ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 004
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
لوليها منعها كما قاله في التقريب
والركوب لواجأد الراحلة أفضل عند المصنف خلفا للرافعي
اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن يركب على قتيب أو
رحل ل محمل وهودج
والراحلة والهاء فيها للمبالغة وهي الناقة التي تصلح لن
ترحل
ومراد الفقهاء بها كل ما يركب من البل ذكرا كان أو أنثى
قال المحب الطبري وفي معنى الراحلة كل دابة أعتيد
الحمل عليها في طريقه من برذون أو بغل أو حمار
وإنما اعتبروا مسافة القصر هنا من مبدأ سفره إلى مكة ل
إلى الحرم عكس ما اعتبروه في حاضر المسجد الحرام في
المتمتع رعاية لعدم المشقة فيهما
) فإن لحقه بالراحلة مشقة شديدة ( وضبطها الشيخ أبو
حامد بما يوازي ضرره الضرر الذي بين الركوب والمشي
وعبر غيره بما يخشى منه المرض
قال المام وهما متقاربان بأن ل خلفا بينهما فيما أظن
قال الذرعي وفيه وقفة للمتأمل أو كان أنثى وإن لم
يتضرر بها ومثلها الخنثى
) اشترط وجأود محمل ( بفتح ميمه الولى وكسر الثانية
بخط مؤلفه وقيل عكسه وهو الخشبة التي يركب فيها ببيع
أو إجأارة بعوض مثل دفعا للضرر في حق الرجأل ولنه أستر
للنثى وأحوط للخنثى
قال الذرعي ويحسن الضبط في حق النثى بما جأرت به
عادتها أو عادة أمثالها في سفرها الدنيوي وغاية الرفق أن
يسلك بالعبادة مسلك العادة فإن كثيرا من نساء العراب
والكراد والتركمان كالرجأال فإن الواحدة منهن تركب
الخيل في السفر الطويل بل مشقة اه
ومع هذا فالستر منها مطلوب فإن لحق من ذكر في ركوب
المحمل المشقة المذكورة اعتبر في حقه الكنيسة وهي
أعواد مرتفعة في جأوانب المحمل يكون عليها ستر دافع
للحر والبرد
) واشترط شريك ( أيضا مع وجأود المحمل ) يجلس في
الشق الخر ( لتعذر ركوب شق ل يعاد له شيء فإن لم يجده
لم يلزمه النسك وإن وجأد مؤنة المحمل بتمامه أو كانت
العادة جأارية في مثله بالمعادلة بالثأقال كما هو ظاهر كلم
الصحاب وإن خالف بعضهم في ذلك لما عليه في ذلك من
المشقة
ويسن أن يكون لمريد النسك رفيق موافق راغب في الخير
كاره للشر إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه ويحمل كل منهما
صاحبه ويرى له عليه فضل وحرمة وإن رأى رفيقا عالما دينا
كان ذاك هو الفضل العظيم
وروى ابن عبد البر ابتغ الرفيق قبل الطريق فإن عرض لك
أمر نصرك وإن احتجت إليه رفدك
) ومن بينه وبينها ( أي مكة ) دون مرحلتين وهو قوي على
المشي يلزمه الحج ( لعدم المشقة فل يعتبر في حقه وجأود
الراحلة ما يتعلق بها
وأشعر تعبيره بالمشي أنه ل يلزمه الحبو أو الزحف وإن
أطاقهما وهو كذلك
) فإن ضعف ( عن المشي بأن عجز أو لحقه ضرر ظاهر
) فكالبعيد ( عن مكة فيشترط في حقه وجأود الراحلة وما
يتعلق بها
) ويشترط كون ( ما ذكر من ) الزاد والراحلة ( مع المحمل
والشريك ) فاضلين عن دينه ( حال كان أو مؤجأل سواء أكان
لدمي أم لله تعالى كنذر وكفارة
ولو كان له في ذمة شخص مال فإن أمكن تحصيله في
الحال فكالحاصل عنده وإل فكالمعدوم
) و ( عن ) مؤنة ( أي كلفة ) من عليه نفقتهم مدة ذهابه
وإيابه ( لئل يضيعوا وقد قال صلى الله عليه وسلم كفى
بالمرء إثأما أن يضيع من يقوت ول بد أن يكون ذلك فاضل
عن دست ثأوب يليق به ويؤخذ ذلك من قضاء الدين لتقدمه
عليه
تنبيه تعبير المصنف بالمؤنة يشمل النفقة والكسوة
والخدمة والسكنى وإعفافا الب وكذا أجأرة الطبيب وثأمن
الدوية حيث احتاج إليها القريب والمملوك فهي أولى من
تعبير المحرر بالنفقة ولكن كان الولى أن يقول من عليه
مؤنتهم لنه قد يقدر على النفقة فل تجب على قريبه دون
المؤنة فتجب وكلم الشيخين قد يوهم جأواز الحج عند فقد
مؤنة من عليه نفقته لنهما جأعل ذلك شرطا للوجأوب
قال السنوي وليس كذلك بل ل يجوز حتى يترك لهم نفقة
الذهاب والياب وإل فيكون مضيعا لهم قاله في الستذكار
وغيره
) والصح اشتراط كونه ( أي ما سبق جأميعه
____________________
) (1/464
) فاضل ( أيضا ) عن مسكنه ( اللئاق به المستغرق لحاجأته
) و ( عن ) عبد ( يليق به و ) يحتاج إليه لخدمته ( لمنصب أو
عجز كما يستعان في الكفارة وعلى هذا لو كان معه نقد
يريد صرفه إليهما مكن منه
والثاني ل يشترط بل يباعان قياسا على الدين
ومحل الخلفا إذا كانت الدار مستغرقة لحاجأته وكانت
سكنى مثله والعبد يليق به كما قررت به كلم المصنف
فأما إذا أمكن بيع بعض الدار ولو غير نفيسة ووفى ثأمنه
بمؤنة الحج وكانا نفيسين ل يليقان بمثله ولو أبدلهما لو في
التفاوت بمؤنة الحج فإنه يلزمه ذلك جأزما ولو كانا مألوفين
بخلفه في الكفارة ل يلزمه بيعهما في هذه الحالة لن لها
بدل
والمة كالعبد ولو كانت للمتمتع
قال السنوي وكلمهم يشمل المرأة المكفية بإسكان الزوج
وإخدامه وهو متجه لن الزوجأية قد تنقطع فتحتاج إليهما
وكذا المسكن للمتفقهة الساكنين ببيوت المدارس
والصوفية بالربط ونحوهما اه
والوجأه ما قاله ابن العماد من أن هؤلء مستطيعون
لستغنائاهم في الحال فإنه المعتبر ولهذا تجب زكاة الفطر
على من كان غنيا ليلة العيد وإن لم يكن معه ما يكفيه في
المستقبل
ويؤيد ذلك أنهم لما تكلموا على استحباب الصدقة بما فضل
عن حاجأته قال الزركشي هناك إن المراد بالحاجأة حاجأة
اليوم والليلة كما اقتضاه كلم الغزالي في الحياء فلم
يعتبروا حاجأته في المستقبل
ويشترط كون ما ذكر فاضل أيضا عن كتب العالم إل أن يكون
له من تصنيف واحد نسختان فيبيع إحداهما وحكم خيل
الجندي وسلحه ككتب الفقيه كما قاله ابن الستاذ وهذان
يجريان في الفطرة
والحاجأة إلى النكاح ل تمنع الوجأوب لكن الفضل لخائاف
العنت تقديم النكاح ولغيره تقديم النسك
) و ( الصح ) أنه يلزمه صرفا مال تجارته إليهما ( أي الزاد
والراحلة وما يتعلق بهما ويلزم من له مستغلت يحصل منها
نفقته أن يبيعها ويصرفها لما ذكر في الصح كما يلزمه
صرفا ما ذكر في دينه ويخالف المسكن والخادم فإنه يحتاج
إليهما في الحال وما نحن فيه من إنما يتخذ ذخيرة
للمستقبل والثاني ل يلزمه ما ذكر لئل يلتحق بالمساكين
وإطلق المصنف وغيره يقتضي أنه ل فرق بين أن يكون له
كسب أو ل وهو كذلك وإن قال السنوي فيه بعده قال في
الحياء من استطاع الحج ولم يحج حتى أفلس فعليه الخروج
إلى الحج وإن عجز للفلس فعليه أن يكتسب قدر الزاد فإن
عجز فعليه الخروج ويسأل الزكاة والصدقة ويحج فإن لم
يفعل ومات مات عاصيا
) الثالث ( من شروط الستطاعة ) أمن الطريق ( ولو ظنا
في كل مكان بحسب ما يليق به ) فلو خافا ( في طريقه
) على نفسه ( أو عضوه أو نفس محترمة معه أو عضوها
) أو ماله ( ولو يسيرا وينبغي كما قال بعض المتأخرين
تقييده بما ل بد منه للنفقة والمؤن
أما إذا أراد استصحاب مال خطير للتجارة وكان الخوفا لجأله
فليس بعذر
) سبعا أو عدوا أو رصديا ( بفتح الصاد المهملة وسكونها
وهو من يرصد أي يرقب من يمر ليأخذ منه شيئا
) ول طريق ( له ) سواء لم يجب الحج ( عليه لحصول الضرر
والمراد بالمن المن العام حتى لو كان الخوفا في حقه
وحده قضى من تركته كما نقله البلقيني عن النص
وجأزم في الكفاية بأنه إذا كان الخوفا في حق الواحد والنفر
القليل لم يمنع الوجأوب ول فرق في الذي يخافا منه بين
المسلمين والكفار لكن إن كانوا كفارا وأطاق الخائافون
مقاومتهم سن لهم أن يخرجأوا للنسك ويقاتلوهم لينالوا
ثأواب النسك والجهاد وإن كانوا مسلمين لم يسن لهم
الخروج والقتال
فإن قيل إذا كان الكفار مثلينا أو أقل لم ل يجب قتالهم كما
صرحوا به في باب السير لنه يحرم انصرافنا عنهم حينئذ
أجأيب بأن ذلك عند التقاء الصفين وهذا بخلفه
ويكره بذل المال للرصدي لما فيه من التحريض على
التعرض للناس سواء أكان مسلما أم كافرا
فإن قيل قد قيدوا تخصيص الكراهة في باب الحصار
بالكافر
أجأيب بأن محلها هناك بعد الحرام وبذل المال على المحرم
أسهل من قتال المسلمين وهذا قبله فلم تكن حاجأة
لرتكاب الذل وعارض الكراهة هناك استمرار البقاء على
الحرام
نعم إن كان المعطي هو المام أو نائابه وجأب الحج نقله
المحب الطبري عن المام
قال في المهمات وسكت عن الجأنبي والقياس عدم
الوجأوب للمنة اه
وهذا هو الظاهر خلفا لبن العماد
أما إذا كان له طريق آخر آمن فإنه يلزمه سلوكه وإن كان
أبعد من الول
) والظهر (
____________________
) (1/465
وعبر في الروضة بالمذهب ) وجأوب ركوب البحر ( بسكون
الحاء ويجوز فتحها لمن ل طريق له وغيره ولو امرأة
) إن غلبت السلمة ( في ركوبه كسلوك طريق البر عند
غلبة السلمة فإن غلب الهلك أو استوى المر إن لم يجب
بل يحرم في الول قطعا وفي الثاني على الصحيح في
زيادة الروضة والمجموع لما فيه من الخطر
والثاني ل يجب مطلقا لما فيه من الخوفا والخطر وتعسر
دفع عوارضه
والثالث يجب مطلقا لطلق الدلة
وقيل يجب على الرجأل دون المرأة وإذا لم نوجأب ركوبه
وجأوزناه استحب للرجأل دون المرأة على الصح وإذا لم
نجوزه فركبه لعارض فإن كان ما بين يديه أكثر مما قطعه
فله الرجأوع إلى وطنه أو ما بين يديه أقل أو تساويا فل
رجأوع له بل يلزمه التمادي لقربه من مقصده في الول
واستواء الجهتين في حقه في الثاني
وهذا بخلفا جأواز تحلل المحرم إذا أحاط به العدو لن
المحصر محبوس وعليه في مصابرة الحرام مشقة بخلفا
راكب البحر نعم إن كان محرما كان كالمحصر
فإن قيل كيف يصح القول بوجأوب الذهاب ومنعه من
النصرافا مع أن الحج على التراخي أجأيب بأن صورة
المسألة فيمن خشي العضب أو أحرم بالحج وضاق وقته أو
نذر أن يحج تلك السنة أو أن المراد بذلك استقرار الوجأوب
هذا إن وجأد بعد الحج طريقا آخر في البر وإل فله الرجأوع
لئل يتحمل زيادة الخطر بركوب البحر في رجأوعه
قال الذرعي وما ذكروه من الكثرة والتساوي المتبادر منه
النظر إلى المسافة وهو صحيح عند الستواء في الخوفا
في جأميع المسافة أما لو اختلف فينبغي أن ينظر إلى
الموضع المخوفا وغيره حتى لو كان أمامه أقل مسافة لكنه
أخوفا أو هو المخوفا ل يلزمه التمادي وإن كان أقل مسافة
ولكنه سليم وخلف المخوفا وراءه لزمه ذلك اه
وهو بحث حسن
ول خطر في النهار العظيمة كجيحون وسيحون والدجألة
فيجب ركوبها مطلقا إذا تعين طريقا لن المقام فيها ل
يطول والخطر فيها ل يعظم لن جأانبها قريب يمكن الخروج
إليه سريعا بخلفا البحر
قال الذرعي وكان التصوير فيما إذا كان يقطعها عرضا أما
لو كان السير فيها طول فهي في كثير من الوقات كالبحر
وأخطر اه
وهو كما قال خصوصا أيام زيادة النيل وقد قال تعالى } وما
جأعل عليكم في الدين من حرج {
) و ( الظهر ) أنه يلزمه أجأرة البذرقة ( وهي بموحدة
مفتوحة وذال ساكنة معجمة ومهملة عجمية معربة الخفارة
لنها أهبة من أهب الطريق مأخوذة بحق فكانت كأجأرة
الدليل إذا لم يعرفا الطريق إل به
والمراد أنه إذا وجأد من يأخذ منه أجأرة المثل ويخفره بحيث
يأمن معه في غالب الظن وجأب استئجاره على الصح كما
في الروضة وغيرها عن المام وصححه ابن الصلح وقال
السبكي إنه ظاهر في الدليل وإن كانت عبارة الكثرين
مشعرة بخلفه
والثاني وأجأاب به العراقيون والقاضي وجأزم به في التنبيه
وأقره المصنف في تصحيحه ونقله ابن الرفعة عن النص ل
تلزمه لنها خسران لدفع الظلم فأشبه التسليم إلى الظالم
فل يجب الحج مع طلبها
ومع هذا فالمعتمد الول
تنبيه تبع المصنف المحرر في حكاية الخلفا في هذه
المسألة قولين ولكن الذي في المجموع والروضة كأصلها
وجأهان
) ويشترط ( في وجأوب النسك ) وجأود الماء والزاد في
المواضع المعتاد حمله منها بثمن المثل ( فإن لم يوجأدا أو
أحدهما كأن كان عام جأدب وخل بعض المنازل من أهلها أو
انقطعت المياه أو وجأد بأكثر من ثأمن المثل لم يلزمه النسك
لنه إن لم يحمل ذلك معه خافا على نفسه وإن حمله
عظمت المؤنة إل أن تكون زيادة يسيرة فتغتفر
ول يجري فيه الخلفا في شراء الماء للطهارة لن الطهارة
لها بدل بخلفا الحج قاله الدميري
) وهو ( أي ثأمن المثل ) القدر اللئاق به في ذلك الزمان
والمكان ( وإن غلت السعار
قال الرافعي ويجب حمل الماء والزاد بقدر ما جأرت العادة
به في طريق مكة كحمل الزاد من الكوفة إلى مكة وحمل
الماء من مرحلتين أو ثألثا
قال الذرعي وكان هذا عادة طريق العراق وإل فعادة الشام
حمله غالبا بمفازة تبوك وهي ضعف ذلك اه
وكذا عادة أهل مصر حمله إلى العقبة
____________________
) (1/466
والضابط العرفا والظاهر اختلفه باختلفا النواحي
) و ( وجأود ) علف الدابة ( بفتح اللم ) في كل مرحلة ( لن
المؤنة تعظم بحمله لكثرته
قال في المجموع وينبغي اعتبار العادة كالماء قال الذرعي
وغيره وهو متعين وإل لما لزم آفاقيا الحج أصل فإن عدم
شيئا مما ذكر في بعض الطريق جأاز له الرجأوع ولو جأهل
المانع وثأم أصل استحب وإل وجأب الخروج
ويتبين لزوم الخروج بتبين عدم المانع فلو ظن كون الطريق
فيه مانع فترك الخروج ثأم بان أن ل مانع لزمه النسك
ويشترط أيضا كما في التنبيه أن يكون قد بقي من الوقت
ما يتمكن فيه من السير المعتاد لداء النسك وهذا هو
المعتمد كما نقله الرافعي عن الئامة وإن اعترضه ابن
الصلح بأنه يشترط لستقراره ل لوجأوبه فقد صوب
المصنف ما قاله الرافعي وقال السبكي إن نص الشافعي
أيضا يشهد له
ول بد من وجأود رفقة يخرج معهم في الوقت الذي جأرت
عادة أهل بلده الخروج فيه وأن يسيروا السير المعتاد فإن
خرجأوا قبله أو أخروا الخروج بحيث ل يصلون إلى مكة إل
بأكثر من مرحلة في كل يوم أو كانوا يسيرون فوق العادة
لم يلزمه الخروج هذا إن احتاج إلى الرفقة لدفع الخوفا فإن
أمن الطريق بحيث ل يخافا الواحد فيها لزمه ول حاجأة
للرفقة ول نظر إلى الوحشة بخلفها فيما مر في التيمم
لنه ل بدل لما هنا بخلفه ثأم
) و ( يشترط ) في ( وجأوب نسك ) المرأة ( زائادا على ما
تقدم في الرجأل ) أن يخرج معها زوج أو محرم ( لها بنسب
أو غيره ) أو نسوة ( بكسر النون وضمها جأميع امرأة من غير
لفظها ) ثأقات ( لن سفرها وحدها حرام وإن كانت في
قافلة لخوفا استمالها وخديعتها ولخبر الصحيحين ل تسافر
المرأة يومين إل ومعها زوجأها أو ذو محرم وفي رواية فيهما
ل تسافر المرأة إل مع ذي محرم
ولم يشترطوا في الزوج والمحرم كونهما ثأقتين كما قالوا
نسوة ثأقات وهو في الزوج واضح
وأما في المحرم فسببه كما في المهمات أن الوازع
الطبيعي أقوى من الشرعي
وكالمحرم عبدها المين والممسوح
وشرط العبادي في المحرم أن يكون بصيرا ويقاس به غيره
وينبغي كما قاله بعض المتأخرين عدم الكتفاء بالصبي إذ ل
يحصل لها معه المن على نفسها إل في مراهق ذي وجأاهة
بحيث يحصل معه المن لحترامه
وأفهم تقييده في النسوة بالثقات أنه ل يكفي غير الثقات
وهو ظاهر في غير المحارم لعدم المن وأنه يعتبر بلوغهن
وهو ظاهر لخطر السفر إل أن يكن مراهقات
فيظهر الكتفاء بهن كما قاله بعض المتأخرين وأنه يعتبر
ثألثا غيرها
قال السنوي وهو بعيد ل معنى له بل المتجه الكتفاء بأقل
الجمع وهو ثألثا
وقال الذرعي قضية كلم الكثرين الكتفاء بالمرأتين لنهن
يصرن ثألثأا ول شك فيه عند من يكتفي باجأتماع نسوة ل
محرم لحداهن كما هو الصح اه
وهذا ظاهر لنقطاع الطماع عنهن عند اجأتماعهن
ول يجب الخروج مع امرأة واحدة
تنبيه ما جأزم به المصنف من اشتراط النسوة هو شرط
للوجأوب أما الجواز فيجوز لها أن تخرج لداء حجة السلم مع
المرأة الثقة على الصحيح في شرحي المهذب ومسلم
قال السنوي فافهمهما فإنهما مسألتان إحداهما شرط
وجأوب حجة السلم والثانية شرط جأواز الخروج لدائاها وقد
اشتبهتا على كثير حتى توهموا اختلفا كلم المصنف في
ذلك
وكذا يجوز لها الخروج وحدها إذا أمنت وعليه حمل ما دل من
الخبار على جأواز السفر وحدها
أما حج التطوع وغيره من السفار التي ل تجب فليس
للمرأة أن تخرج إليه مع امرأة بل ول مع النسوة الخلص كما
قاله في المجموع وصححه في أصل الروضة لكن لو تطوعت
بحج ومعها محرم فمات فلها إتمامه قاله الروياني
ولها الهجرة من بلد الكفر وحدها
ويشترط في الخنثى المشكل محرم من الرجأال أو النساء ل
أجأنبيات كذا نقله في المجموع في باب الحداثا عن أبي
الفتوح وأقره
قال السنوي وما قاله في الجأنبيات ل يستقيم فإن
الصحيح المشهور جأواز خلوة الرجأل بنسوة وقد ذكره هو
قبيل هذا بقليل على الصواب
قال الذرعي والمرد الجميل إذا خافا على نفسه ينبغي أن
يشترط في حقه ما يأمن معه على نفسه من قريب ونحوه
ولم أر فيه نقل اه
وهذا ظاهر
) والصح أنه ل يشترط وجأود محرم ( أو زوج كما في
المجموع ) لحداهن ( لما مر
والثاني يشترط لنه قد ينو بهن أمر فيستعن
____________________
) (1/467
به
) و ( الصح ) أنه يلزمها أجأرة المحرم إذا لم يخرج ( معها
) إل بها ( إذا كانت أجأرة المثل كأجأرة البذرقة وأولى
باللزوم لن الداعي إلى التزام هذه المؤنة معني فيها
فأشبه مؤنة الحمل المحتاج إليه
وأجأرة الزوج كالمحرم كما صرح به في الحاوي الصغير
وفي أجأرة النسوة نظر للسنوي والمتجه إلحاقهن بالمحرم
وليس للمرأة حج التطوع إل بإذن الزوج وكذا السفر للفرض
في الصح ولو امتنع محرمها في الخروج بالجأرة لم يجبر
كما قاله الرافعي في باب حد الزنا
نعم لو كان عبدها محرما لها كان لها إجأباره وكذا ل يجبر
الزوج
قال الذرعي نعم إن كان قد أفسد حجها ووجأب عليه
الحجاج بها لزمه ذلك بل أجأرة
فإن قيل ما فائادة لزوم الجأرة عليها مع أن الحج على
التراخي أجأيب بأن فائادة ذلك التقضية بعد الموت ووجأب
القضاء عنها من تركها أو تكون نذرت الحج في سنة معينة أو
خشيت العضب فإن لم تقدر المرأة عليها لم يلزمها النسك
) الرابع ( من شروط الستطاعة ) أن يثبت على الراحلة (
ولو في محمل ونحوه ) بل مشقة شديدة ( فمن لم يثبت
عليها أصل أو ثأبت في محمل عليها لكن بمشقة شديدة ككبر
أو غيره انتفى عنه استطاعة المباشرة ول تضر مشقة
تحتمل في العادة
) وعلى العمى الحج ( والعمرة ) إن وجأد ( مع ما مر ) قائادا
( يقوده ويهديه عند نزوله ويركبه عند ركوبه
) وهو ( في حقه ) كالمحرم في حق المرأة ( فيأتي فيه ما
مر ولو أمكن مقطوع الطرافا الثبوت على الراحلة لزمه
بشرط وجأود معين له
والمراد بالراحلة هنا البعير بمحمل أو غيره خلفا الراحلة
فيما سبق فإنها البعير الخالي عن المحمل
) والمحجور عليه بسفه كغيره ( في وجأوب النسك عليه لنه
مكلف فيصح إحرامه وينفق عليه من ماله
) لكن ل يدفع المال إليه ( لئل يبدده ) بل يخرج معه الولي (
بنفسه إن شاء لينفق عليه في الطريق بالمعروفا ) أو
ينصب شخصا له ( ثأقة ينوب عن الولي ولو بأجأرة مثله إن لم
يجد متبرعا كافيا لينفق عليه في الطريق بالمعروفا
والظاهر أن أجأرته كأجأرة من يخرج مع المرأة
فإن قيل ينبغي إذا قصرت مدة السفر أن يدفع إليه النفقة
لقولهم في الوصايا وغيرها إن للولي أن يسلمه نفقة
أسبوع فأسبوع إذا كان ل يتلفها
أجأيب بأن الولي في الحضر يراقبه فإن أتلفها أنفق عليه
بخلفا السفر فربما أتلفها ول يجد من ينفق عليه فيضيع
قال الذرعي وغيره هذا إذا أنفق عليه من مال نفسه فإن
تبرع الولي بالنفاق عليه وأعطاه السفيه من غير تمليك فل
منع منه
تنبيه يشترط أن توجأد هذه المعتبرات في إيجاب الحج في
الوقت
فلو استطاع في رمضان مثل ثأم افتقر في شوال فل
استطاعة وكذا لو افتقر بعد حجهم وقبل رجأوع من يعتبر
في حقه الذهاب والياب
) النوع الثاني استطاعة تحصيله ( أي الحج ل بالمباشرة بل
) بغيره فمن مات وفي ذمته حج ( واجأب مستقر بأن تمكن
بعد استطاعته من فعله بنفسه أو بغيره وذلك بعد انتصافا
ليلة النحر ومضى إمكان الرمي والطوافا والسعي إن دخل
الحاج بعد الوقوفا ثأم مات أثأم ولو شابا وإن لم ترجأع
القافلة
) وجأب الحجاج عنه ( ولو كان قضاء أو نذرا أو مستأجأرا
عليه في ذمته وزاد على المحرر قوله ) من تركته ( وهو
متعين كما يقضي منها دينه لرواية البخاري عن ابن عباس
رضي الله تعالى عنهما أن امرأة من جأهينة جأاءت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي نذرت أن
تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها قال نعم حجي عنها
أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته قالت نعم قال
اقضوا دين الله فالله أحق بالوفاء ولفظ النسائاي أن رجأل
قال يا رسول الله إن أبي مات ولم يحج أفأحج عنه قال
أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيه قال نعم قال فدين
الله أحق بالوفاء فشبه الحج بالدين الذي ل يسقط بالموت
فوجأب أن يتساويا في الحكم ولنه إنما جأوز له
____________________
) (1/468
التأخير ل التفويت
وإنما لم يأت إذا مات في أثأناء وقت الصلة في وقت يسعها
لن آخر وقتها معلوم فل تقصير ما لم يؤخره عنه والباحة
في الحج بشرط المبادرة قبل الموت
وإذا مات قبل فعله أشعر الحال بالتقصير واعتبار إمكان
الرمي نقله في الروضة عن التهذيب وأقره
قال السنوي ول بد من زمن يسع الحلق أو التقصير بناء
على أنه ركن ويعتبر المن في السير إلى مكة للطوافا ليل
اه
ولو تمكن من الحج سنين فلم يحج ثأم مات أو عضب
فعصيانه من السنة الخيرة من سني المكان لجواز التأخير
إليها فيتبين بعد موته أو عضبه فسقه في السنة الخيرة بل
وفيما بعدها في المعضوب أي إن لم يحج عنه فل يحكم
بشهادته بعد ذلك
وينقض ما شهد به في السنة الخيرة بل وفيما بعدها في
المعضوب إلى ما ذكر كما في نقض الحكم بشهود بان
فسقهم
فإن حج عنه الوارثا بنفسه أو باستئجار سقط الحج عن
الميت ولو فعله الجأنبي جأاز ولو بل إذن كما له أن يقضي
دينه بل إذن ذكر ذلك في المجموع
بخلفا الصوم فل بد فيه من إذن كما مر لنه عبادة بدنية
محضة بخلفا الحج فإن لم يخلف تركة لم يجب على أحد أن
يحج عنه ل على الوارثا ول في بيت المال
فإن لم يتمكن من الداء بعد الوجأوب كأن مات أو جأن أو تلف
ماله قبل حج الناس لم يقض من تركته على الصح والعمرة
في ذلك كله كالحج
فإن قيل يستثنى من إطلق المصنف ما لو لزمه الحج ثأم
ارتد ومات مرتدا فإنه ل يقضي من تركته على الصحيح أو
الصواب لنه لو صح لوقع عنه
أجأيب بأن ذلك خرج بقوله من تركته لنه إذا مات على الردة
ل تركة له على الظهر لنه تبين زوال ملكه بالردة
) والمعضوب ( بضاد معجمة من العضب وهو القطع كأنه
قطع عن كمال الحركة وبصاد مهملة كأنه قطع عصبه
ووصفه المصنف بقوله ) العاجأز عن الحج بنفسه ( حال أو
مآل لكبر أو زمانة أو غير ذلك
وهذه الصفة صفة كاشفة في معنى التفسير للمعضوب
وليست خبرا له بل الخبر جأملتا الشرط والجزاء في قوله
) إن وجأد أجأرة من يحج عنه بأجأرة المثل ( أي مثل مباشرته
أي فما دونها
) لزمه ( الحج بها لنه مستطيع بغيره لن الستطاعة كما
تكون بالنفس تكون ببذل المال وطاعة الرجأال ولهذا يقال
لمن ل يحسن البناء إنك مستطيع بناء دارك إذا كان معه ما
يفي ببنائاها
وإذا صدق عليه أنه مستطيع وجأب عليه الحج للية وفي
الصحيحين أن امرأة من خثعم قالت يا رسول الله إن فريضة
الله تعالى على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا ل
يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذلك في حجة الوداع
نعم إن كان بمكة أو بينه وبينها دون مسافة القصر لزمه أن
يحج بنفسه لقلة المشقة عليه نقله في المجموع عن
المتولي وأقره
قال السبكي ولك أن تقول إنه قد ل يمكنه التيان به
فيضطر إلى الستنابة اه
وهذا ظاهر
تنبيه لو لم يجد إل أجأرة ماش قيل ل يلزمه الستئجار إذا كان
السفر طويل كما ل يكلف الخروج ماشيا والصح اللزوم لنه
ل مشقة عليه في مشي غيره إل إذا كان أصل أو فرعا كما
يؤخذ مما سيأتي في المطاع
وكلم المصنف قد يفهم أن المعضوب لو استأجأر من يحج
عنه فحج عنه ثأم شفي أنه يجزئاه والصح عدم الجأزاء ول
يقع الحج عنه على الظهر فل يستحق الجأير الجأرة كما
رجأحاه هنا وإن رجأحا قبله بيسير أنه يستحق فقد قال في
المهمات إن المذكور هنا هو الصواب
) ويشترط كونها ( أي الجأرة السابقة ) فاضلة عن الحاجأات
المذكورة فيمن حج بنفسه ( وتقدم بيانها
) لكن ل يشترط نفقة العيال ( ول غيرها من مؤنهم ) ذهابا
وإيابا ( لنه إذا لم يفارق أهله يمكنه تحصيل نفقتهم
ونفقته كنفقتهم كما حكاه ابن الرفعة عن البندنيجي وأقره
نعم يشترط كون الجأرة فاضلة عن مؤنتها من نفقة وكسوة
وغير ذلك وعن مؤنته يوم الستئجار ولو عبر بالمؤنة بدل
النفقة لكان أولى ليشمل ما زدته
) ولو ( وجأد دون الجأرة ورضي به أجأير لزمه الستئجار لنه
مستطيع والمنة فيه ليست كالمنة في المال
فلو لم يجد أجأرة و ) بذل ( بالمعجمة أي أعطى له ) ولده أو
أجأنبي مال للجأرة لم يجب قبوله في الصح ( لما في قبول
المال من المنة والثاني يجب كبذل الطاعة
والخلفا في الجأنبي مرتب على الخلفا
____________________
) (1/469
في البن وأولى بأن ل يجب قاله في البيان
والب كالبن في أصح احتمالين للمام والحتمال الخر أنه
كالجأنبي
وعلى الول لو كان الولد المطيع عاجأزا عن الحج أيضا وقدر
على أن يستأجأر له من يحج وبذل له ذلك وجأب على المبذول
له كما نقله في الكفاية عن البندنيجي وجأماعة
وفي المجموع عن تصحيح المتولي لو استأجأر المطيع
إنسانا للحج عن المطاع والمعضوب فالمذهب لزومه إن كان
المطيع ولدا لتمكنه فإن كان المطيع أجأنبيا ففيه وجأهان اه
ومقتضى كلم الشيخ أبي حامد لزومه وكلم البغوي عدم
لزومه وهو الظاهر كما اعتمده الذرعي وكلم المصنف
يقتضيه
وكالولد في هذا الوالد
) ولو بذل الولد ( وإن سفل ذكرا كان أو أنثى ) الطاعة (
في النسك بنفسه ) وجأب قبوله ( وهو الذن له في ذلك لن
المنة في ذلك ليست كالمنة في المال لحصول الستطاعة
فإن امتنع لم يأذن الحاكم عنه على الصح لن الحج مبني
على التراخي
) وكذا الجأنبي ( لو بذل الطاعة يجب قبوله ) في الصح (
لما ذكر
والب والم في بذل الطاعة كالجأنبي ومحل اللزوم إذا وثأق
بهم ولم يكن عليهم حج ولو نذرا وكانوا ممن يصح منهم
فرض حجة السلم ولم يكونوا معضوبين
ولو توسم الطاعة من واحد منهم لزمه أمره كما يقتضيه
كلم النوار وغيره ول يلزم الولد طاعته كما في المجموع
بخلفا إعفافه لنه ل ضرر هنا على الوالد بامتناع ولده من
الحج لنه حق للشرع فإذا عجز عنه ل يأثأم ول يجب عليه
بخلفه ثأم فإنه لحق الوالد وضرره عليه فهو كالنفقة قاله
في المجموع
ولو كان البن وإن سفل أو الب وإن عل ماشيا أو كان كل
منهما ومن الجأنبي معول على الكسب أو السؤال ولو راكبا
أو كان كل منهما مغرورا بنفسه بأن كان يركب مفازة ليس
فيها كسب ول سؤال لم يلزمه قبول في ذلك لمشقة مشي
من ذكر عليه بخلفا مشي الجأنبي
والكسب قد ينقطع والسائال قد يرد والتغرير بالنفس حرام
وتقدم أن القادر على المشي والكسب في يوم كفاية أيام
ل يعذر في السفر القصير فينبغي كما قال الذرعي وجأوب
القبول في المكي ونحوه
ولو رجأع المطيع ولو بعد الذن له عن طاعته قبل إحرامه
جأاز لنه متبرع بشيء لم يتصل به الشروع أو بعده فل
لنتفاء ذلك وإذا رجأع في الولى قبل أن يحج أهل بلده تبينا
أنه لم يجب على المطاع
ولو امتنع المعضوب من الستئجار لمن يحج عنه أو من
استنابة المطيع لم يلزمه الحاكم بذلك ولم ينب عنه فيه وإن
كان الستئجار والستنابة واجأبين على الفور في حق من
عضب مطلقا في النابة وبعد يساره في الستئجار لن
مبنى الحج على التراخي كما مر ولنه ل حق فيه للغير
بخلفا الزكاة
ولو مات المطيع أو رجأع عن الطاعة أو مات المطاع فإن
كان بعد إمكان الحج استقر الوجأوب في ذمة المطاع وإل فل
ولو كان له مال أو مطيع ولم يعلم بالمال ول بطاعة المطيع
ثأم علم بذلك وجأب عليه الحج اعتبارا بما نفس المر
وتجوز النيابة في حج التطوع وعمرته كما في النيابة عن
الميت إذا أوصى بذلك ويجوز أن يحج عنه بالنفقة وهي قدر
الكفاية كما يجوز بالجأارة والجعالة وإن استأجأر بها لم يصح
لجهالة العوض
ولو قال المعضوب من يحج عني فله مائاة درهم فمن حج
عنه ممن سمعه أو سمع من أخبر عنها استحقها فإن أحرم
عنه اثأنان مرتبا استحقها الول فإن أحرما معا أو جأهل
السابق منهما مع جأهل سبقه أو بدونه وقع حجهما عنهما
ول شيء لهما على القائال إذ ليس أحدهما بأولى من الخر
ولو علم سبق أحدهما ثأم نسي فقياس نظائاره ترجأيح
الوقف
ولو كان العوض مجهول كأن قال من حج عني فله ثأوب وقع
الحج عنه بأجأرة المثل
خاتمة الستئجار فيما ذكر ضربان استئجار عين واستئجار
ذمة فالول ك استأجأرتك لتحج عني أو عن ميتي هذه السنة
فإن عين غير السنة الولى لم يصح العقد وإن أطلق صح
وحمل على السنة الحاضرة فإن كان ل يصل إلى مكة إل
لسنتين فأكثر فالولى من سني إمكان الوصول
ويشترط لصحة العقد قدرة الجأير على الشروع في العمل
واتساع المدة له والمكي ونحوه يستأجأر في أشهر الحج
الضرب الثاني كقوله ألزمت ذمتك تحصيل حجة ويجوز
الستئجار في هذا الضرب على المستقبل فإن أطلق حمل
على الحاضرة فيبطل إن ضاق الوقت ول يشترط قدرته
على السفر لمكان الستنابة في إجأارة الذمة
ولو قال ألزمت ذمتك لتحج عني بنفسك صح ويكون إجأارة
عين
ويشترط
____________________
) (1/470
معرفة العاقدين أعمال الحج ول يجب ذكر الميقات ويحمل
عند الطلق على الميقات الشرعي
ولو استأجأر للقران فالدم على المستأجأر فإن شرطه على
الجأير بطلت الجأارة
ولو كان المستأجأر للقران معسرا فالصوم الذي هو بدل
الدم على الجأير لن بعضه وهو اليام الثلثأة في الحج والذي
في الحج منهما هو الجأير وجأماع الجأير مفسد للحج
وتنفسخ به إجأارة العين ل إجأارة الذمة لنها تختص بزمان
وينقلب فيهما الحج للجأير لن الحج المطلوب ل يحصل
بالحج الفاسد فانقلب له كمطيع المعضوب إذا جأامع فسد
حجه وانقلب له وعليه أن يمضي في فاسده وعليه الكفارة
وعليه في إجأارة الذمة أن يأتي بعد القضاء عن نفسه بحج
آخر للمستأجأر في عام آخر أو يستنيب من يحج عنه في ذلك
العام أو في غيره وللمستأجأر فيها الخيار في الفسخ على
التراخي لتأخر المقصود
ويسقط فرض من حج أو اعتمر بمال حرام كمغصوب وإن
كان عاصيا كما في الصلة في مغصوب أو ثأوب حرير
باب المواقيت للنسك زمانا ومكانا جأمع ميقات والميقات
في اللغة الحد والمراد به ههنا زمان العبادة ومكانها
وقد بدأ بالزمان فقال ) وقت إحرام الحج ( لمكي أو غيره
) شوال وذو القعدة ( بفتح القافا أفصح من كسرها وجأمعه
ذوات القعدة وسمي بذلك لقعودهم عن القتال فيه
) وعشر ليال ( باليام بينها وهي تسعة ) من ذي الحجة (
بكسر الحاء أفصح من فتحها وجأمعه ذوات الحجة سمي بذلك
لوقوع الحج فيه
وقد فسر ابن عباس وغيره من الصحابة رضي الله تعالى
عنهم قوله تعالى } الحج أشهر معلومات { بذلك أي وقت
الحرام به أشهر معلومات إذ فعله ل يحتاج إلى أشهر
وأطلق الشهر على شهرين وبعض شهر تنزيل للبعض
منزلة الكل أو إطلقا للجمع على ما فوق الواحد كما في
قوله تعالى } أولئك مبرؤون مما يقولون { أي عائاشة
وصفوان
) وفي ليلة النحر ( وهي العاشرة ) وجأه ( أنها ليست من
وقته لن الليالي تبع لليام ويوم النحر ل يصح فيه الحرام
فكذا ليلته
وظاهر كلمه أنه ل يصح إحرامه بالحج إذا ضاق زمن الوقوفا
عن إدراكه وبه صرح الروياني قال وهذا بخلفا نظيره في
الجمعة لبقاء الحج حجا بفوات الوقوفا بخلفا الجمعة
) فلو أحرم به ( أي الحج حلل ) في غير وقته ( كأن أحرم
به في رمضان أو أحرم مطلقا ) انعقد ( إحرامه بذلك
) عمرة ( مجزئاة عن عمرة السلم ) على الصحيح ( وعبر
في الروضة بالمذهب سواء أكان عالما أم جأاهل لن الحرام
شديد التعلق واللزوم فإذا لم يقبل الوقت ما أحرم به
انصرفا إلى ما يقبله وهو العمرة ولنه إذا بطل قصد الحج
فيما إذا نواه بقي مطلق الحرام والعمرة تنعقد بمجرد
الحرام كما مر والثاني ل ينعقد عمرة بل يتحلل بعمل عمرة
ول يكون ذلك مجزئاا عن عمرة السلم كما لو فاته الحج
وتحلل بعمل عمرة لن كل واحد من الزمانين ليس وقتا
للحج وخرج بحلل ما لو كان محرما بعمرة ثأم أحرم بحج في
غير أشهره فإن إحرامه لم ينعقد حجا لكونه في غير أشهره
ول عمرة لن العمرة ل تدخل على العمرة كما ذكره القاضي
أبو الطيب
وإنما عبر المصنف بالصحيح دون المذهب مع أن المسألة
ذات طرق إشارة إلى ضعف الخلفا
تنبيه لو أحرم قبل أشهر الحج ثأم شك هل أحرم بحج أو
عمرة فهو عمرة أو أحرم بحج ثأم شك هل كان إحرامه في
أشهره أو قبلها قال الصيمري كان حجا لنه تيقن إحرامه
الن وشك في تقدمه قاله في المج
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
لوليها منعها كما قاله في التقريب
والركوب لواجأد الراحلة أفضل عند المصنف خلفا للرافعي
اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأن يركب على قتيب أو
رحل ل محمل وهودج
والراحلة والهاء فيها للمبالغة وهي الناقة التي تصلح لن
ترحل
ومراد الفقهاء بها كل ما يركب من البل ذكرا كان أو أنثى
قال المحب الطبري وفي معنى الراحلة كل دابة أعتيد
الحمل عليها في طريقه من برذون أو بغل أو حمار
وإنما اعتبروا مسافة القصر هنا من مبدأ سفره إلى مكة ل
إلى الحرم عكس ما اعتبروه في حاضر المسجد الحرام في
المتمتع رعاية لعدم المشقة فيهما
) فإن لحقه بالراحلة مشقة شديدة ( وضبطها الشيخ أبو
حامد بما يوازي ضرره الضرر الذي بين الركوب والمشي
وعبر غيره بما يخشى منه المرض
قال المام وهما متقاربان بأن ل خلفا بينهما فيما أظن
قال الذرعي وفيه وقفة للمتأمل أو كان أنثى وإن لم
يتضرر بها ومثلها الخنثى
) اشترط وجأود محمل ( بفتح ميمه الولى وكسر الثانية
بخط مؤلفه وقيل عكسه وهو الخشبة التي يركب فيها ببيع
أو إجأارة بعوض مثل دفعا للضرر في حق الرجأل ولنه أستر
للنثى وأحوط للخنثى
قال الذرعي ويحسن الضبط في حق النثى بما جأرت به
عادتها أو عادة أمثالها في سفرها الدنيوي وغاية الرفق أن
يسلك بالعبادة مسلك العادة فإن كثيرا من نساء العراب
والكراد والتركمان كالرجأال فإن الواحدة منهن تركب
الخيل في السفر الطويل بل مشقة اه
ومع هذا فالستر منها مطلوب فإن لحق من ذكر في ركوب
المحمل المشقة المذكورة اعتبر في حقه الكنيسة وهي
أعواد مرتفعة في جأوانب المحمل يكون عليها ستر دافع
للحر والبرد
) واشترط شريك ( أيضا مع وجأود المحمل ) يجلس في
الشق الخر ( لتعذر ركوب شق ل يعاد له شيء فإن لم يجده
لم يلزمه النسك وإن وجأد مؤنة المحمل بتمامه أو كانت
العادة جأارية في مثله بالمعادلة بالثأقال كما هو ظاهر كلم
الصحاب وإن خالف بعضهم في ذلك لما عليه في ذلك من
المشقة
ويسن أن يكون لمريد النسك رفيق موافق راغب في الخير
كاره للشر إن نسي ذكره وإن ذكر أعانه ويحمل كل منهما
صاحبه ويرى له عليه فضل وحرمة وإن رأى رفيقا عالما دينا
كان ذاك هو الفضل العظيم
وروى ابن عبد البر ابتغ الرفيق قبل الطريق فإن عرض لك
أمر نصرك وإن احتجت إليه رفدك
) ومن بينه وبينها ( أي مكة ) دون مرحلتين وهو قوي على
المشي يلزمه الحج ( لعدم المشقة فل يعتبر في حقه وجأود
الراحلة ما يتعلق بها
وأشعر تعبيره بالمشي أنه ل يلزمه الحبو أو الزحف وإن
أطاقهما وهو كذلك
) فإن ضعف ( عن المشي بأن عجز أو لحقه ضرر ظاهر
) فكالبعيد ( عن مكة فيشترط في حقه وجأود الراحلة وما
يتعلق بها
) ويشترط كون ( ما ذكر من ) الزاد والراحلة ( مع المحمل
والشريك ) فاضلين عن دينه ( حال كان أو مؤجأل سواء أكان
لدمي أم لله تعالى كنذر وكفارة
ولو كان له في ذمة شخص مال فإن أمكن تحصيله في
الحال فكالحاصل عنده وإل فكالمعدوم
) و ( عن ) مؤنة ( أي كلفة ) من عليه نفقتهم مدة ذهابه
وإيابه ( لئل يضيعوا وقد قال صلى الله عليه وسلم كفى
بالمرء إثأما أن يضيع من يقوت ول بد أن يكون ذلك فاضل
عن دست ثأوب يليق به ويؤخذ ذلك من قضاء الدين لتقدمه
عليه
تنبيه تعبير المصنف بالمؤنة يشمل النفقة والكسوة
والخدمة والسكنى وإعفافا الب وكذا أجأرة الطبيب وثأمن
الدوية حيث احتاج إليها القريب والمملوك فهي أولى من
تعبير المحرر بالنفقة ولكن كان الولى أن يقول من عليه
مؤنتهم لنه قد يقدر على النفقة فل تجب على قريبه دون
المؤنة فتجب وكلم الشيخين قد يوهم جأواز الحج عند فقد
مؤنة من عليه نفقته لنهما جأعل ذلك شرطا للوجأوب
قال السنوي وليس كذلك بل ل يجوز حتى يترك لهم نفقة
الذهاب والياب وإل فيكون مضيعا لهم قاله في الستذكار
وغيره
) والصح اشتراط كونه ( أي ما سبق جأميعه
____________________
) (1/464
) فاضل ( أيضا ) عن مسكنه ( اللئاق به المستغرق لحاجأته
) و ( عن ) عبد ( يليق به و ) يحتاج إليه لخدمته ( لمنصب أو
عجز كما يستعان في الكفارة وعلى هذا لو كان معه نقد
يريد صرفه إليهما مكن منه
والثاني ل يشترط بل يباعان قياسا على الدين
ومحل الخلفا إذا كانت الدار مستغرقة لحاجأته وكانت
سكنى مثله والعبد يليق به كما قررت به كلم المصنف
فأما إذا أمكن بيع بعض الدار ولو غير نفيسة ووفى ثأمنه
بمؤنة الحج وكانا نفيسين ل يليقان بمثله ولو أبدلهما لو في
التفاوت بمؤنة الحج فإنه يلزمه ذلك جأزما ولو كانا مألوفين
بخلفه في الكفارة ل يلزمه بيعهما في هذه الحالة لن لها
بدل
والمة كالعبد ولو كانت للمتمتع
قال السنوي وكلمهم يشمل المرأة المكفية بإسكان الزوج
وإخدامه وهو متجه لن الزوجأية قد تنقطع فتحتاج إليهما
وكذا المسكن للمتفقهة الساكنين ببيوت المدارس
والصوفية بالربط ونحوهما اه
والوجأه ما قاله ابن العماد من أن هؤلء مستطيعون
لستغنائاهم في الحال فإنه المعتبر ولهذا تجب زكاة الفطر
على من كان غنيا ليلة العيد وإن لم يكن معه ما يكفيه في
المستقبل
ويؤيد ذلك أنهم لما تكلموا على استحباب الصدقة بما فضل
عن حاجأته قال الزركشي هناك إن المراد بالحاجأة حاجأة
اليوم والليلة كما اقتضاه كلم الغزالي في الحياء فلم
يعتبروا حاجأته في المستقبل
ويشترط كون ما ذكر فاضل أيضا عن كتب العالم إل أن يكون
له من تصنيف واحد نسختان فيبيع إحداهما وحكم خيل
الجندي وسلحه ككتب الفقيه كما قاله ابن الستاذ وهذان
يجريان في الفطرة
والحاجأة إلى النكاح ل تمنع الوجأوب لكن الفضل لخائاف
العنت تقديم النكاح ولغيره تقديم النسك
) و ( الصح ) أنه يلزمه صرفا مال تجارته إليهما ( أي الزاد
والراحلة وما يتعلق بهما ويلزم من له مستغلت يحصل منها
نفقته أن يبيعها ويصرفها لما ذكر في الصح كما يلزمه
صرفا ما ذكر في دينه ويخالف المسكن والخادم فإنه يحتاج
إليهما في الحال وما نحن فيه من إنما يتخذ ذخيرة
للمستقبل والثاني ل يلزمه ما ذكر لئل يلتحق بالمساكين
وإطلق المصنف وغيره يقتضي أنه ل فرق بين أن يكون له
كسب أو ل وهو كذلك وإن قال السنوي فيه بعده قال في
الحياء من استطاع الحج ولم يحج حتى أفلس فعليه الخروج
إلى الحج وإن عجز للفلس فعليه أن يكتسب قدر الزاد فإن
عجز فعليه الخروج ويسأل الزكاة والصدقة ويحج فإن لم
يفعل ومات مات عاصيا
) الثالث ( من شروط الستطاعة ) أمن الطريق ( ولو ظنا
في كل مكان بحسب ما يليق به ) فلو خافا ( في طريقه
) على نفسه ( أو عضوه أو نفس محترمة معه أو عضوها
) أو ماله ( ولو يسيرا وينبغي كما قال بعض المتأخرين
تقييده بما ل بد منه للنفقة والمؤن
أما إذا أراد استصحاب مال خطير للتجارة وكان الخوفا لجأله
فليس بعذر
) سبعا أو عدوا أو رصديا ( بفتح الصاد المهملة وسكونها
وهو من يرصد أي يرقب من يمر ليأخذ منه شيئا
) ول طريق ( له ) سواء لم يجب الحج ( عليه لحصول الضرر
والمراد بالمن المن العام حتى لو كان الخوفا في حقه
وحده قضى من تركته كما نقله البلقيني عن النص
وجأزم في الكفاية بأنه إذا كان الخوفا في حق الواحد والنفر
القليل لم يمنع الوجأوب ول فرق في الذي يخافا منه بين
المسلمين والكفار لكن إن كانوا كفارا وأطاق الخائافون
مقاومتهم سن لهم أن يخرجأوا للنسك ويقاتلوهم لينالوا
ثأواب النسك والجهاد وإن كانوا مسلمين لم يسن لهم
الخروج والقتال
فإن قيل إذا كان الكفار مثلينا أو أقل لم ل يجب قتالهم كما
صرحوا به في باب السير لنه يحرم انصرافنا عنهم حينئذ
أجأيب بأن ذلك عند التقاء الصفين وهذا بخلفه
ويكره بذل المال للرصدي لما فيه من التحريض على
التعرض للناس سواء أكان مسلما أم كافرا
فإن قيل قد قيدوا تخصيص الكراهة في باب الحصار
بالكافر
أجأيب بأن محلها هناك بعد الحرام وبذل المال على المحرم
أسهل من قتال المسلمين وهذا قبله فلم تكن حاجأة
لرتكاب الذل وعارض الكراهة هناك استمرار البقاء على
الحرام
نعم إن كان المعطي هو المام أو نائابه وجأب الحج نقله
المحب الطبري عن المام
قال في المهمات وسكت عن الجأنبي والقياس عدم
الوجأوب للمنة اه
وهذا هو الظاهر خلفا لبن العماد
أما إذا كان له طريق آخر آمن فإنه يلزمه سلوكه وإن كان
أبعد من الول
) والظهر (
____________________
) (1/465
وعبر في الروضة بالمذهب ) وجأوب ركوب البحر ( بسكون
الحاء ويجوز فتحها لمن ل طريق له وغيره ولو امرأة
) إن غلبت السلمة ( في ركوبه كسلوك طريق البر عند
غلبة السلمة فإن غلب الهلك أو استوى المر إن لم يجب
بل يحرم في الول قطعا وفي الثاني على الصحيح في
زيادة الروضة والمجموع لما فيه من الخطر
والثاني ل يجب مطلقا لما فيه من الخوفا والخطر وتعسر
دفع عوارضه
والثالث يجب مطلقا لطلق الدلة
وقيل يجب على الرجأل دون المرأة وإذا لم نوجأب ركوبه
وجأوزناه استحب للرجأل دون المرأة على الصح وإذا لم
نجوزه فركبه لعارض فإن كان ما بين يديه أكثر مما قطعه
فله الرجأوع إلى وطنه أو ما بين يديه أقل أو تساويا فل
رجأوع له بل يلزمه التمادي لقربه من مقصده في الول
واستواء الجهتين في حقه في الثاني
وهذا بخلفا جأواز تحلل المحرم إذا أحاط به العدو لن
المحصر محبوس وعليه في مصابرة الحرام مشقة بخلفا
راكب البحر نعم إن كان محرما كان كالمحصر
فإن قيل كيف يصح القول بوجأوب الذهاب ومنعه من
النصرافا مع أن الحج على التراخي أجأيب بأن صورة
المسألة فيمن خشي العضب أو أحرم بالحج وضاق وقته أو
نذر أن يحج تلك السنة أو أن المراد بذلك استقرار الوجأوب
هذا إن وجأد بعد الحج طريقا آخر في البر وإل فله الرجأوع
لئل يتحمل زيادة الخطر بركوب البحر في رجأوعه
قال الذرعي وما ذكروه من الكثرة والتساوي المتبادر منه
النظر إلى المسافة وهو صحيح عند الستواء في الخوفا
في جأميع المسافة أما لو اختلف فينبغي أن ينظر إلى
الموضع المخوفا وغيره حتى لو كان أمامه أقل مسافة لكنه
أخوفا أو هو المخوفا ل يلزمه التمادي وإن كان أقل مسافة
ولكنه سليم وخلف المخوفا وراءه لزمه ذلك اه
وهو بحث حسن
ول خطر في النهار العظيمة كجيحون وسيحون والدجألة
فيجب ركوبها مطلقا إذا تعين طريقا لن المقام فيها ل
يطول والخطر فيها ل يعظم لن جأانبها قريب يمكن الخروج
إليه سريعا بخلفا البحر
قال الذرعي وكان التصوير فيما إذا كان يقطعها عرضا أما
لو كان السير فيها طول فهي في كثير من الوقات كالبحر
وأخطر اه
وهو كما قال خصوصا أيام زيادة النيل وقد قال تعالى } وما
جأعل عليكم في الدين من حرج {
) و ( الظهر ) أنه يلزمه أجأرة البذرقة ( وهي بموحدة
مفتوحة وذال ساكنة معجمة ومهملة عجمية معربة الخفارة
لنها أهبة من أهب الطريق مأخوذة بحق فكانت كأجأرة
الدليل إذا لم يعرفا الطريق إل به
والمراد أنه إذا وجأد من يأخذ منه أجأرة المثل ويخفره بحيث
يأمن معه في غالب الظن وجأب استئجاره على الصح كما
في الروضة وغيرها عن المام وصححه ابن الصلح وقال
السبكي إنه ظاهر في الدليل وإن كانت عبارة الكثرين
مشعرة بخلفه
والثاني وأجأاب به العراقيون والقاضي وجأزم به في التنبيه
وأقره المصنف في تصحيحه ونقله ابن الرفعة عن النص ل
تلزمه لنها خسران لدفع الظلم فأشبه التسليم إلى الظالم
فل يجب الحج مع طلبها
ومع هذا فالمعتمد الول
تنبيه تبع المصنف المحرر في حكاية الخلفا في هذه
المسألة قولين ولكن الذي في المجموع والروضة كأصلها
وجأهان
) ويشترط ( في وجأوب النسك ) وجأود الماء والزاد في
المواضع المعتاد حمله منها بثمن المثل ( فإن لم يوجأدا أو
أحدهما كأن كان عام جأدب وخل بعض المنازل من أهلها أو
انقطعت المياه أو وجأد بأكثر من ثأمن المثل لم يلزمه النسك
لنه إن لم يحمل ذلك معه خافا على نفسه وإن حمله
عظمت المؤنة إل أن تكون زيادة يسيرة فتغتفر
ول يجري فيه الخلفا في شراء الماء للطهارة لن الطهارة
لها بدل بخلفا الحج قاله الدميري
) وهو ( أي ثأمن المثل ) القدر اللئاق به في ذلك الزمان
والمكان ( وإن غلت السعار
قال الرافعي ويجب حمل الماء والزاد بقدر ما جأرت العادة
به في طريق مكة كحمل الزاد من الكوفة إلى مكة وحمل
الماء من مرحلتين أو ثألثا
قال الذرعي وكان هذا عادة طريق العراق وإل فعادة الشام
حمله غالبا بمفازة تبوك وهي ضعف ذلك اه
وكذا عادة أهل مصر حمله إلى العقبة
____________________
) (1/466
والضابط العرفا والظاهر اختلفه باختلفا النواحي
) و ( وجأود ) علف الدابة ( بفتح اللم ) في كل مرحلة ( لن
المؤنة تعظم بحمله لكثرته
قال في المجموع وينبغي اعتبار العادة كالماء قال الذرعي
وغيره وهو متعين وإل لما لزم آفاقيا الحج أصل فإن عدم
شيئا مما ذكر في بعض الطريق جأاز له الرجأوع ولو جأهل
المانع وثأم أصل استحب وإل وجأب الخروج
ويتبين لزوم الخروج بتبين عدم المانع فلو ظن كون الطريق
فيه مانع فترك الخروج ثأم بان أن ل مانع لزمه النسك
ويشترط أيضا كما في التنبيه أن يكون قد بقي من الوقت
ما يتمكن فيه من السير المعتاد لداء النسك وهذا هو
المعتمد كما نقله الرافعي عن الئامة وإن اعترضه ابن
الصلح بأنه يشترط لستقراره ل لوجأوبه فقد صوب
المصنف ما قاله الرافعي وقال السبكي إن نص الشافعي
أيضا يشهد له
ول بد من وجأود رفقة يخرج معهم في الوقت الذي جأرت
عادة أهل بلده الخروج فيه وأن يسيروا السير المعتاد فإن
خرجأوا قبله أو أخروا الخروج بحيث ل يصلون إلى مكة إل
بأكثر من مرحلة في كل يوم أو كانوا يسيرون فوق العادة
لم يلزمه الخروج هذا إن احتاج إلى الرفقة لدفع الخوفا فإن
أمن الطريق بحيث ل يخافا الواحد فيها لزمه ول حاجأة
للرفقة ول نظر إلى الوحشة بخلفها فيما مر في التيمم
لنه ل بدل لما هنا بخلفه ثأم
) و ( يشترط ) في ( وجأوب نسك ) المرأة ( زائادا على ما
تقدم في الرجأل ) أن يخرج معها زوج أو محرم ( لها بنسب
أو غيره ) أو نسوة ( بكسر النون وضمها جأميع امرأة من غير
لفظها ) ثأقات ( لن سفرها وحدها حرام وإن كانت في
قافلة لخوفا استمالها وخديعتها ولخبر الصحيحين ل تسافر
المرأة يومين إل ومعها زوجأها أو ذو محرم وفي رواية فيهما
ل تسافر المرأة إل مع ذي محرم
ولم يشترطوا في الزوج والمحرم كونهما ثأقتين كما قالوا
نسوة ثأقات وهو في الزوج واضح
وأما في المحرم فسببه كما في المهمات أن الوازع
الطبيعي أقوى من الشرعي
وكالمحرم عبدها المين والممسوح
وشرط العبادي في المحرم أن يكون بصيرا ويقاس به غيره
وينبغي كما قاله بعض المتأخرين عدم الكتفاء بالصبي إذ ل
يحصل لها معه المن على نفسها إل في مراهق ذي وجأاهة
بحيث يحصل معه المن لحترامه
وأفهم تقييده في النسوة بالثقات أنه ل يكفي غير الثقات
وهو ظاهر في غير المحارم لعدم المن وأنه يعتبر بلوغهن
وهو ظاهر لخطر السفر إل أن يكن مراهقات
فيظهر الكتفاء بهن كما قاله بعض المتأخرين وأنه يعتبر
ثألثا غيرها
قال السنوي وهو بعيد ل معنى له بل المتجه الكتفاء بأقل
الجمع وهو ثألثا
وقال الذرعي قضية كلم الكثرين الكتفاء بالمرأتين لنهن
يصرن ثألثأا ول شك فيه عند من يكتفي باجأتماع نسوة ل
محرم لحداهن كما هو الصح اه
وهذا ظاهر لنقطاع الطماع عنهن عند اجأتماعهن
ول يجب الخروج مع امرأة واحدة
تنبيه ما جأزم به المصنف من اشتراط النسوة هو شرط
للوجأوب أما الجواز فيجوز لها أن تخرج لداء حجة السلم مع
المرأة الثقة على الصحيح في شرحي المهذب ومسلم
قال السنوي فافهمهما فإنهما مسألتان إحداهما شرط
وجأوب حجة السلم والثانية شرط جأواز الخروج لدائاها وقد
اشتبهتا على كثير حتى توهموا اختلفا كلم المصنف في
ذلك
وكذا يجوز لها الخروج وحدها إذا أمنت وعليه حمل ما دل من
الخبار على جأواز السفر وحدها
أما حج التطوع وغيره من السفار التي ل تجب فليس
للمرأة أن تخرج إليه مع امرأة بل ول مع النسوة الخلص كما
قاله في المجموع وصححه في أصل الروضة لكن لو تطوعت
بحج ومعها محرم فمات فلها إتمامه قاله الروياني
ولها الهجرة من بلد الكفر وحدها
ويشترط في الخنثى المشكل محرم من الرجأال أو النساء ل
أجأنبيات كذا نقله في المجموع في باب الحداثا عن أبي
الفتوح وأقره
قال السنوي وما قاله في الجأنبيات ل يستقيم فإن
الصحيح المشهور جأواز خلوة الرجأل بنسوة وقد ذكره هو
قبيل هذا بقليل على الصواب
قال الذرعي والمرد الجميل إذا خافا على نفسه ينبغي أن
يشترط في حقه ما يأمن معه على نفسه من قريب ونحوه
ولم أر فيه نقل اه
وهذا ظاهر
) والصح أنه ل يشترط وجأود محرم ( أو زوج كما في
المجموع ) لحداهن ( لما مر
والثاني يشترط لنه قد ينو بهن أمر فيستعن
____________________
) (1/467
به
) و ( الصح ) أنه يلزمها أجأرة المحرم إذا لم يخرج ( معها
) إل بها ( إذا كانت أجأرة المثل كأجأرة البذرقة وأولى
باللزوم لن الداعي إلى التزام هذه المؤنة معني فيها
فأشبه مؤنة الحمل المحتاج إليه
وأجأرة الزوج كالمحرم كما صرح به في الحاوي الصغير
وفي أجأرة النسوة نظر للسنوي والمتجه إلحاقهن بالمحرم
وليس للمرأة حج التطوع إل بإذن الزوج وكذا السفر للفرض
في الصح ولو امتنع محرمها في الخروج بالجأرة لم يجبر
كما قاله الرافعي في باب حد الزنا
نعم لو كان عبدها محرما لها كان لها إجأباره وكذا ل يجبر
الزوج
قال الذرعي نعم إن كان قد أفسد حجها ووجأب عليه
الحجاج بها لزمه ذلك بل أجأرة
فإن قيل ما فائادة لزوم الجأرة عليها مع أن الحج على
التراخي أجأيب بأن فائادة ذلك التقضية بعد الموت ووجأب
القضاء عنها من تركها أو تكون نذرت الحج في سنة معينة أو
خشيت العضب فإن لم تقدر المرأة عليها لم يلزمها النسك
) الرابع ( من شروط الستطاعة ) أن يثبت على الراحلة (
ولو في محمل ونحوه ) بل مشقة شديدة ( فمن لم يثبت
عليها أصل أو ثأبت في محمل عليها لكن بمشقة شديدة ككبر
أو غيره انتفى عنه استطاعة المباشرة ول تضر مشقة
تحتمل في العادة
) وعلى العمى الحج ( والعمرة ) إن وجأد ( مع ما مر ) قائادا
( يقوده ويهديه عند نزوله ويركبه عند ركوبه
) وهو ( في حقه ) كالمحرم في حق المرأة ( فيأتي فيه ما
مر ولو أمكن مقطوع الطرافا الثبوت على الراحلة لزمه
بشرط وجأود معين له
والمراد بالراحلة هنا البعير بمحمل أو غيره خلفا الراحلة
فيما سبق فإنها البعير الخالي عن المحمل
) والمحجور عليه بسفه كغيره ( في وجأوب النسك عليه لنه
مكلف فيصح إحرامه وينفق عليه من ماله
) لكن ل يدفع المال إليه ( لئل يبدده ) بل يخرج معه الولي (
بنفسه إن شاء لينفق عليه في الطريق بالمعروفا ) أو
ينصب شخصا له ( ثأقة ينوب عن الولي ولو بأجأرة مثله إن لم
يجد متبرعا كافيا لينفق عليه في الطريق بالمعروفا
والظاهر أن أجأرته كأجأرة من يخرج مع المرأة
فإن قيل ينبغي إذا قصرت مدة السفر أن يدفع إليه النفقة
لقولهم في الوصايا وغيرها إن للولي أن يسلمه نفقة
أسبوع فأسبوع إذا كان ل يتلفها
أجأيب بأن الولي في الحضر يراقبه فإن أتلفها أنفق عليه
بخلفا السفر فربما أتلفها ول يجد من ينفق عليه فيضيع
قال الذرعي وغيره هذا إذا أنفق عليه من مال نفسه فإن
تبرع الولي بالنفاق عليه وأعطاه السفيه من غير تمليك فل
منع منه
تنبيه يشترط أن توجأد هذه المعتبرات في إيجاب الحج في
الوقت
فلو استطاع في رمضان مثل ثأم افتقر في شوال فل
استطاعة وكذا لو افتقر بعد حجهم وقبل رجأوع من يعتبر
في حقه الذهاب والياب
) النوع الثاني استطاعة تحصيله ( أي الحج ل بالمباشرة بل
) بغيره فمن مات وفي ذمته حج ( واجأب مستقر بأن تمكن
بعد استطاعته من فعله بنفسه أو بغيره وذلك بعد انتصافا
ليلة النحر ومضى إمكان الرمي والطوافا والسعي إن دخل
الحاج بعد الوقوفا ثأم مات أثأم ولو شابا وإن لم ترجأع
القافلة
) وجأب الحجاج عنه ( ولو كان قضاء أو نذرا أو مستأجأرا
عليه في ذمته وزاد على المحرر قوله ) من تركته ( وهو
متعين كما يقضي منها دينه لرواية البخاري عن ابن عباس
رضي الله تعالى عنهما أن امرأة من جأهينة جأاءت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أمي نذرت أن
تحج فماتت قبل أن تحج أفأحج عنها قال نعم حجي عنها
أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته قالت نعم قال
اقضوا دين الله فالله أحق بالوفاء ولفظ النسائاي أن رجأل
قال يا رسول الله إن أبي مات ولم يحج أفأحج عنه قال
أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيه قال نعم قال فدين
الله أحق بالوفاء فشبه الحج بالدين الذي ل يسقط بالموت
فوجأب أن يتساويا في الحكم ولنه إنما جأوز له
____________________
) (1/468
التأخير ل التفويت
وإنما لم يأت إذا مات في أثأناء وقت الصلة في وقت يسعها
لن آخر وقتها معلوم فل تقصير ما لم يؤخره عنه والباحة
في الحج بشرط المبادرة قبل الموت
وإذا مات قبل فعله أشعر الحال بالتقصير واعتبار إمكان
الرمي نقله في الروضة عن التهذيب وأقره
قال السنوي ول بد من زمن يسع الحلق أو التقصير بناء
على أنه ركن ويعتبر المن في السير إلى مكة للطوافا ليل
اه
ولو تمكن من الحج سنين فلم يحج ثأم مات أو عضب
فعصيانه من السنة الخيرة من سني المكان لجواز التأخير
إليها فيتبين بعد موته أو عضبه فسقه في السنة الخيرة بل
وفيما بعدها في المعضوب أي إن لم يحج عنه فل يحكم
بشهادته بعد ذلك
وينقض ما شهد به في السنة الخيرة بل وفيما بعدها في
المعضوب إلى ما ذكر كما في نقض الحكم بشهود بان
فسقهم
فإن حج عنه الوارثا بنفسه أو باستئجار سقط الحج عن
الميت ولو فعله الجأنبي جأاز ولو بل إذن كما له أن يقضي
دينه بل إذن ذكر ذلك في المجموع
بخلفا الصوم فل بد فيه من إذن كما مر لنه عبادة بدنية
محضة بخلفا الحج فإن لم يخلف تركة لم يجب على أحد أن
يحج عنه ل على الوارثا ول في بيت المال
فإن لم يتمكن من الداء بعد الوجأوب كأن مات أو جأن أو تلف
ماله قبل حج الناس لم يقض من تركته على الصح والعمرة
في ذلك كله كالحج
فإن قيل يستثنى من إطلق المصنف ما لو لزمه الحج ثأم
ارتد ومات مرتدا فإنه ل يقضي من تركته على الصحيح أو
الصواب لنه لو صح لوقع عنه
أجأيب بأن ذلك خرج بقوله من تركته لنه إذا مات على الردة
ل تركة له على الظهر لنه تبين زوال ملكه بالردة
) والمعضوب ( بضاد معجمة من العضب وهو القطع كأنه
قطع عن كمال الحركة وبصاد مهملة كأنه قطع عصبه
ووصفه المصنف بقوله ) العاجأز عن الحج بنفسه ( حال أو
مآل لكبر أو زمانة أو غير ذلك
وهذه الصفة صفة كاشفة في معنى التفسير للمعضوب
وليست خبرا له بل الخبر جأملتا الشرط والجزاء في قوله
) إن وجأد أجأرة من يحج عنه بأجأرة المثل ( أي مثل مباشرته
أي فما دونها
) لزمه ( الحج بها لنه مستطيع بغيره لن الستطاعة كما
تكون بالنفس تكون ببذل المال وطاعة الرجأال ولهذا يقال
لمن ل يحسن البناء إنك مستطيع بناء دارك إذا كان معه ما
يفي ببنائاها
وإذا صدق عليه أنه مستطيع وجأب عليه الحج للية وفي
الصحيحين أن امرأة من خثعم قالت يا رسول الله إن فريضة
الله تعالى على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا ل
يثبت على الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذلك في حجة الوداع
نعم إن كان بمكة أو بينه وبينها دون مسافة القصر لزمه أن
يحج بنفسه لقلة المشقة عليه نقله في المجموع عن
المتولي وأقره
قال السبكي ولك أن تقول إنه قد ل يمكنه التيان به
فيضطر إلى الستنابة اه
وهذا ظاهر
تنبيه لو لم يجد إل أجأرة ماش قيل ل يلزمه الستئجار إذا كان
السفر طويل كما ل يكلف الخروج ماشيا والصح اللزوم لنه
ل مشقة عليه في مشي غيره إل إذا كان أصل أو فرعا كما
يؤخذ مما سيأتي في المطاع
وكلم المصنف قد يفهم أن المعضوب لو استأجأر من يحج
عنه فحج عنه ثأم شفي أنه يجزئاه والصح عدم الجأزاء ول
يقع الحج عنه على الظهر فل يستحق الجأير الجأرة كما
رجأحاه هنا وإن رجأحا قبله بيسير أنه يستحق فقد قال في
المهمات إن المذكور هنا هو الصواب
) ويشترط كونها ( أي الجأرة السابقة ) فاضلة عن الحاجأات
المذكورة فيمن حج بنفسه ( وتقدم بيانها
) لكن ل يشترط نفقة العيال ( ول غيرها من مؤنهم ) ذهابا
وإيابا ( لنه إذا لم يفارق أهله يمكنه تحصيل نفقتهم
ونفقته كنفقتهم كما حكاه ابن الرفعة عن البندنيجي وأقره
نعم يشترط كون الجأرة فاضلة عن مؤنتها من نفقة وكسوة
وغير ذلك وعن مؤنته يوم الستئجار ولو عبر بالمؤنة بدل
النفقة لكان أولى ليشمل ما زدته
) ولو ( وجأد دون الجأرة ورضي به أجأير لزمه الستئجار لنه
مستطيع والمنة فيه ليست كالمنة في المال
فلو لم يجد أجأرة و ) بذل ( بالمعجمة أي أعطى له ) ولده أو
أجأنبي مال للجأرة لم يجب قبوله في الصح ( لما في قبول
المال من المنة والثاني يجب كبذل الطاعة
والخلفا في الجأنبي مرتب على الخلفا
____________________
) (1/469
في البن وأولى بأن ل يجب قاله في البيان
والب كالبن في أصح احتمالين للمام والحتمال الخر أنه
كالجأنبي
وعلى الول لو كان الولد المطيع عاجأزا عن الحج أيضا وقدر
على أن يستأجأر له من يحج وبذل له ذلك وجأب على المبذول
له كما نقله في الكفاية عن البندنيجي وجأماعة
وفي المجموع عن تصحيح المتولي لو استأجأر المطيع
إنسانا للحج عن المطاع والمعضوب فالمذهب لزومه إن كان
المطيع ولدا لتمكنه فإن كان المطيع أجأنبيا ففيه وجأهان اه
ومقتضى كلم الشيخ أبي حامد لزومه وكلم البغوي عدم
لزومه وهو الظاهر كما اعتمده الذرعي وكلم المصنف
يقتضيه
وكالولد في هذا الوالد
) ولو بذل الولد ( وإن سفل ذكرا كان أو أنثى ) الطاعة (
في النسك بنفسه ) وجأب قبوله ( وهو الذن له في ذلك لن
المنة في ذلك ليست كالمنة في المال لحصول الستطاعة
فإن امتنع لم يأذن الحاكم عنه على الصح لن الحج مبني
على التراخي
) وكذا الجأنبي ( لو بذل الطاعة يجب قبوله ) في الصح (
لما ذكر
والب والم في بذل الطاعة كالجأنبي ومحل اللزوم إذا وثأق
بهم ولم يكن عليهم حج ولو نذرا وكانوا ممن يصح منهم
فرض حجة السلم ولم يكونوا معضوبين
ولو توسم الطاعة من واحد منهم لزمه أمره كما يقتضيه
كلم النوار وغيره ول يلزم الولد طاعته كما في المجموع
بخلفا إعفافه لنه ل ضرر هنا على الوالد بامتناع ولده من
الحج لنه حق للشرع فإذا عجز عنه ل يأثأم ول يجب عليه
بخلفه ثأم فإنه لحق الوالد وضرره عليه فهو كالنفقة قاله
في المجموع
ولو كان البن وإن سفل أو الب وإن عل ماشيا أو كان كل
منهما ومن الجأنبي معول على الكسب أو السؤال ولو راكبا
أو كان كل منهما مغرورا بنفسه بأن كان يركب مفازة ليس
فيها كسب ول سؤال لم يلزمه قبول في ذلك لمشقة مشي
من ذكر عليه بخلفا مشي الجأنبي
والكسب قد ينقطع والسائال قد يرد والتغرير بالنفس حرام
وتقدم أن القادر على المشي والكسب في يوم كفاية أيام
ل يعذر في السفر القصير فينبغي كما قال الذرعي وجأوب
القبول في المكي ونحوه
ولو رجأع المطيع ولو بعد الذن له عن طاعته قبل إحرامه
جأاز لنه متبرع بشيء لم يتصل به الشروع أو بعده فل
لنتفاء ذلك وإذا رجأع في الولى قبل أن يحج أهل بلده تبينا
أنه لم يجب على المطاع
ولو امتنع المعضوب من الستئجار لمن يحج عنه أو من
استنابة المطيع لم يلزمه الحاكم بذلك ولم ينب عنه فيه وإن
كان الستئجار والستنابة واجأبين على الفور في حق من
عضب مطلقا في النابة وبعد يساره في الستئجار لن
مبنى الحج على التراخي كما مر ولنه ل حق فيه للغير
بخلفا الزكاة
ولو مات المطيع أو رجأع عن الطاعة أو مات المطاع فإن
كان بعد إمكان الحج استقر الوجأوب في ذمة المطاع وإل فل
ولو كان له مال أو مطيع ولم يعلم بالمال ول بطاعة المطيع
ثأم علم بذلك وجأب عليه الحج اعتبارا بما نفس المر
وتجوز النيابة في حج التطوع وعمرته كما في النيابة عن
الميت إذا أوصى بذلك ويجوز أن يحج عنه بالنفقة وهي قدر
الكفاية كما يجوز بالجأارة والجعالة وإن استأجأر بها لم يصح
لجهالة العوض
ولو قال المعضوب من يحج عني فله مائاة درهم فمن حج
عنه ممن سمعه أو سمع من أخبر عنها استحقها فإن أحرم
عنه اثأنان مرتبا استحقها الول فإن أحرما معا أو جأهل
السابق منهما مع جأهل سبقه أو بدونه وقع حجهما عنهما
ول شيء لهما على القائال إذ ليس أحدهما بأولى من الخر
ولو علم سبق أحدهما ثأم نسي فقياس نظائاره ترجأيح
الوقف
ولو كان العوض مجهول كأن قال من حج عني فله ثأوب وقع
الحج عنه بأجأرة المثل
خاتمة الستئجار فيما ذكر ضربان استئجار عين واستئجار
ذمة فالول ك استأجأرتك لتحج عني أو عن ميتي هذه السنة
فإن عين غير السنة الولى لم يصح العقد وإن أطلق صح
وحمل على السنة الحاضرة فإن كان ل يصل إلى مكة إل
لسنتين فأكثر فالولى من سني إمكان الوصول
ويشترط لصحة العقد قدرة الجأير على الشروع في العمل
واتساع المدة له والمكي ونحوه يستأجأر في أشهر الحج
الضرب الثاني كقوله ألزمت ذمتك تحصيل حجة ويجوز
الستئجار في هذا الضرب على المستقبل فإن أطلق حمل
على الحاضرة فيبطل إن ضاق الوقت ول يشترط قدرته
على السفر لمكان الستنابة في إجأارة الذمة
ولو قال ألزمت ذمتك لتحج عني بنفسك صح ويكون إجأارة
عين
ويشترط
____________________
) (1/470
معرفة العاقدين أعمال الحج ول يجب ذكر الميقات ويحمل
عند الطلق على الميقات الشرعي
ولو استأجأر للقران فالدم على المستأجأر فإن شرطه على
الجأير بطلت الجأارة
ولو كان المستأجأر للقران معسرا فالصوم الذي هو بدل
الدم على الجأير لن بعضه وهو اليام الثلثأة في الحج والذي
في الحج منهما هو الجأير وجأماع الجأير مفسد للحج
وتنفسخ به إجأارة العين ل إجأارة الذمة لنها تختص بزمان
وينقلب فيهما الحج للجأير لن الحج المطلوب ل يحصل
بالحج الفاسد فانقلب له كمطيع المعضوب إذا جأامع فسد
حجه وانقلب له وعليه أن يمضي في فاسده وعليه الكفارة
وعليه في إجأارة الذمة أن يأتي بعد القضاء عن نفسه بحج
آخر للمستأجأر في عام آخر أو يستنيب من يحج عنه في ذلك
العام أو في غيره وللمستأجأر فيها الخيار في الفسخ على
التراخي لتأخر المقصود
ويسقط فرض من حج أو اعتمر بمال حرام كمغصوب وإن
كان عاصيا كما في الصلة في مغصوب أو ثأوب حرير
باب المواقيت للنسك زمانا ومكانا جأمع ميقات والميقات
في اللغة الحد والمراد به ههنا زمان العبادة ومكانها
وقد بدأ بالزمان فقال ) وقت إحرام الحج ( لمكي أو غيره
) شوال وذو القعدة ( بفتح القافا أفصح من كسرها وجأمعه
ذوات القعدة وسمي بذلك لقعودهم عن القتال فيه
) وعشر ليال ( باليام بينها وهي تسعة ) من ذي الحجة (
بكسر الحاء أفصح من فتحها وجأمعه ذوات الحجة سمي بذلك
لوقوع الحج فيه
وقد فسر ابن عباس وغيره من الصحابة رضي الله تعالى
عنهم قوله تعالى } الحج أشهر معلومات { بذلك أي وقت
الحرام به أشهر معلومات إذ فعله ل يحتاج إلى أشهر
وأطلق الشهر على شهرين وبعض شهر تنزيل للبعض
منزلة الكل أو إطلقا للجمع على ما فوق الواحد كما في
قوله تعالى } أولئك مبرؤون مما يقولون { أي عائاشة
وصفوان
) وفي ليلة النحر ( وهي العاشرة ) وجأه ( أنها ليست من
وقته لن الليالي تبع لليام ويوم النحر ل يصح فيه الحرام
فكذا ليلته
وظاهر كلمه أنه ل يصح إحرامه بالحج إذا ضاق زمن الوقوفا
عن إدراكه وبه صرح الروياني قال وهذا بخلفا نظيره في
الجمعة لبقاء الحج حجا بفوات الوقوفا بخلفا الجمعة
) فلو أحرم به ( أي الحج حلل ) في غير وقته ( كأن أحرم
به في رمضان أو أحرم مطلقا ) انعقد ( إحرامه بذلك
) عمرة ( مجزئاة عن عمرة السلم ) على الصحيح ( وعبر
في الروضة بالمذهب سواء أكان عالما أم جأاهل لن الحرام
شديد التعلق واللزوم فإذا لم يقبل الوقت ما أحرم به
انصرفا إلى ما يقبله وهو العمرة ولنه إذا بطل قصد الحج
فيما إذا نواه بقي مطلق الحرام والعمرة تنعقد بمجرد
الحرام كما مر والثاني ل ينعقد عمرة بل يتحلل بعمل عمرة
ول يكون ذلك مجزئاا عن عمرة السلم كما لو فاته الحج
وتحلل بعمل عمرة لن كل واحد من الزمانين ليس وقتا
للحج وخرج بحلل ما لو كان محرما بعمرة ثأم أحرم بحج في
غير أشهره فإن إحرامه لم ينعقد حجا لكونه في غير أشهره
ول عمرة لن العمرة ل تدخل على العمرة كما ذكره القاضي
أبو الطيب
وإنما عبر المصنف بالصحيح دون المذهب مع أن المسألة
ذات طرق إشارة إلى ضعف الخلفا
تنبيه لو أحرم قبل أشهر الحج ثأم شك هل أحرم بحج أو
عمرة فهو عمرة أو أحرم بحج ثأم شك هل كان إحرامه في
أشهره أو قبلها قال الصيمري كان حجا لنه تيقن إحرامه
الن وشك في تقدمه قاله في المج