماع لن المولى عليه في حضانة غيرها فكيف‬
‫يلي أمر المة وفي الحديث نعوذ بالله من إمارة الصبيان‬
‫رواها المام أحمد‬
‫ثالثها كونه ) حرا ( ليكمل ويهاب بخلفا من فيه رق ولنه‬
‫مشغول بخدمة غيرها وما رواها مسلم من قوله صلى الله‬
‫عليه وسلم اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي‬
‫فمحمول على غير المامة العظمى‬
‫رابعها كونه ) ذكرا ( ليتفرغ ويتمكن من مخالطة الرجأال فل‬
‫تصح ولية امرأة لما في الصحيح لن يفلح قوم ولوا أمرهم‬
‫امرأة ول ولية خنثى وإن بانت ذكورته كما ذكروها في تولية‬
‫القاضي فالمام أولى‬
‫خامسها كونه ) قرشيا ( لخبر النسائي الئمة من قريش وبه‬
‫أخذ الصحابة ومن بعدهم‬
‫هذا عند تيسر قرشي جأامع للشروط فإن عدم فمنتسب إلى‬
‫كنانة فإن عدم فرجأل من ولد إسماعيل صلى الله عليه‬
‫وسلم فإن عدم فرجأل جأرهمى كما في التتمة‬
‫وجأرهم أصل العرب ومنهم تزوج سيدنا إسماعيل حين أنزله‬
‫أبوها صلى الله عليه وسلم أرض مكة فإن عدم فرجأل من ولد‬
‫إسحق صلى الله عليه وسلم ثم إلى غيرهم ول يشترط كونه‬
‫هاشميا باتفاق فإن الصديق وعمر وعثمان رضي الله تعالى‬
‫عنهم لم يكونوا من بني هاشم‬
‫سادسها كونه عدل ولو ذكرها بدل مسلما لعلم منه كونه‬
‫مسلما‬

‫قال الشيخ عز الدين وإذا تعذرت العدالة في الئمة والحكام‬
‫قدمنا أقلهم فسقا‬
‫سابعها كونه عالما ) مجتهدا ( ليعرفا الحكام ويعلم الناس‬
‫ول يحتاج إلى استفتاء غيرها في الحوادثا لنه بالمراجأعة‬
‫والسؤال يخرج عن رتبة الستقلل‬
‫ثامنها كونه ) شجاعا ( بتثليث المعجمة والشجاعة قوة‬
‫القلب عند البأس لينفرد بنفسه ويدبر الجيوش ويقهر‬
‫العداء ويفتح الحصون‬
‫تاسعها كونه ) ذا رأي ( يفضي إلى سياسة الرعية وتدبير‬
‫المصالح الدنيوية فهو ملك المور‬
‫قال المتنبي الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي‬
‫المحل الثاني فإذا هما اجأتمعا لنفس حرة بلغت من العلياء‬
‫كل مكان ولربما قهر الفتى أقرانه بالرأي ل بتطاول‬
‫القران وقد كان العباس بن عبد المطلب يضرب به المثل‬
‫في سداد الرأي ) و ( عاشرها كونه ذا ) سمع وبصر ونطق (‬
‫ليتأتى منه فصل المور ول يضر ثقل السمع والتتمة ول‬
‫كونه أعشى العين لن عجزها حال الستراحة ويرجأى زواله‬
‫وأما ضعف البصر فإن منع تمييز الشخاص منع وإل فل‬
‫تنبيه فهو من اشتراطه البصر جأواز كونه أعور وهو كذلك‬
‫وإن خالف في ذلك الروياني ومن اقتصارها على ما ذكر أنه‬
‫ل يؤثر فقد شم وذوق وهو كذلك كما جأزم به في زوائد‬
‫الروضة ويشترط فيه أيضا أن ل يكون به نقص يمنع استيفاء‬
‫حركة النهوض كالنقص في اليد والرجأل كما صححه في‬
‫الروضة‬
‫ول يشترط كونه معصوما لن العصمة للنبياء ول يضر قطع‬
‫ذكر وأنثيين واعلم أن هذها الشروط كما تعتبر في البتداء‬
‫تعتبر في الدوام إل العدالة فإنه ل ينعزل بالفسق في الصح‬
‫ول الجنون المتقطع إذا كان زمن الفاقة أكثر قاله‬
‫الماوردي‬
‫وإل في قطع إحدى اليدين والرجألين فل يؤثر في الدوام إذ‬
‫يغتفر في الدوام ما ل يغتفر في البتداء فعلم من ذلك أنه‬
‫ينعزل بالعمى والصمم والخرس والمرض الذي ينسيه‬
‫العلوم‬
‫ثم شرع في القسم الثاني وهو بيان انعقاد طرق المامة‬
‫بقوله ) وتنعقد المامة ( بثلثة طرق‬
‫أحدها ) بالبيعة ( بفتح الموحدة كما بايع الصحابة أبا بكر‬
‫رضي الله تعالى عنهم أجأمعين واختلف في عدد المبايع‬
‫) والصح ( ل يتعين عدد بل المعتبر ) بيعة أهل الحل والعقد‬
‫من العلماء والرؤساء ووجأوها الناس الذين يتيسر اجأتماعهم‬

‫( لن المر ينتظم بهم ويتبعهم سائر الناس ول يشترط‬
‫اتفاق أهل الحل والعقد من سائر القطار البعيدة ول‬
‫يشترط عدد كما يوهمه كلمه بل لو تعلق الحل والعقد بواحد‬
‫مطاع كفت بيعته ولزمه الموافقة والمتابعة‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/130‬‬

‫وقيل ل بد من اثنين لنهما أقل الجماعة وقيل من ثلثة‬
‫لنهم أقل الجمع وقيل من أربعة لنهم أكثر نصاب الشهادة‬
‫وقيل من خمسة غير البائع كأهل الشورى وقيل من أربعين‬
‫لنه أشد خطرا من الجمعة وهل يشترط لنعقادهم إشهاد‬
‫شاهدين أو ل حكى في الروضة عن المام عن الصحاب‬
‫الول لئل يدعي عقد سابق ولن المامة ليست دون النكاح‬
‫وقيل إن عقدها واحد اشترط الجأهاد أو جأمع فل وجأرى‬
‫على هذا ابن المقري ) وشرطهم ( أي المباعين ) صفة‬
‫الشهود ( من العدالة وغيرها مما يأتي‬
‫تنبيه قضية كلمه عدم اشتراط الجأتهاد وهو كذلك وما في‬
‫الروضة كأصلها من أنه يشترط أن يكون المبايع مجتهدا إن‬
‫اتحد وأن يكون فيه مجتهدا إن تعدد مفرع على اشتراط‬
‫العدد والمراد بالمجتهد هنا المجتهد بشروط المامة ل أن‬
‫يكون مجتهدا مطلقا كما صرح به الزنجاني في شرح الوجأيز‬
‫) و ( ثانيهما ينعقد ) باستخلفا المام ( شخصا عينه في‬
‫حياته ليكون خليفته بعدها ويعبر عنه بعهدت إليه كما عهد أبو‬
‫بكر إلى عمر رضي الله تعالى عنهما بقوله بسم الله‬
‫الرحمن الرحيم هذا ما عهد أبو بكر خليفة رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم عند آخر عهدها من الدنيا وأول عهدها بالخرة‬
‫في الحالة التي يؤمن فيها الكافر ويتقي فيها الفاجأر إني‬
‫استعملت عليكم عمر بن الخطاب فإن بر وعدل فذاك علمي‬
‫به وعلمي فيه وإن جأار وبدل فل علم لي بالغيب والخير‬
‫أردت ولكل امرىء ما اكتسب } وسيعلم الذين ظألموا أي‬
‫منقلب ينقلبون { وانعقد الجأماع على جأوازها‬
‫تنبيه ل بد أن يكون المام كما قال الذرعي وغيرها جأامعا‬
‫لشروط المامة فل عبرة باستخلفا الجاهل والفاسق وأن‬
‫يقبل الخليفة في حياة المام وإن تراخى عن الستخلفا‬
‫كما اقتضاها كلم الروضة وإن بحث البلقيني اشتراط الفور‬
‫فإن أخرها عن الحياة رجأع ذلك إلى اليصاء وسيأتي حكمه‬
‫وعليه أن يتحرى الصلح للمامة بأن يجتهد فيه فإذا ظأهر له‬

‫واحد ولها وله جأعل الخلفة لزيد ثم بعدها لعمرو ثم بعدها لبكر‬
‫وتنتقل على ما رتب كما رتب رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم أمراء جأيش مؤتة فإن مات الول في حياة الخليفة‬
‫فالخلفة للثاني وإن مات الثاني أيضا فهي للثالث وإن مات‬
‫الخليفة وبقي الثلثة أحياء وانتصب الول كان له أن يعهد‬
‫بها إلى غير الخيرين لنها لما انتهت إليه صار أملك بها‬
‫بخلفا ما إذا مات ولم يعهد إلى أحد فليس لهل البيعة أن‬
‫يبايعوا غير الثاني ويقدم عهد الول على اختيارهم‬
‫ول يشترط في الستخلفا رضا أهل الحل والعقد في حياته‬
‫أو بعد موته بل إذا ظأهر له واحد جأاز بيعته من غير حضور‬
‫غيرها ول مشاورة أحد كما نقله في الروضة عن الماوردي‬
‫وقطع به المام‬
‫) فلو جأعل ( المام ) المر ( في الخلفة ) شورى ( هو‬
‫مصدر بمعنى التشاور ) بين جأمع فكاستخلفا ( حكمه إل أن‬
‫المستخلف غير معين ) فيرتضون أحدهم ( بعد موت المام‬
‫فيعنونه للخلفة كما جأعل عمر رضي الله تعالى عنه المر‬
‫شورى بين ستة علي والزبير وعثمان وعبد الرحمن بن‬
‫عوفا وسعد بن أبي وقاص وطلحة فاتفقوا على عثمان‬
‫رضي الله عنه‬
‫أما قبل موته فليس لهم أن يعينوها إل بإذنه فإن خافوا‬
‫تفرق المر وانتشارها بعدها استأذنوها ولو امتنع أهل الشورى‬
‫من الختيار لم يجبروا عليه وكى نه لم يعهد وكذلك لو امتنع‬
‫المعهود إليه من القبول‬
‫تنبيه لو أوصى بها جأاز كما لو استخلف لكن قبول الموصى‬
‫له إنما يكون بعد موت الموصي وقيل ل يجوز لنه بالموت‬
‫يخرج عن الولية ويتعين من اختيارها للخلفة بالستخلفا أو‬
‫الوصية مع القبول فليس لغيرها أن يعين غيرها‬
‫وإن استعفى الخليفة أو الموصى له بعد القبول لم ينعزل‬
‫حتى يعفي ويوجأد غيرها فإن وجأد غيرها جأاز استعفاؤها‬
‫وإعفاؤها وخرج من العهد باستجماعهما وإل امتنع وبقي‬
‫العهد لزما ويجوز العهد إلى الوالد والولد كما يجوز إلى‬
‫غيرهما كما جأزم به صاحب النوار و ابن المقري وقيل‬
‫يمتنع ذلك كالتزكية والحكم وقيل تجوز للوالد دون الولد‬
‫لشدة الميل إليه‬
‫فرع لو صلح للمامة واحد فقد تعين أو اثنان استحب لهل‬
‫العقد والحل تقديم أسنهما في السلم ثم‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/131‬‬

‫إن كثرت الحروب كأن ظأهر أهل الفساد أو البغاة فالشجع‬
‫أحق لن الحاجأة دعت إلى زيادة الشجاعة أو كثرت البدع‬
‫فالعلم أحق لن الحاجأة دعت إلى زيادة العلم فإن استويا‬
‫أفرع وإن لم يتنازعا كما هو قضية كلم ابن المقري لن‬
‫فيأهما للمسلمين ل لهما لعدم الترجأيح وقيل يقدم أهل‬
‫العقد والحل من شاءوا بل فرعة ولو تنازعاها لم يقدح‬
‫فيهما تنازعها لن طلبها ليس مكروها ) و ( ثالثها‬
‫) باستيلء ( شخص متغلب على المامة ) جأامع للشروط (‬
‫المعتبرة في المامة على الملك بقهر وغلبة بعد موت‬
‫المام لينتظم شمل المسلمين‬
‫أما الستيلء على الحي فإن كان الحي متغلبا انعقدت إمامة‬
‫المتغلب عليه وإن كان إماما ببيعة أو لم تنعقد إمامة‬
‫المتغلب عليه ) وكذا فاسق وجأاهل ( تنعقد إمامة كل منهما‬
‫مع وجأود بقية الشروط بالستيلء ) في الصح ( وإن كان‬
‫عاصيا بذلك لما مر والثاني المنع لفقد الشروط‬
‫تنبيه كلمه يفهم أن الخلفا إنما يجري في حال اجأتماع‬
‫الفسق والجهل لكن عبارة الروضة وأصلها مشعرة بجريان‬
‫الخلفا عند انفراد كل منهما وهو الظاهر كما قاله الدميري‬
‫فإن جأعلت الواو في كلم المصنف بمعنى أو كما قررت به‬
‫كلمه فل مخالفة ول يختص هذا كما قال الزركشي بالفسق‬
‫والجهل بل سائر الشروط إذا فقد واحد منها كذلك كالعبد‬
‫والمرأة والصبي المميز‬
‫قال الدميري ولى الكنان وهو في بطن أمه حين مات أبوها‬
‫ولم يكن له ولد وضعوا التاج على بطن أمه وعقدوا لحملها‬
‫اللواء فولدت ذكرا فملكهم إلى أن مات‬
‫نعم الكافر إذا تغلب ل تنعقد إمامته لقوله تعالى } ولن‬
‫يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيل { وقول الشيخ عز‬
‫الدين ولو استولى الكفار على إقليم فولوا القضاء رجأل‬
‫مسلما فالذي يظهر انعقادها ليس بظاهر فإنه قال لو ابتلى‬
‫الناس بولية صبي مميز يرجأع للعقلء أو امرأة هل ينفذ‬
‫تصرفها العام فيما يوافق الحق كتولية القضاء والولة فيه‬
‫وقفة اها‬
‫فإذا كان عندها وقفة في ذلك فالكافر أولى‬
‫فروع تجب طاعة المامة وإن كان جأائرا فيما يجوز من أمرها‬
‫ونهيه لخبر اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد حبشي‬
‫مجدع الطرافا ولن المقصود من نصبه اتحاد الكلمة ول‬
‫يحصل ذلك إل بوجأوب الطاعة وتجب نصيحته للرعية بحسب‬
‫قدرته ول يجوز عقدها لمامين فأكثر ولو بأقاليم ولو‬

‫تباعدت لما في ذلك من اختلفا الرأي وتفرق الشمل فإن‬
‫عقدت لثنين معا بطلتا أو مرتبا انعقدت للسابق كما في‬
‫النكاح على امرأة ويعزز الثاني ومبايعوها إن علموا ببيعة‬
‫السابق لرتكابهم محرما‬
‫فإن قيل ورد في مسلم إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الخر‬
‫منهما فكيف يقال بالتعزيز فقط أجأيب بأن معنى الحديث ل‬
‫تطيعوها فيكون كمن قتل وقيل معناها أنه إن أصر فهو باغ‬
‫يقاتل فإن علم سبق وجأهل بطل العقدان كما مر نظيرها من‬
‫الجمعة والنكاح وإن علم السابق ثم نسي وقف المر رجأاء‬
‫النكشافا فإن أضر الوقف بالمسلمين عقد لحدهما ل‬
‫لغيرهما لن عقدها لهما أوجأب صرفها عن غيرهما وإن‬
‫بطل عقداهما بالضرار وخالف البلقيني الشيخين في ذلك‬
‫وقال بجواز عقدها لغيرهما والحق في المامة للمسلمين ل‬
‫لهما فل تسمع دعوى أحدهما السبق وإن أقر به أحدهما‬
‫للخر بطل حقه ول يثبت الحق للخر إل ببينة ويجوز تسمية‬
‫المام خليفة وخليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫وأمير المؤمنين‬
‫قال البغوي وإن كان فاسقا وأول من سمي به عمر بن‬
‫الخطاب رضي الله تعالى عنه ول يجوز تسميته بخليفة الله‬
‫تعالى لنه إنما يستخلف من يغيب ويموت والله تعالى منزها‬
‫عن ذلك‬
‫قال المصنف في شرح مسلم ول يسمى أحد خليفة الله بعد‬
‫آدم وداود عليهما السلم‬
‫وعن ابن مليكة أن رجأل قال لبي بكر رضي الله تعالى عنه‬
‫يا خليفة الله فقال أنا خليفة محمد صلى الله عليه وسلم‬
‫وأنا راض بذلك‬
‫ول يجوز خلع المام ما لم تختل الصفات فيه ول يصير‬
‫الشخص إماما بتفردها بشروط المامة في وقته بل ل بد من‬
‫أحد الطرق كما حكاها الماوردي عن الجمهور وقيل يصير من‬
‫غير عقد حكاها القمولي‬
‫قال ومن الفقهاء من ألحق القاضي بالمام في ذلك‬
‫وقال المام لو شغر الزمان عن المام انتقلت أحكامه إلى‬
‫أعلم أهل ذلك الزمان ) قلت ( كما قال الرافعي‬
‫____________________‬

‫) ‪(4/132‬‬

‫في الشرح فيما لو عاد البلد من البغاة إلينا ) لو ادعى (‬
‫بعض أهله ) دفع زكاة إلى البغاة صدق ( بل يمين إن لم يتهم‬
‫و ) بيمينه ( إن اتهم لبنائها على المواساة والمسلم مؤتمن‬
‫في أمر دينه‬
‫تنبيه اليمين هنا مستحبة على الصح كما في زيادة الروضة‬
‫في الزكاة وإن صحح في تصحيح التنبيه هنا أنها واجأبة‬
‫وجأرى عليه الدميري ) أو ( ذمي ادعى دفع ) جأزية فل (‬
‫يصدق بيمينه ) على الصحيح ( لنها عوض عن السكن فأشبه‬
‫ما لو ادعى المستأجأر دفع الجأرة‬
‫والثاني بصدق كالمزكى وفرق الول بأن الذمي غير مؤتمن‬
‫فيما يدعيه على الم