ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 008
http://www.shamela.ws
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
السبيل ( أي الطريق ) منشىء سفر ( مباح من محل الزكاة
سواء أكان بلده أو مقيما فيه ) أو مجتاز ( به في سفره
واحدا كان أو أكثر ذكرا أو غيره سمي بذلك لملزمته السبيل
وهي الطريق
وإنما أفرده المصنف مع أنه يصدق على ما ذكر تأسيا
بالكتاب العزيز فإنه لم يرد فيه إل منفردا وهو حقيقة في
المجتاز مجاز في المنشىء
وإعطاء الثاني بالجأماع والول بالقياس عليه ولن مريد
السفر محتاج إلى أسبابه
وخالف في ذلك أبو حنفية ومالك رضي الله تعالى عنهما
) وشرطه ( في العطاء ل في التسمية ) الحاجأة ( بأن ل
يجد ما يكفيه غير الصدقة وإن كان له مال في مكان آخر أو
كان كسوبا أو كان سفره لنزهة ) وعدم المعصية ( بسفره
سواء أكان طاعة كسفر حج وزيارة أو مباحا كسفر تجارة أو
مكروها كسفر منفرد لعموم الية بخلفا سفر المعصية ل
يعطى فيه قبل التوبة
وألحق به المام السفر ل لقصد صحيح كسفر البهائم
ولو كان له مال غائب ووجأد من يقرضه نقل في المجموع
عن ابن كج أنه يعطى وأقره وهو المعتمد وقيل لم يعطى
كما نص عليه في البويطي ورد بأن النص ليس في الزكاة
وإنما هو في الفيء
) وشرط آخذ الزكاة ( أي من يدفع إليه منها ) من هذه
الصنافا الثمانية السلم ( فل تدفع لكافر بالجأماع فيما
عدا زكاة الفطر وباتفاق أكثر الئمة فيها ولعموم قوله
صلى الله عليه وسلم تؤخذ الصدقة من أغنيائهم فترد إلى
فقرائهم رواه الشيخان
نعم الكيال والوزان والحافظ والحمال ويجوز كونهم كفارا
مستأجأرين من سهم العامل لن ذلك أجأرة ل زكاة
ول يجوز أن يكون الكافر عامل في الزكاة لنا إن قلنا صدقة
فل حق له في الصدقة المفروضة وإن قلنا أجأرة فل ينصب
فيها لعدم أمانته كما يجوز أن يستعمل على مال يتيم أو
وقف
) و ( شرط آخذ الزكاة أيضا ) أن ل يكون هاشميا ول مطلبيا
( ولو انقطع عنهم خمس الخمس لخلو بيت المال من
الفيء والغنيمة أو لستيلء الظلمة عليهما
وكذا يحرم عليهما الخذ من المال المنذور صدقة كما
اعتمده شيخي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم إن هذه
الصدقات ل تحل لمحمد ول لل محمد رواه مسلم وقال ل
أحل لكم أهل البيت من الصدقات شيئا ول غسالة اليدي إن
لكم في خمس الخمس ما يكفيكم أو يغنيكم أي بل يغنيكم
رواه الطبراني
نعم لو استعملهم المام في الحفظ أو النقل فله أجأرته كما
في المجموع عن صاحب البيان وجأزم به ابن الصباغ وغيره
فإن قيل هذا إما ضعيف أو مبني على أن يعطاه العامل
أجأرة ل زكاة والصحيح كما قال ابن الرفعة أنه زكاة
أجأيب بأن محل ذلك إذا استؤجأروا للنقل ونحوه كما في
العبد والكافر يعملن فيهما بالجأرة
) وكذا مولهم ( أي عتقاء بني هاشم وبني المطلب ل يحل
لهم أخذ الزكاة ) في الصح ( لخبر مولى القوم منهم رواه
الترمذي وغيره وصححوه
والثاني يحل لهم أخذها لن المنع للشرفا في ذوي القربى
وهو مفقود في مولهم
وجأرى على هذا في التنبيه وقال إن الول ليس بشيء وهو
قوي بدليل عدم كفاءتهم لمولهم في النكاح وعدم
استحقاقهم خمس الخمس
وادعى القاضي حسين أن المذهب أن مولهم ل يلحق بهم
ومع هذا فالمشهور في المذهب هو الول
تنبيه كلم المصنف يوهم حصر الشروط فيما ذكره وليس
مرادا فمنها الحرية فيما عدا المكاتب فل يجوز دفع الزكاة
إلى مبعض ولو في نوبة نفسه خلفا لبن القطان
ومنها أن يكون من بلد الزكاة على ما سيأتي على نقل
الزكاة ومنها أن ل يكون ممن تلزمه نفقته نعم تستثنى
الزوجأة إن كانت غارمة كما ذكره صاحب الخصال
ولو كان لشخص أب قوي صحيح فقير ل يجب عليه نفقته
هل يجوز أن يدفع إليه من زكاته من سهم الفقراء أو ل
أفتى ابن يونس عماد الدين بالثاني وأخوه كمال الدين
بالول
قال ابن شهبة وهو ظاهر إذ ل وجأه للمنع
وأفتى المصنف فيمن بلغ تارك الصلة كسل واستمر على
ذلك أنه ل يجوز دفع الزكاة له بل يقبضها له وليه لسفهه
وإن بلغ مصليا رشيدا ثم طرأ ترك الصلة ولم يحجر عليه
جأاز دفعها له وصح قبضه بنفسه
وأفتى ابن البرزي بجواز دفعها إلى فاسق إل أن يكون
المدفوع إليه يعنيه على المعصية فيحرم إعطاؤه
وقال المروزي ل يجوز قبض الزكاة من أعمى ول دفعها له
بل يوكل فيها لن التمليك شرط فيه
قال ابن الصلح
وفساد هذا ظاهر وعمل الناس على خلفه وهو كما قال
ويؤيد الجواز ما
____________________
) (3/112
صححه في الروضة من السقوط فيما إذا دفع زكاته
لمسكين وهو غير المدفوع جأنسا وقدرا بأن كانت في كاغد
ونحوه
فصل في بيان ما يقتضي صرفا الزكاة لمستحقها وما
يأخذه منها كل ) من طلب زكاة وعلم المام ( أو منصوبه
لتفرقتها ) استحقاقه ( لها ) أو عدمه عمل بعلمه ( في ذلك
فيعطي من علم استحقاقه لها ويمنع من علم عدم
استحقاقه بل يحرم عليه حينئذ الصرفا له ويجب عليه منعه
قال الرافعي ولم يخرجأوه على القضاء بالعلم أي لم يجروا
فيه الخلفا المذكور فيه بل جأزموا به وفرق في المجموع
بأن الزكاة مبنية على الرفق والمساهلة وليس فيها إضرار
بالغير بخلفا القضاء بالعلم
تنبيه قوله من طلب ليس بقيد بل لو أراد المام تفرقتها بل
طلب كان الحكم كذلك وكذا قوله وعلم المام فلو فرقها
المالك بنفسه أو بوكيله كان الحكم كذلك
) وإل ( أي وإن لم يعلم الدافع استحقاق المريد الدفع إليه
ول عدمه ) فإن ادعى ( مريد الخذ ) فقرا أو مسكنة لم
يكلف بينة ( يقيمها على ذلك لعسرها ولم يحلف في الصح
إن اتهم فإن لم يتهم لم يحلف جأزما لنه صلى الله عليه
وسلم أعطى اللذين سأله الصدقة بعد أن أعلمهما أنه لحظ
فيها لغني ولم يطالبهما بيمين
وإن ادعى عدم الكسب وحاله يشهد بصدقه كأن كان زمنا أو
شيخا كبيرا فإنه يصدق بل بينة ول يمين وكذا يصدق إن كان
قويا جألدا في الصح
) فإن عرفا له ( أي من طلب زكاة ) مال ( يمنع من صرفا
الزكاة إليه ) وادعى تلفه كلف ( بينة على تلفه وهي رجألن
أو رجأل وامرأتان لسهولتها ولن الصل بقاؤه
قال الرافعي ولم يفرقوا بين أن يدعي تلفه بسبب ظاهر أو
خفي كالوديع
قال المحب الطبري والظاهر التفرقة كالوديعة اه
وهذا هو المعتمد وإن فرق ابن الرفعة بينهما بأن الصل
هناك عدم الضمان وهنا عدم الستحقاق فإن هذا يؤدي إلى
عدم أخذ من ادعى ذلك بالكلية فإنه ل يصدق ول يمكنه إقامة
البينة وفي هذا حرج عظيم وقد قال تعالى } وما جأعل
عليكم في الدين من حرج {
تنبيه أطلق في زيادة الروضة في قسم الفيء أن من ادعى
أنه مسكين أو ابن سبيل قبل بل بينة وهو محمول على هذا
التفصيل المذكور
) وكذا إن ادعى ( من طلب زكاة ) عيال ( له ل يفي كسبه
بكفايتهم كلف البينة على العيال ) في الصح ( لن الصل
عدمهم ولسهولة إقامة البينة على ذلك والمراد بهم من
تلزمه نفقتهم
قال شيخنا وقول السبكي نفقتها وكذا من لم تلزمه ممن
تقضي المروءة بقيامه بنفقتهم ممن يمكن صرفا الزكاة
إليه من قريب وغيره بعيد
) ويعطى غاز ( جأاء وقت خروجأه كما في الروضة وأصلها
) وابن السبيل ( كذلك قياسا عليه ) بقولهما ( بل بينة ول
يمين على الصح لنه لمر مستقبل
) فإن لم يخرجأا ( مع الرفقة وإن تأهبا للغزو والسفر
) استرد ( منهما ما أخذاه لن صفة الستحقاق لم تحصل
ولم يتعرض الجمهور للقدر الذي يحتمل تأخيره وقدره
السرخسي بثلثة أيام
قال الرافعي ويشبه أنها تقريب أي فيحتمل تأخير الخروج
لنتظار الرفقة وتحصيل الهبة ونحوهما
قال الرافعي ولو مات الغازي في الطريق أو امتنع من
الغزو استرد منه ما بقي وهو يدل على أنه ل يسترد جأميع ما
أخذه وهذا كما قال ابن الرفعة ظاهر في حالة موته دون
امتناعه
تنبيه مقتضى عبارة المصنف أن الغازي وابن السبيل إذا
خرجأا ورجأعا وفضل شيء لم يسترد منهما وليس على
إطلقه بل يسترد من ابن السبيل مطلقا
وأما الغازي فإن غزا ورجأع وبقي معه شيء صالح ولم يقتر
والباقي على نفسه استرد منه ذلك فقط لنا تبينا أن
المعطي فرق حاجأته فإن قتر على نفسه أو لم يقتر
والباقي لم يسترد منه شيء
ول يختص السترداد بهما بل إذا أعطي المكاتب ثم استغنى
عما أعطيناه بتبرع السيد بإعتاقه أو إبرائه عن النجوم
استرد ما قبضه على
____________________
) (3/113
الصح لن المقصود حصول العتق بالمال المدفوع إليه ولم
يحصل
قال في البيان ولو سلم بعض المال لسيده فأعتقه
فمقتضى المذهب أنه ل يسترد منه لحتمال أنه إنما أعتقه
بالمقبوض
قال في المجموع وما قاله متعين
قال الرافعي ويجري الخلفا في الغارم إذا استغنى عما
أخذه بإبراء أو نحوه
) ويطالب عامل ومكاتب وغارم ببينة ( بالعمل والكتابة
والغرم لسهولتها ول بد أيضا أن يقيم المكاتب بينة بما بقي
عليه من النجوم كما قاله الماوردي
قال السبكي العامل ومطالبة بالبينة محلها إذا أتى لرب
المال وطالب وجأهل حاله أما المام فإنه يعلم حاله فإنه
الذي يبعثه فل نتأتى البينة فيه
قال الذرعي وقد يتصور فيما إذا فوض إليه المام التفرقة
ثم جأاء وادعى القبض والتفرقة وطلب أجأرته من المصالح
واستثنى ابن الرفعة تبعا لجماعة من الغرم ما إذا غرمه
لصلح ذات البين لشهرة أمره
وقال صاحب البيان إنه ل بد من البينة وهو قضية كلم
الحياء
قال الذرعي ولعل هذا فيمن لم يستفض غرمه لذلك ويرجأع
الكلم إلى أنه إن اشتهر لم يحتج إلى البينة وإل احتاج
كالغارم لمصلحته وهذا جأمع بين الكلمين وهو حسن
) وهي ( أي البينة هنا وفيما مر ) إخبار عدلين ( بصفة
الشهود ول يعتبر لفظ الشهادة كما استحسنه الرافعي في
الشرح الصغير
تنبيه أشعر تعبير المصنف ب إخبار أنه ل يحتاج لدعوى عند
قاض وإنكار واستشهاد وهو كذلك بناء على قبول
الستفاضة المذكورة في قوله ) ويغني عنها ( البينة في
كل مطالبة بها من الصنافا كما قاله الرافعي ) الستفاضة
( بين الناس لحصول غلبة الظن بها وسيأتي في الشهادات
إن شاء الله تعالى إن شرطها التسامح من جأمع يؤمن
تواطؤهم على الكذب
) وكذا تصديق رب الدين ( في الغارم ) و ( تصديق ) السيد (
في المكاتب يعنى عن البينة في كل منهما ) في الصح (
لظهور الحق بالقرار والتصديق
والثاني ل لحتمال التواطؤ
ورد بأنه يراعى المكاتب فإن عتق وإل استرجأع منه والغارم
فإن وفى وإل استرجأع منه
تنبيه سكت المصنف رحمه الله تعالى عن المؤلفة وحكمهم
أن من قال نيتي في السلم ضعيفة أنه يصدق بل يمين لن
كلمه يصدقه وأن من ادعى الشرفا بأن قال أنا شريف
مطاع في قومي أو الكفاية بأن قال أنا أكفيكم شر من
يليني من الكفار أو مانعي الزكاة أنه ل بد من إقامة البينة
على ذلك
واعلم أن الكلم من أول الفصل إلى هنا في الصفات
المقتضية للستحقاق من الصنافا الثمانية ومن هنا إلى
آخره في كيفية الصرفا وقدره وقد شرع في ذلك فقال
) ويعطى الفقير والمسكين ( أي كل منهما إن لم يحسن
كسبا بحرفة ول تجارة ) كفاية سنة ( لن الزكاة تتكرر كل
سنة فتحصل بها الكفاية سنة وأيد بما في الصحيح أنه صلى
الله عليه وسلم كان يدخر لهله كفاية سنة ) قلت الصح
المنصوص ( في الم ) و ( هو ) قول الجمهور ( أيضا يعطى
كل منهما ) كفاية العمر الغالب ( لن به تحصل الكفاية على
الدوام
وفسر الكفاية بقوله ) فيشتري به عقارا يستغله (
ويستغني به عن الزكاة فليس المراد أن يدفع له كفاية
عمره دفعة ) والله أعلم ( فإن وصل إلى العمر الغالب ماذا
يدفع له لم أر من ذكره وقد سألت شيخي عن ذلك فقال
يعطى كفاية سنة وهو ظاهر
تنبيه لم يعلم من كلم المصنف من يشتري العقار قال
الزركشي وينبغي أن يكون المام ثم قال ويشبه أن يكون
كالغازي إن شاء اشتري له وإن شاء دفع له وأذن له في
الشراء اه
وهذا هو الظاهر
أما من يحسن الكسب بحرفة فيعطى ما يشتري به آلتها
قلت قيمتها أو كثرت
قال الزركشي تفقها ولو اجأتمع في واحد حرفا أعطي
بأقلها فإن لم تف بحاله تمم له ما يكفيه اه
والوجأه كما قال شيخنا أنه يعطى بالحرفة التي تكفيه أو
بتجارة فيعطى ما يشترى به ما يحسن التجارة فيه ما يفي
ربحه بكفايته غالبا
قال الرافعي وأوضحوه بالمثال فقالوا البقلي يكفيه خمسة
دراهم
والباقلني عشرة والفاكهاني عشرون والخباز خمسون
والبقال مائة والعطار ألف والبزاز ألفان والصيرفي
____________________
) (3/114
خمسة آلفا والجوهري عشرة آلفا
وظاهر كما قال شيخنا أن ذلك على التقريب فلو زاد على
كفايتهم أو نقص عنها نقص أو زيد ما يليق بالحال
تنبيه البقلي بموحدة هو من يبيع البقول والباقلني من يبيع
الباقلء والبقال بموحدة الفامي وهو من يبيع الحبوب قيل
والزيت
قال الزركشي ومن جأعله بالنون فقد صحفه فإن ذلك
يسمى النقلي ل النقال اه
وسكت المصنف وغيره عن أقل ما يدفع من الزكاة وفي
الودائع ولبن سريج أقله أي من جأهة الولوية للمالك إذا لم
ينحصر المستحقون أو انحصروا ولم يف بهم المال نصف
درهم وأكثره ما يخرجأه من حال الفقر إلى الغنى
) و ( يعطى ) المكاتب ( كتابة صحيحة ) والغارم ( أي كل
منهما ) قدر دينه ( فقط وإن كان معهما البعض أعطيا
التتمة فقط لن كان الدفع لهما للحاجأة
نعم الغارم لذات البين يعطى قدر دينه مطلقا كما علم مما
مر
تنبيه كان الولى للمصنف تثنية الضمير كما في المحرر أو
يعطف الغارم ب أو
) و ( يعطى ) ابن السبيل ما ( أي شيئا إذا حان وقت خروجأه
يكفيه لنفقته وكسوته بحسب الحال صيفا وشتاء بحيث
) يوصله ( ذلك ) مقصده ( بكسر الصاد إن لم يكن له في
طريقه إليه
مال
) أو ( يعطى ما يوصله ) موضع ماله ( إن كان له مال في
طريقه فإن كان معه بعض ما يكفيه كمل له كفايته ذهابا
وكذا رجأوعا إن كان عازما على الرجأوع وليس له في مقصده
ول طريقه ما يكفيه ول يعطى لمدة القامة إل إقامة مدة
المسافرين كما في الروضة وهذا شامل لما إذا قام لحاجأة
يتوقعها كل وقت فيعطى لثمانية عشر يوما وهو المعتمد
وإن خالف في ذلك بعض المتأخرين
) و ( يعطى ) الغازي ( إذا حان وقت خروجأه ) قدر حاجأته (
في غزوه ) نفقة وكسوة ( لنفسه وكذا لعياله كما صرح به
الفارقي وابن أبي عصرون في النفقة وقال الرافعي ليس
ببعيد وقياسا في الكسوة ) ذاهبا وراجأعا ومقيما هناك ( في
موضع الغزو إلى الفتح وإن طالت القامة لن اسمه ل يزول
بذلك بخلفا ابن السبيل
تنبيه سكتوا عن قدر المعطى لقامته مع أنه ل يعرفا في
البتداء مدة مقامه
قال الذرعي ويحتمل إعطاؤه لقل مدة يظن إقامته هناك
وإن زادت المدة زيد بحسبها لكن قد يجره ذلك إلى نقل
الزكاة إلى دار الحرب وصرفها هناك وقد يغتفر هذا للحاجأة
اه
وهذا هو الظاهر
) و ( يعطى ) فرسا ( أي قيمتها إن كان يقاتل فارسا
) وسلحا ( أي قيمته للحاجأة إليه ) ويصير ذلك ( أي الفرس
والسلح ) ملكا له ( فل يسترد منه إذا رجأع كما صرح به
الفارقي
تنبيه قد علم مما تقرر أنه ليس للمالك أن يعطيه الفرس
والسلح لمتناع البدال في الزكاة وأما المام فله أن
يشتري له ذلك ويعطيه له وله أن يشتري من هذا السهم
خيل وسلحا ويوقفها في سبيل الله تعالى وله أن يستأجأر
له وأن يعيره مما اشتراه ووقفه
ويتعين أحدهما إن قل المال وإذا انقضت المدة استرد منه
الموقوفا والمستأجأر والمعار
) ويهيأ له ( أي للغازي ) ولبن السبيل ( أي لكل منهما
) مركوب ( غير الذي يقاتل عليه الغازي بإجأارة أو إعارة ل
تمليك بقرينة ما يأتي
هذا ) إن كان السفر طويل أو كان ( السفر قصيرا أو كان
كل منهما ) ضعيفا ل يطيق المشي ( دفعا لضرورته فإن
كان قصيرا وهو قوي فل
تنبيه قضية كلمه كالمحرر أن المركوب غير الفرس الذي
يقاتل عليه كما قررته
قال الذرعي ولم يذكروا في الشرح والروضة في الغازي
غير الفرس وذكرا تهيئة المركوب لبن السبيل فقط ولم
يحضرني في ذلك تصريح للصحاب بل قضية كلم كثير منهم
أن مركوبه هو الفرس الذي يعطاه قال وقد يوجأه ما في
الكتاب بتوفير الخيل إلى وقت الحرب إذ لو ركبوها من دارنا
إلى دار الحرب ربما كلت وعجزت عن الكر والفر حال
المطاردة والقتال لسيما إذا بعد
____________________
) (3/115
المغزى اه
وما وجأه به هو المراد وهو ظاهر
) و ( يهيأ لهما ) ما ( أي مركوب ) ينقل عليه ( كل منهما
) الزاد ومتاعه ( لحاجأته إليه ) إل أن يكون ( متاعه ) قدرا
يعتاد مثله حمله بنفسه ( فل لنتفاء الحاجأة
تنبيه أفهم سياق كلم المصنف استرداد المركوب وما ينقل
عليه الزاد والمتاع إذا رجأعا وهو كذلك
وقضية إطلقه التهيئة لبن السبيل ولو كان سفره للنزهة
قال الزركشي وهو بعيد والمتجه منع صرفا الزكاة فيما ل
ضرورة إليه اه
وينبغي حمل هذا على ما إذا كانت النزهة هي الحاملة له
على السفر
وسكت المصنف عن إعطاء المؤلفة والعامل أما المؤلفة
فيعطيهم المام بحسب ما يراه أو المالك إن فرق على
قولنا إنه يعطي المؤلفة وهو الراجأح وأما العامل فيستحق
من الزكاة أجأرة مثل ما عمله فإن شاء بعثه المام بل شرط
ثم أعطاه إياه وإن شاء سماها له إجأارة أو جأعالة ثم أداه من
الزكاة فإن أداها المالك قبل قدوم العامل أو حملها إلى
المام أو نائبه فل شيء له
وليس للمام أن يستأجأره بأكثر من أجأرة مثله فإن زاد عليها
بطلت الجأارة لتصرفه بغير المصلحة والزائد من سهم
العامل على أجأرته يرجأع للصنافا وإن نقص سهمه عنها
كمل قدرها من الزكاة ثم قسم الباقي وإن رأى المام أن
يجعل أجأرة العامل من بيت المال إجأارة أو جأعالة جأاز وبطل
سهمه فتقسم الزكاة على بقية الصنافا كما لو لم يكن
عامل
فرع قال الدارمي إنما يجوز أن يعطى العامل إذا لم يوجأد
متطوع نقله الذرعي عنه وأقره وهو يقتضي أن من عمل
متبرعا ل يستحق شيئا على القاعدة وهو ما جأزم به ابن
الرفعة ورده السبكي بأن هذا فرضه الله تعالى لمن عمل
كالغنيمة يستحقها المجاهد وإن لم يقصد إل إعلء كلمة الله
تعالى فإذا عمل على أن ل يأخذ شيئا استحق وإسقاطه بعد
العمل لما ملكه به ل يصح إل بما ينقل الملك من هبة أو
نحوها وليس كمن عمل لغيره عمل بقصد التبرع حتى يقال
إن القاعدة أنه ل يستحق لن ذلك فيما يحتاج إلى شرط من
المخلوق وهذا من الله تعالى كالميراث والغنيمة والفيء
) ومن فيه صفتا استحقاق ( للزكاة كالفقر والغرم ولو كان
عامل فقيرا ) يعطى بإحداهما فقط في الظهر ( لن
العطف في الية يقتضي التغاير
والثاني يعطى بها لتصافه بهما
تنبيه محل الخلفا إذا كان من زكاة واحدة أما إذا كان أخذ
من زكاة بصفة ومن أخرى بصفة أخرى فهو جأائز
ولو أخذ فقير غارم مع الغارمين نصيبه من سهمهم فأعطاه
غريمه أعطي مع الفقراء نصيبه من سهمهم لنه الن
محتاج كما نقله في الروضة عن الشيخ نصر وأقره
قال الزركشي فالمراد امتناع أخذه بهما دفعه أي أو مرتبا
ولم يتصرفا فيما أخذه أول كما قاله شيخنا
أما من فيه صفتا استحقاق للفيء أي وإحداهما الغزو كغاز
هاشمي فيعطى بهما
4فصل في حكم استيعاب الصنافا والتسوية بينهم وما
يتبعها ) يجب استيعاب ( أي تعميم ) الصنافا ( الثمانية
بالزكاة حتى زكاة الفطر ) إن ( أمكن بأن ) قسم المام ( أو
نائبه ) وهناك عامل ( مع بقية الصنافا ولم يجعل له المام
شيئا من بيت المال ولو قسم العامل كان الحكم كذلك
فيعزل حقه ثم يفرق الباقي على سبعة
وإنما وجأب التعميم لظاهر الية
ولقوله صلى الله عليه وسلم لسائلة الزكاة إن الله لم يرض
بحكم نبي ول غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها فجزأها
ثمانية أجأزاء فإن كنت من تلك الجأزاء أعطيتك حقك رواه
أبو داود
فإن شقت القسمة في زكاة الفطر جأمع جأماعة فطرتهم
ثم قسموها على سبعة
واختار جأماعة من أصحابنا منهم الصطخري جأواز صرفها
إلى ثلثة من المستحقين واختاره السبكي
وحكى الرافعي عن اختيار صاحب التنبيه جأواز صرفها إلى
واحد قال في البحر وأنا أفتي به
قال الذرعي وعليه العمل في العصار والمصار وهو
المختار والحوط دفعها إلى ثلثة
____________________
) (3/116
قال والقول بوجأوب استيعاب الصنافا وإن كان ظاهر
المذهب بعيد لن الجماعة ل يلزمهم خلط فطرتهم والصاع
ل يمكن تفرقته على ثلثة من كل صنف في العادة
) وإل ( بأن قسم المالك أو المام ول عامل بأن حمل كل
من أصحاب الموال زكاته إلى المام أو استأجأر المام عامل
من بيت المال ) فالقسمة ( حينئذ ) على سبعة ( لسقوط
سهم العامل فيدفع لكل صنف منهم سبع الزكاة قل عده أو
كثر
) فإن فقد بعضهم ( من البلد وغيره ) فعلى الموجأودين (
منهم إذ المعدوم ل سهم له
قال ابن الصلح والموجأود الن أربعة فقير ومسكين وغارم
وابن سبيل
وقال ابن كج سمعت القاضي أبا حامد يقول أنا أفرق زكاة
مالي على الفقراء والمساكين لني ل أجأد غيرهم
ولعل هذا كان في زمنهم وأما في زماننا فلم نفقد إل
المكاتبين لكن جأاء في الخبر أن في آخر الزمان يطوفا
الرجأل بصدقته فل يجد من يقبلها
تنبيه شمل إطلق المصنف فقد البعض صورتين إحداهما
فقد صنف بكماله كالمكاتبين والثانية فقد بعض صنف بأن ل
يجد منه إل واحدا أو اثنين وفي زيادة الروضة أنه يصرفا
باقي السهم إليه إن كان مستحقا ول ينقل لبلد آخر فإن لم
يوجأد أحد منهم في بلد الزكاة ول غيرها حفظت الزكاة حتى
يوجأدوا أو بعضهم فإن وجأدوا وامتنعوا من أخذها قاتلهم
المام على ذلك كما قاله سليم في المجرد لن أخذها فرض
كفاية ول يصح إبراء المستحقين المحصورين المالك من
الزكاة وإن وجأدوا في غير بلد الزكاة فسيأتي حكمه في
نقل الزكاة
) وإذا قسم المام ( أو نائبه المفروض إليه الصرفا
) استوعب ( وجأوبا ) من الزكوات الحاصلة عنده آحاد كل
صنف ( لنه ل يتعذر عليه الستيعاب ول يجب عليه أن
يستوعب في زكاة كل شخص جأميع الصنافا بل له أن
يعطى زكاة شخص بكمالها لواحد وأن يخص واحدا بنوع
وآخر بغيره لن الزكوات كلها في يده كالزكاة الواحدة
تنبيه محل وجأوب الستيعاب كما قال الزركشي إذا لم يقل
المال فإن قل بأن كان قدرا لو وزعه عليهم لم يسد لم
يلزمه الستيعاب للضرورة بل يقدم الحوج فالحوج أخذا
من نظيره في الفيء
) وكذا يستوعب ( وجأوبا المالك آحاد كل صنف ) إن انحصر
المستحقون في البلد ( بأن سهل عادة ضبطهم ومعرفة
عددهم وسيأتي بيان ضابط العدد المحصور في باب ما يحرم
من النكاح إن شاء الله تعالى
) ووفى بهم ( أي بحاجأتهم ) المال ( ويجب التسوية بينهم
حينئذ فإن أخل أحدهما بصنف ضمن ما كان يعطيه له ابتداء
لكن المام إنما يضمن من مال الصدقات ل من ماله بخلفا
المالك قاله الماوردي
) وإل ( أي وإن لم ينحصروا أو انحصروا ولم يف المال
بحاجأتهم ) فيجب ( في غير العامل ) إعطاء ثلثة ( فأكثر
من كل صنف لن الله تعالى أضافا إليهم الزكوات بلفظ
الجمع وأقله ثلثة فلو دفع لثنين غرم للثالث أقل متمول
على الصح في المجموع لنه لو أعطاه ابتداء خرج عن
العهدة فهو القدر الذي فرط فيه وقيل يغرم له الثلث
أما العامل فيجوز أن يكون واحدا إن حصلت به الكفاية
) وتجب التسوية بين الصنافا ( سواء أقسم المام أو
المالك وإن كانت حاجأة بعضهم أشد لنحصارهم ولن الله
تعالى جأمع بينهم بواو التشريك فاقتضى أن يكونوا سواء
تنبيه يستثنى من ذلك صورتان الولى العامل فإنه ل يزاد
على أجأرته كما مر
الثانية الفاضل نصيبه عن كفايته فإنه يعطى قدر كفايته
فقط
و ) ل ( يجب على المالك التسوية ) بين آحاد الصنف ( لن
الحاجأات متفاوتة غير منضبطة فاكتفي بصدق السم بل
يستحب عند تساوي حاجأاتهم
فإن تفاوتت استحب التفاوت بقدرها بخلفا الوصية لفقراء
بلد فإنه يجب التسوية بينهم لن الحق فيها لهم على
التعيين حتى لو لم يكن ثم فقير بطلت الوصية
وهذا لم يثبت الحق لهم على التعيين وإنما تعينوا لفقد
غيرهم ولهذا لو لم يكن في البلد مستحق ل تسقط الزكاة
بل ينقل
____________________
) (3/117
إلى بلد آخر
) إل أن يقسم المام فيحرم عليه التفضيل مع تساوي
الحاجأات ( لن عليه التعميم فكذا التسوية ولنه نائبهم فل
يفاوت بينهم عند تساوي حاجأاتهم بخلفا المالك فيهما
وهذا ما جأرى عليه الرافعي في شرحية عن التتمة لكنه قال
في الروضة قلت ما في التتمة وإن كان قويا في الدليل
فهو خلفا مقتضى إطلق الجمهور استحباب التسوية
وعليه جأرى ابن المقري في روضه والمعتمد ما في الكتاب
وخرج بقوله مع تساوي الحاجأات ما لو اختلفت فيراعيها
وإذا لم يجب الستيعاب يجوز الدفع للمستوطنين والغرباء
ولكن المستوطنون أولى لنهم جأيرانه
) والظهر منع نقل الزكاة ( من بلد الوجأوب الذي فيه
المستحقون إلى بلد آخر فيه مستحقوها فتصرفا إليهم
قالوا لخبر الصحيحين صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على
فقرائهم ولمتداد أطماع أصنافا كل بلدة إلى زكاة ما فيها
من المال والنقل يوحشهم
والثاني الجواز لطلق الية وليس في الحديث دللة على
عدم النقل وإنما يدل على أنها ل تعطى لكافر كما مر
وقياسا على نقل الوصية والكفارات والنذر
وأجأاب الول عن القياس بأن الطماع ل تمتد إلى ذلك
امتدادها إلى الزكاة
تنبيه كلمه يفهم أن القولين في التحريم لكن الصح أنهما
في الجأزاء وأما التحريم فل خلفا فيه
وإطلقه يقتضي أمورا أحدها جأريان الخلفا في مسافة
القصر وما دونها وهو كذلك ولو كان النقل إلى قرية بقرب
البلد
الثاني جأريانه سواء أكان أهل السهام محصورين أم ل وهو
قضية كلم الماوردي والمام وغيرهما وخصه في الشافعي
بعدم انحصارهم فلو انحصروا حول تملكوها وتعين صرفها
إليهم وتنتقل إلى ورثتهم ولو كانوا أغنياء ومن دخل قبل
القسمة ل شيء له وهذا ظاهر كما سيأتي
الثالث أنه ل فرق بين المام وغيره وليس مرادا بل إنما هو
في المالك كما قاله الرافعي أما المام والساعي فقال في
المجموع الصح الذي تقتضيه الحاديث جأواز النقل للمام
والساعي وقال الذرعي إنه الصواب الذي دلت عليه الخبار
وسيرة الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم اه
والعبرة في نقل الزكاة المالية ببلد المال حال الوجأوب
وفي زكاة الفطر ببلد المؤدى عنه اعتبارا بسبب الوجأوب
فيهما ولن نظر المستحقين يمتد إلى ذلك فيصرفا العشر
إلى مستحقي بلد الرض التي حصل فيها العشر وزكاة
النقدين والمواشي والتجارة إلى مستحقي البلد الذي تم
فيه حولها
ويستثنى من ذلك مسائل منها ما لو كان للمالك بكل بلد
عشرون شاة فله إخراج شاة في أحد البلدين حذرا من
التشقيص بخلفا ما لو وجأب عليه في غنم كل بلد شاة فإنه
ل يجوز النقل لنتفاء التشقيص
ومنها ما لو وجأبت عليه زكاة ماله والمال ببادية ول مستحق
فيها فله نقله إلى مستحق أقرب بلد إليه
ومنها أهل الخيام غير المستقرين بموضع بأن كانوا
ينتقلون من موضع إلى آخر دائما فلهم إن لم يكن فيهم
مستحق نقل واجأبهم إلى أقرب بلد إليهم وإن استقروا
بموضع لكن قد يظعنون عنه ويعودون إليه ولم يتميز
بعضهم عن بعض في الحلل وفي المرعى وفي الماء صرفا
إلى من هو فيما دون مسافة القصر من موضع الوجأوب
لكونه في حكم الحاضر ولهذا عد مثله في المسجد الحرام
من حاضريه والصرفا إلى الظاعنين معهم أولى لشدة
جأوارحهم فإن تميز بعضهم عن بعض بما ذكر فالحلة
كالقرية في حكم النقل مع وجأود المستحق فيها فيحرم
النقل عنها
) ولو عدم الصنافا في البلد ( الذي وجأبت الزكاة فيها
وفضل عنهم شيء ) وجأب النقل ( لها إلى أقرب البلد لبلد
الوجأوب فإن نقل لبعد منها فعلى الخلفا السابق في نقل
الزكاة
) أو ( عدم ) بعضهم ( أي الصنافا غير العامل أو فضل
شيء عن بعض وجأد منهم ) وجأوزنا النقل ( مع وجأودهم
) وجأب ( نقل نصيب الصنف المعدوم إلى ذلك الصنف
بأقرب بلد
أما العامل فنصيبه يرد على الباقين كما علم مما مر ) وإل (
بأن لم نجوز النقل ) فيرد ( نصيب البعض أو ما فصل عنه
) على الباقين ( حتما إن نقص نصيبهم عن كفايتهم فل
ينقل إلى غيرهم لنحصار الستحقاق فيهم
) وقيل ينقل ( حتما إلى أقرب بلد لن استحقاق الصنافا
منصوص عليه فيقدم على رعاية المكان الثابت بالجأتهاد
وأجأاب الول بأن عدم الشيء في موضعه
____________________
) (3/118
كالعدم المطلق فإن نقل ضمن
تنبيه حيث جأاز النقل أو وجأب فمؤنته على المالك
نعم إن قبضه الساعي من المالك فمؤنة النقل من مال
الزكاة قاله الذرعي
) وشرط الساعي ( وهو العامل ) كونه حرا ( ذكرا مكلفا
) عدل ( في الشهادات كلها فل بد أن يكون سميعا بصيرا
لنه نوع ولية فكان ذلك من شرطها كغيرها من الوليات
تنبيه استغنى بذكر العدالة عن اشتراط السلم
) ففيها بأبواب الزكاة ( فيما تضمنته وليته كما قيده
الماوردي ليعلم من يأخذ وما يؤخذ
هذا إذا كان التفويض عاما
) فإن عين له أخذ ودفع ( فقط ) لم يشترط الفقه (
المذكور لنه قطع اجأتهاده بالتعيين
وأما بقية الشروط فيعتبر منها التكليف والعدالة وكذا
السلم كما اختاره في المجموع دون الحرية والذكورة
ومثل الساعي أعوان العامل من كتابه وحسابه وجأباته
ومستوفيه نبه عليه الماوردي في حاويه
ويقسم الزكاة ساع قلد القسمة أو أطلق تقييده بخلفا ما
لو قلد الخذ وحده ليس له أن يقسم
فإن كان الساعي جأائرا في أخذ الزكاة عادل في قسمها جأاز
كتمها عنه ودفعها إليه
أو كان جأائرا في القسمة عادل في الخذ وجأب كتمها عنه
فلو أعطيها طوعا أو كرها أجأزأت وإن لم يوصلها إلى
المستحقين لنه نائبهم كالمام
) وليعلم ( المام ولو بنائبه ) شهرا لخذها ( ليتهيأ أرباب
الموال لدفعها والمستحقون لخذها
ويسن كما نص عليه الشافعي والصحاب كون ذلك الشهر
المحرم لنه أول العام وهذا فيما يعتبر فيه العام فإن لم
يكن كالزرع والثمار فيبعث وقت وجأوبها وهو في الزرع عند
الشتداد وفي الثمار عند بدو الصلح قاله الجرجأاني وغيره
والشبه كما قال الذرعي أن ل يبعث في زكاة الحبوب إل
عند تصفيتها بخلفا الثمار فإنها تخرص حينئذ فإن بعث
خارصا لم يبعث الساعي إل عند جأفافها
تنبيه كلم المصنف قد يفهم أن هذا العلم واجأب والصحيح
ندبه
ويجب على المام بعث السعاة لخذ الزكاة كما في الروضة
وأصلها
تتمة يسن للمام أو نائبه تفريق الزكاة أن يكون عارفا عدد
المستحقين وقدر حاجأاتهم وأن يبدأ بإعطاء العاملين فإن
تلف المال تحت أيديهم بل تقصير فأجأرتهم من بيت المال
ويحرم على المام أو نائبه بيع شيء من الزكاة ول يصح
بيعها إل عند وقوعها في خطر كأن أشرفت على هلك أو
حاجأة مؤنة أو رد حيران فإن باع بل عذر ضمن فإن كان
المستحقون جأماعة والزكاة شاة مثل أخذوها ول تباع عليهم
ليقسم ثمنها
ويستحق العامل الزكاة بالعمل والصنافا بالقسمة
نعم إن انحصر المستحقون في ثلثة فأقل وكذا لو كانوا
أكثر ووفى بهم المال استحقوها من وقت الوجأوب فل
يضرهم حدوث غنى أو غيبة
ولو مات أحد منهم دفع نصيبه لوارثه حتى لو كان المزكي
وارثه أخذ من وقت الوجأوب فل يضرهم حدوث غني أو غيبة
ولو مات أحد منهم دفع نصيبه لوارثه حتى لو كان المزكي
وارثه أخذ من نصيبه وسقطت عنه النية لسقوط الدفع لنه
ل يدفع عن نفسه بنفسه ول يشاركهم قادم ول غائب عنهم
وقت الوجأوب
ويضمن المام إن أخر التفريق بل عذر بخلفا الوكيل
بتفريقها إذ ل يجب عليه التفريق بخلفا المام
ول يشترط معرفة المستحق قدر ما أخذه فلو دفع إليه صرة
ولم يعلم قدرها أجأزأه زكاة وإن تلفت في يده
وإن اتهم رب المال فيما يمنع وجأوب الزكاة كأن قال لم
يحل علي الحول لم يجز تحليفه وإن خالف الظاهر بما يدعيه
كأن قال أخرجأت زكاته أو نعته
ويسن للمالك إظهار إخراج الزكاة لئل يساء الظن به ولو
ظن آخر الزكاة أنه أعطى ما يستحقه غيره من الصنافا
حرم عليه الخذ وإذا أراد الخذ منها لزمه البحث عن قدرها
فيأخذ بعض الثمن بحيث يبقى ما يدفعه إلى اثنين من صنفه
ول أثر لما دون غلبة الظن
ولو أخر تفريق الزكاة إلى العام الثاني فمن كان فقيرا أو
مسكينا أو غارما أو مكاتبا من عامه إلى العام الثاني خصوا
بزكاة الماضي وشاركوا غيرهم في العام الثاني فيعطون
من زكاة العامين ومن كان غارما أو ابن سبيل أو مؤلفا لم
يخصوا بشيء
ووجأهه أن هؤلء لما يستقبل بخلفا هؤلء
) ويسن وسم نعم الصدقة والفيء ( والجزية لتتميز عن
غيرها ويردها واجأدها لو شردت أو ضلت وليعرفها المتصدق
فل يتملكها بعد لنه
____________________
) (3/119
يكره له كما سيأتي والصل في ذلك التباع في نعم الصدقة
والقياس في غيرها
أما نعم غير الزكاة والفيء فوسمه مباح ل مندوب ول
مكروه قاله في المجموع
وكالنعم الخيل والبغال والحمير والفيلة
والوسم بالمهملة التأثير بالكي وغيره وجأوز بعضهم
العجام حكاه المصنف في شرح مسلم وبعضهم فرق فجعل
المهملة للوجأه والمعجمة لسائر الجسد
ويكتب على نعم الزكاة ما يميزها عن غيرها فيكتب عليها
زكاة أو صدقة أو طهرة أولله وهو أبرك وأولى اق
تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة
مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج
محمد الخطيب الشربيني
سنة الولدة /سنة الوفاة
تحقيق
الناشر دار الفكر
سنة النشر
مكان النشر بيروت
عدد الجأزاء 4
السبيل ( أي الطريق ) منشىء سفر ( مباح من محل الزكاة
سواء أكان بلده أو مقيما فيه ) أو مجتاز ( به في سفره
واحدا كان أو أكثر ذكرا أو غيره سمي بذلك لملزمته السبيل
وهي الطريق
وإنما أفرده المصنف مع أنه يصدق على ما ذكر تأسيا
بالكتاب العزيز فإنه لم يرد فيه إل منفردا وهو حقيقة في
المجتاز مجاز في المنشىء
وإعطاء الثاني بالجأماع والول بالقياس عليه ولن مريد
السفر محتاج إلى أسبابه
وخالف في ذلك أبو حنفية ومالك رضي الله تعالى عنهما
) وشرطه ( في العطاء ل في التسمية ) الحاجأة ( بأن ل
يجد ما يكفيه غير الصدقة وإن كان له مال في مكان آخر أو
كان كسوبا أو كان سفره لنزهة ) وعدم المعصية ( بسفره
سواء أكان طاعة كسفر حج وزيارة أو مباحا كسفر تجارة أو
مكروها كسفر منفرد لعموم الية بخلفا سفر المعصية ل
يعطى فيه قبل التوبة
وألحق به المام السفر ل لقصد صحيح كسفر البهائم
ولو كان له مال غائب ووجأد من يقرضه نقل في المجموع
عن ابن كج أنه يعطى وأقره وهو المعتمد وقيل لم يعطى
كما نص عليه في البويطي ورد بأن النص ليس في الزكاة
وإنما هو في الفيء
) وشرط آخذ الزكاة ( أي من يدفع إليه منها ) من هذه
الصنافا الثمانية السلم ( فل تدفع لكافر بالجأماع فيما
عدا زكاة الفطر وباتفاق أكثر الئمة فيها ولعموم قوله
صلى الله عليه وسلم تؤخذ الصدقة من أغنيائهم فترد إلى
فقرائهم رواه الشيخان
نعم الكيال والوزان والحافظ والحمال ويجوز كونهم كفارا
مستأجأرين من سهم العامل لن ذلك أجأرة ل زكاة
ول يجوز أن يكون الكافر عامل في الزكاة لنا إن قلنا صدقة
فل حق له في الصدقة المفروضة وإن قلنا أجأرة فل ينصب
فيها لعدم أمانته كما يجوز أن يستعمل على مال يتيم أو
وقف
) و ( شرط آخذ الزكاة أيضا ) أن ل يكون هاشميا ول مطلبيا
( ولو انقطع عنهم خمس الخمس لخلو بيت المال من
الفيء والغنيمة أو لستيلء الظلمة عليهما
وكذا يحرم عليهما الخذ من المال المنذور صدقة كما
اعتمده شيخي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم إن هذه
الصدقات ل تحل لمحمد ول لل محمد رواه مسلم وقال ل
أحل لكم أهل البيت من الصدقات شيئا ول غسالة اليدي إن
لكم في خمس الخمس ما يكفيكم أو يغنيكم أي بل يغنيكم
رواه الطبراني
نعم لو استعملهم المام في الحفظ أو النقل فله أجأرته كما
في المجموع عن صاحب البيان وجأزم به ابن الصباغ وغيره
فإن قيل هذا إما ضعيف أو مبني على أن يعطاه العامل
أجأرة ل زكاة والصحيح كما قال ابن الرفعة أنه زكاة
أجأيب بأن محل ذلك إذا استؤجأروا للنقل ونحوه كما في
العبد والكافر يعملن فيهما بالجأرة
) وكذا مولهم ( أي عتقاء بني هاشم وبني المطلب ل يحل
لهم أخذ الزكاة ) في الصح ( لخبر مولى القوم منهم رواه
الترمذي وغيره وصححوه
والثاني يحل لهم أخذها لن المنع للشرفا في ذوي القربى
وهو مفقود في مولهم
وجأرى على هذا في التنبيه وقال إن الول ليس بشيء وهو
قوي بدليل عدم كفاءتهم لمولهم في النكاح وعدم
استحقاقهم خمس الخمس
وادعى القاضي حسين أن المذهب أن مولهم ل يلحق بهم
ومع هذا فالمشهور في المذهب هو الول
تنبيه كلم المصنف يوهم حصر الشروط فيما ذكره وليس
مرادا فمنها الحرية فيما عدا المكاتب فل يجوز دفع الزكاة
إلى مبعض ولو في نوبة نفسه خلفا لبن القطان
ومنها أن يكون من بلد الزكاة على ما سيأتي على نقل
الزكاة ومنها أن ل يكون ممن تلزمه نفقته نعم تستثنى
الزوجأة إن كانت غارمة كما ذكره صاحب الخصال
ولو كان لشخص أب قوي صحيح فقير ل يجب عليه نفقته
هل يجوز أن يدفع إليه من زكاته من سهم الفقراء أو ل
أفتى ابن يونس عماد الدين بالثاني وأخوه كمال الدين
بالول
قال ابن شهبة وهو ظاهر إذ ل وجأه للمنع
وأفتى المصنف فيمن بلغ تارك الصلة كسل واستمر على
ذلك أنه ل يجوز دفع الزكاة له بل يقبضها له وليه لسفهه
وإن بلغ مصليا رشيدا ثم طرأ ترك الصلة ولم يحجر عليه
جأاز دفعها له وصح قبضه بنفسه
وأفتى ابن البرزي بجواز دفعها إلى فاسق إل أن يكون
المدفوع إليه يعنيه على المعصية فيحرم إعطاؤه
وقال المروزي ل يجوز قبض الزكاة من أعمى ول دفعها له
بل يوكل فيها لن التمليك شرط فيه
قال ابن الصلح
وفساد هذا ظاهر وعمل الناس على خلفه وهو كما قال
ويؤيد الجواز ما
____________________
) (3/112
صححه في الروضة من السقوط فيما إذا دفع زكاته
لمسكين وهو غير المدفوع جأنسا وقدرا بأن كانت في كاغد
ونحوه
فصل في بيان ما يقتضي صرفا الزكاة لمستحقها وما
يأخذه منها كل ) من طلب زكاة وعلم المام ( أو منصوبه
لتفرقتها ) استحقاقه ( لها ) أو عدمه عمل بعلمه ( في ذلك
فيعطي من علم استحقاقه لها ويمنع من علم عدم
استحقاقه بل يحرم عليه حينئذ الصرفا له ويجب عليه منعه
قال الرافعي ولم يخرجأوه على القضاء بالعلم أي لم يجروا
فيه الخلفا المذكور فيه بل جأزموا به وفرق في المجموع
بأن الزكاة مبنية على الرفق والمساهلة وليس فيها إضرار
بالغير بخلفا القضاء بالعلم
تنبيه قوله من طلب ليس بقيد بل لو أراد المام تفرقتها بل
طلب كان الحكم كذلك وكذا قوله وعلم المام فلو فرقها
المالك بنفسه أو بوكيله كان الحكم كذلك
) وإل ( أي وإن لم يعلم الدافع استحقاق المريد الدفع إليه
ول عدمه ) فإن ادعى ( مريد الخذ ) فقرا أو مسكنة لم
يكلف بينة ( يقيمها على ذلك لعسرها ولم يحلف في الصح
إن اتهم فإن لم يتهم لم يحلف جأزما لنه صلى الله عليه
وسلم أعطى اللذين سأله الصدقة بعد أن أعلمهما أنه لحظ
فيها لغني ولم يطالبهما بيمين
وإن ادعى عدم الكسب وحاله يشهد بصدقه كأن كان زمنا أو
شيخا كبيرا فإنه يصدق بل بينة ول يمين وكذا يصدق إن كان
قويا جألدا في الصح
) فإن عرفا له ( أي من طلب زكاة ) مال ( يمنع من صرفا
الزكاة إليه ) وادعى تلفه كلف ( بينة على تلفه وهي رجألن
أو رجأل وامرأتان لسهولتها ولن الصل بقاؤه
قال الرافعي ولم يفرقوا بين أن يدعي تلفه بسبب ظاهر أو
خفي كالوديع
قال المحب الطبري والظاهر التفرقة كالوديعة اه
وهذا هو المعتمد وإن فرق ابن الرفعة بينهما بأن الصل
هناك عدم الضمان وهنا عدم الستحقاق فإن هذا يؤدي إلى
عدم أخذ من ادعى ذلك بالكلية فإنه ل يصدق ول يمكنه إقامة
البينة وفي هذا حرج عظيم وقد قال تعالى } وما جأعل
عليكم في الدين من حرج {
تنبيه أطلق في زيادة الروضة في قسم الفيء أن من ادعى
أنه مسكين أو ابن سبيل قبل بل بينة وهو محمول على هذا
التفصيل المذكور
) وكذا إن ادعى ( من طلب زكاة ) عيال ( له ل يفي كسبه
بكفايتهم كلف البينة على العيال ) في الصح ( لن الصل
عدمهم ولسهولة إقامة البينة على ذلك والمراد بهم من
تلزمه نفقتهم
قال شيخنا وقول السبكي نفقتها وكذا من لم تلزمه ممن
تقضي المروءة بقيامه بنفقتهم ممن يمكن صرفا الزكاة
إليه من قريب وغيره بعيد
) ويعطى غاز ( جأاء وقت خروجأه كما في الروضة وأصلها
) وابن السبيل ( كذلك قياسا عليه ) بقولهما ( بل بينة ول
يمين على الصح لنه لمر مستقبل
) فإن لم يخرجأا ( مع الرفقة وإن تأهبا للغزو والسفر
) استرد ( منهما ما أخذاه لن صفة الستحقاق لم تحصل
ولم يتعرض الجمهور للقدر الذي يحتمل تأخيره وقدره
السرخسي بثلثة أيام
قال الرافعي ويشبه أنها تقريب أي فيحتمل تأخير الخروج
لنتظار الرفقة وتحصيل الهبة ونحوهما
قال الرافعي ولو مات الغازي في الطريق أو امتنع من
الغزو استرد منه ما بقي وهو يدل على أنه ل يسترد جأميع ما
أخذه وهذا كما قال ابن الرفعة ظاهر في حالة موته دون
امتناعه
تنبيه مقتضى عبارة المصنف أن الغازي وابن السبيل إذا
خرجأا ورجأعا وفضل شيء لم يسترد منهما وليس على
إطلقه بل يسترد من ابن السبيل مطلقا
وأما الغازي فإن غزا ورجأع وبقي معه شيء صالح ولم يقتر
والباقي على نفسه استرد منه ذلك فقط لنا تبينا أن
المعطي فرق حاجأته فإن قتر على نفسه أو لم يقتر
والباقي لم يسترد منه شيء
ول يختص السترداد بهما بل إذا أعطي المكاتب ثم استغنى
عما أعطيناه بتبرع السيد بإعتاقه أو إبرائه عن النجوم
استرد ما قبضه على
____________________
) (3/113
الصح لن المقصود حصول العتق بالمال المدفوع إليه ولم
يحصل
قال في البيان ولو سلم بعض المال لسيده فأعتقه
فمقتضى المذهب أنه ل يسترد منه لحتمال أنه إنما أعتقه
بالمقبوض
قال في المجموع وما قاله متعين
قال الرافعي ويجري الخلفا في الغارم إذا استغنى عما
أخذه بإبراء أو نحوه
) ويطالب عامل ومكاتب وغارم ببينة ( بالعمل والكتابة
والغرم لسهولتها ول بد أيضا أن يقيم المكاتب بينة بما بقي
عليه من النجوم كما قاله الماوردي
قال السبكي العامل ومطالبة بالبينة محلها إذا أتى لرب
المال وطالب وجأهل حاله أما المام فإنه يعلم حاله فإنه
الذي يبعثه فل نتأتى البينة فيه
قال الذرعي وقد يتصور فيما إذا فوض إليه المام التفرقة
ثم جأاء وادعى القبض والتفرقة وطلب أجأرته من المصالح
واستثنى ابن الرفعة تبعا لجماعة من الغرم ما إذا غرمه
لصلح ذات البين لشهرة أمره
وقال صاحب البيان إنه ل بد من البينة وهو قضية كلم
الحياء
قال الذرعي ولعل هذا فيمن لم يستفض غرمه لذلك ويرجأع
الكلم إلى أنه إن اشتهر لم يحتج إلى البينة وإل احتاج
كالغارم لمصلحته وهذا جأمع بين الكلمين وهو حسن
) وهي ( أي البينة هنا وفيما مر ) إخبار عدلين ( بصفة
الشهود ول يعتبر لفظ الشهادة كما استحسنه الرافعي في
الشرح الصغير
تنبيه أشعر تعبير المصنف ب إخبار أنه ل يحتاج لدعوى عند
قاض وإنكار واستشهاد وهو كذلك بناء على قبول
الستفاضة المذكورة في قوله ) ويغني عنها ( البينة في
كل مطالبة بها من الصنافا كما قاله الرافعي ) الستفاضة
( بين الناس لحصول غلبة الظن بها وسيأتي في الشهادات
إن شاء الله تعالى إن شرطها التسامح من جأمع يؤمن
تواطؤهم على الكذب
) وكذا تصديق رب الدين ( في الغارم ) و ( تصديق ) السيد (
في المكاتب يعنى عن البينة في كل منهما ) في الصح (
لظهور الحق بالقرار والتصديق
والثاني ل لحتمال التواطؤ
ورد بأنه يراعى المكاتب فإن عتق وإل استرجأع منه والغارم
فإن وفى وإل استرجأع منه
تنبيه سكت المصنف رحمه الله تعالى عن المؤلفة وحكمهم
أن من قال نيتي في السلم ضعيفة أنه يصدق بل يمين لن
كلمه يصدقه وأن من ادعى الشرفا بأن قال أنا شريف
مطاع في قومي أو الكفاية بأن قال أنا أكفيكم شر من
يليني من الكفار أو مانعي الزكاة أنه ل بد من إقامة البينة
على ذلك
واعلم أن الكلم من أول الفصل إلى هنا في الصفات
المقتضية للستحقاق من الصنافا الثمانية ومن هنا إلى
آخره في كيفية الصرفا وقدره وقد شرع في ذلك فقال
) ويعطى الفقير والمسكين ( أي كل منهما إن لم يحسن
كسبا بحرفة ول تجارة ) كفاية سنة ( لن الزكاة تتكرر كل
سنة فتحصل بها الكفاية سنة وأيد بما في الصحيح أنه صلى
الله عليه وسلم كان يدخر لهله كفاية سنة ) قلت الصح
المنصوص ( في الم ) و ( هو ) قول الجمهور ( أيضا يعطى
كل منهما ) كفاية العمر الغالب ( لن به تحصل الكفاية على
الدوام
وفسر الكفاية بقوله ) فيشتري به عقارا يستغله (
ويستغني به عن الزكاة فليس المراد أن يدفع له كفاية
عمره دفعة ) والله أعلم ( فإن وصل إلى العمر الغالب ماذا
يدفع له لم أر من ذكره وقد سألت شيخي عن ذلك فقال
يعطى كفاية سنة وهو ظاهر
تنبيه لم يعلم من كلم المصنف من يشتري العقار قال
الزركشي وينبغي أن يكون المام ثم قال ويشبه أن يكون
كالغازي إن شاء اشتري له وإن شاء دفع له وأذن له في
الشراء اه
وهذا هو الظاهر
أما من يحسن الكسب بحرفة فيعطى ما يشتري به آلتها
قلت قيمتها أو كثرت
قال الزركشي تفقها ولو اجأتمع في واحد حرفا أعطي
بأقلها فإن لم تف بحاله تمم له ما يكفيه اه
والوجأه كما قال شيخنا أنه يعطى بالحرفة التي تكفيه أو
بتجارة فيعطى ما يشترى به ما يحسن التجارة فيه ما يفي
ربحه بكفايته غالبا
قال الرافعي وأوضحوه بالمثال فقالوا البقلي يكفيه خمسة
دراهم
والباقلني عشرة والفاكهاني عشرون والخباز خمسون
والبقال مائة والعطار ألف والبزاز ألفان والصيرفي
____________________
) (3/114
خمسة آلفا والجوهري عشرة آلفا
وظاهر كما قال شيخنا أن ذلك على التقريب فلو زاد على
كفايتهم أو نقص عنها نقص أو زيد ما يليق بالحال
تنبيه البقلي بموحدة هو من يبيع البقول والباقلني من يبيع
الباقلء والبقال بموحدة الفامي وهو من يبيع الحبوب قيل
والزيت
قال الزركشي ومن جأعله بالنون فقد صحفه فإن ذلك
يسمى النقلي ل النقال اه
وسكت المصنف وغيره عن أقل ما يدفع من الزكاة وفي
الودائع ولبن سريج أقله أي من جأهة الولوية للمالك إذا لم
ينحصر المستحقون أو انحصروا ولم يف بهم المال نصف
درهم وأكثره ما يخرجأه من حال الفقر إلى الغنى
) و ( يعطى ) المكاتب ( كتابة صحيحة ) والغارم ( أي كل
منهما ) قدر دينه ( فقط وإن كان معهما البعض أعطيا
التتمة فقط لن كان الدفع لهما للحاجأة
نعم الغارم لذات البين يعطى قدر دينه مطلقا كما علم مما
مر
تنبيه كان الولى للمصنف تثنية الضمير كما في المحرر أو
يعطف الغارم ب أو
) و ( يعطى ) ابن السبيل ما ( أي شيئا إذا حان وقت خروجأه
يكفيه لنفقته وكسوته بحسب الحال صيفا وشتاء بحيث
) يوصله ( ذلك ) مقصده ( بكسر الصاد إن لم يكن له في
طريقه إليه
مال
) أو ( يعطى ما يوصله ) موضع ماله ( إن كان له مال في
طريقه فإن كان معه بعض ما يكفيه كمل له كفايته ذهابا
وكذا رجأوعا إن كان عازما على الرجأوع وليس له في مقصده
ول طريقه ما يكفيه ول يعطى لمدة القامة إل إقامة مدة
المسافرين كما في الروضة وهذا شامل لما إذا قام لحاجأة
يتوقعها كل وقت فيعطى لثمانية عشر يوما وهو المعتمد
وإن خالف في ذلك بعض المتأخرين
) و ( يعطى ) الغازي ( إذا حان وقت خروجأه ) قدر حاجأته (
في غزوه ) نفقة وكسوة ( لنفسه وكذا لعياله كما صرح به
الفارقي وابن أبي عصرون في النفقة وقال الرافعي ليس
ببعيد وقياسا في الكسوة ) ذاهبا وراجأعا ومقيما هناك ( في
موضع الغزو إلى الفتح وإن طالت القامة لن اسمه ل يزول
بذلك بخلفا ابن السبيل
تنبيه سكتوا عن قدر المعطى لقامته مع أنه ل يعرفا في
البتداء مدة مقامه
قال الذرعي ويحتمل إعطاؤه لقل مدة يظن إقامته هناك
وإن زادت المدة زيد بحسبها لكن قد يجره ذلك إلى نقل
الزكاة إلى دار الحرب وصرفها هناك وقد يغتفر هذا للحاجأة
اه
وهذا هو الظاهر
) و ( يعطى ) فرسا ( أي قيمتها إن كان يقاتل فارسا
) وسلحا ( أي قيمته للحاجأة إليه ) ويصير ذلك ( أي الفرس
والسلح ) ملكا له ( فل يسترد منه إذا رجأع كما صرح به
الفارقي
تنبيه قد علم مما تقرر أنه ليس للمالك أن يعطيه الفرس
والسلح لمتناع البدال في الزكاة وأما المام فله أن
يشتري له ذلك ويعطيه له وله أن يشتري من هذا السهم
خيل وسلحا ويوقفها في سبيل الله تعالى وله أن يستأجأر
له وأن يعيره مما اشتراه ووقفه
ويتعين أحدهما إن قل المال وإذا انقضت المدة استرد منه
الموقوفا والمستأجأر والمعار
) ويهيأ له ( أي للغازي ) ولبن السبيل ( أي لكل منهما
) مركوب ( غير الذي يقاتل عليه الغازي بإجأارة أو إعارة ل
تمليك بقرينة ما يأتي
هذا ) إن كان السفر طويل أو كان ( السفر قصيرا أو كان
كل منهما ) ضعيفا ل يطيق المشي ( دفعا لضرورته فإن
كان قصيرا وهو قوي فل
تنبيه قضية كلمه كالمحرر أن المركوب غير الفرس الذي
يقاتل عليه كما قررته
قال الذرعي ولم يذكروا في الشرح والروضة في الغازي
غير الفرس وذكرا تهيئة المركوب لبن السبيل فقط ولم
يحضرني في ذلك تصريح للصحاب بل قضية كلم كثير منهم
أن مركوبه هو الفرس الذي يعطاه قال وقد يوجأه ما في
الكتاب بتوفير الخيل إلى وقت الحرب إذ لو ركبوها من دارنا
إلى دار الحرب ربما كلت وعجزت عن الكر والفر حال
المطاردة والقتال لسيما إذا بعد
____________________
) (3/115
المغزى اه
وما وجأه به هو المراد وهو ظاهر
) و ( يهيأ لهما ) ما ( أي مركوب ) ينقل عليه ( كل منهما
) الزاد ومتاعه ( لحاجأته إليه ) إل أن يكون ( متاعه ) قدرا
يعتاد مثله حمله بنفسه ( فل لنتفاء الحاجأة
تنبيه أفهم سياق كلم المصنف استرداد المركوب وما ينقل
عليه الزاد والمتاع إذا رجأعا وهو كذلك
وقضية إطلقه التهيئة لبن السبيل ولو كان سفره للنزهة
قال الزركشي وهو بعيد والمتجه منع صرفا الزكاة فيما ل
ضرورة إليه اه
وينبغي حمل هذا على ما إذا كانت النزهة هي الحاملة له
على السفر
وسكت المصنف عن إعطاء المؤلفة والعامل أما المؤلفة
فيعطيهم المام بحسب ما يراه أو المالك إن فرق على
قولنا إنه يعطي المؤلفة وهو الراجأح وأما العامل فيستحق
من الزكاة أجأرة مثل ما عمله فإن شاء بعثه المام بل شرط
ثم أعطاه إياه وإن شاء سماها له إجأارة أو جأعالة ثم أداه من
الزكاة فإن أداها المالك قبل قدوم العامل أو حملها إلى
المام أو نائبه فل شيء له
وليس للمام أن يستأجأره بأكثر من أجأرة مثله فإن زاد عليها
بطلت الجأارة لتصرفه بغير المصلحة والزائد من سهم
العامل على أجأرته يرجأع للصنافا وإن نقص سهمه عنها
كمل قدرها من الزكاة ثم قسم الباقي وإن رأى المام أن
يجعل أجأرة العامل من بيت المال إجأارة أو جأعالة جأاز وبطل
سهمه فتقسم الزكاة على بقية الصنافا كما لو لم يكن
عامل
فرع قال الدارمي إنما يجوز أن يعطى العامل إذا لم يوجأد
متطوع نقله الذرعي عنه وأقره وهو يقتضي أن من عمل
متبرعا ل يستحق شيئا على القاعدة وهو ما جأزم به ابن
الرفعة ورده السبكي بأن هذا فرضه الله تعالى لمن عمل
كالغنيمة يستحقها المجاهد وإن لم يقصد إل إعلء كلمة الله
تعالى فإذا عمل على أن ل يأخذ شيئا استحق وإسقاطه بعد
العمل لما ملكه به ل يصح إل بما ينقل الملك من هبة أو
نحوها وليس كمن عمل لغيره عمل بقصد التبرع حتى يقال
إن القاعدة أنه ل يستحق لن ذلك فيما يحتاج إلى شرط من
المخلوق وهذا من الله تعالى كالميراث والغنيمة والفيء
) ومن فيه صفتا استحقاق ( للزكاة كالفقر والغرم ولو كان
عامل فقيرا ) يعطى بإحداهما فقط في الظهر ( لن
العطف في الية يقتضي التغاير
والثاني يعطى بها لتصافه بهما
تنبيه محل الخلفا إذا كان من زكاة واحدة أما إذا كان أخذ
من زكاة بصفة ومن أخرى بصفة أخرى فهو جأائز
ولو أخذ فقير غارم مع الغارمين نصيبه من سهمهم فأعطاه
غريمه أعطي مع الفقراء نصيبه من سهمهم لنه الن
محتاج كما نقله في الروضة عن الشيخ نصر وأقره
قال الزركشي فالمراد امتناع أخذه بهما دفعه أي أو مرتبا
ولم يتصرفا فيما أخذه أول كما قاله شيخنا
أما من فيه صفتا استحقاق للفيء أي وإحداهما الغزو كغاز
هاشمي فيعطى بهما
4فصل في حكم استيعاب الصنافا والتسوية بينهم وما
يتبعها ) يجب استيعاب ( أي تعميم ) الصنافا ( الثمانية
بالزكاة حتى زكاة الفطر ) إن ( أمكن بأن ) قسم المام ( أو
نائبه ) وهناك عامل ( مع بقية الصنافا ولم يجعل له المام
شيئا من بيت المال ولو قسم العامل كان الحكم كذلك
فيعزل حقه ثم يفرق الباقي على سبعة
وإنما وجأب التعميم لظاهر الية
ولقوله صلى الله عليه وسلم لسائلة الزكاة إن الله لم يرض
بحكم نبي ول غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها فجزأها
ثمانية أجأزاء فإن كنت من تلك الجأزاء أعطيتك حقك رواه
أبو داود
فإن شقت القسمة في زكاة الفطر جأمع جأماعة فطرتهم
ثم قسموها على سبعة
واختار جأماعة من أصحابنا منهم الصطخري جأواز صرفها
إلى ثلثة من المستحقين واختاره السبكي
وحكى الرافعي عن اختيار صاحب التنبيه جأواز صرفها إلى
واحد قال في البحر وأنا أفتي به
قال الذرعي وعليه العمل في العصار والمصار وهو
المختار والحوط دفعها إلى ثلثة
____________________
) (3/116
قال والقول بوجأوب استيعاب الصنافا وإن كان ظاهر
المذهب بعيد لن الجماعة ل يلزمهم خلط فطرتهم والصاع
ل يمكن تفرقته على ثلثة من كل صنف في العادة
) وإل ( بأن قسم المالك أو المام ول عامل بأن حمل كل
من أصحاب الموال زكاته إلى المام أو استأجأر المام عامل
من بيت المال ) فالقسمة ( حينئذ ) على سبعة ( لسقوط
سهم العامل فيدفع لكل صنف منهم سبع الزكاة قل عده أو
كثر
) فإن فقد بعضهم ( من البلد وغيره ) فعلى الموجأودين (
منهم إذ المعدوم ل سهم له
قال ابن الصلح والموجأود الن أربعة فقير ومسكين وغارم
وابن سبيل
وقال ابن كج سمعت القاضي أبا حامد يقول أنا أفرق زكاة
مالي على الفقراء والمساكين لني ل أجأد غيرهم
ولعل هذا كان في زمنهم وأما في زماننا فلم نفقد إل
المكاتبين لكن جأاء في الخبر أن في آخر الزمان يطوفا
الرجأل بصدقته فل يجد من يقبلها
تنبيه شمل إطلق المصنف فقد البعض صورتين إحداهما
فقد صنف بكماله كالمكاتبين والثانية فقد بعض صنف بأن ل
يجد منه إل واحدا أو اثنين وفي زيادة الروضة أنه يصرفا
باقي السهم إليه إن كان مستحقا ول ينقل لبلد آخر فإن لم
يوجأد أحد منهم في بلد الزكاة ول غيرها حفظت الزكاة حتى
يوجأدوا أو بعضهم فإن وجأدوا وامتنعوا من أخذها قاتلهم
المام على ذلك كما قاله سليم في المجرد لن أخذها فرض
كفاية ول يصح إبراء المستحقين المحصورين المالك من
الزكاة وإن وجأدوا في غير بلد الزكاة فسيأتي حكمه في
نقل الزكاة
) وإذا قسم المام ( أو نائبه المفروض إليه الصرفا
) استوعب ( وجأوبا ) من الزكوات الحاصلة عنده آحاد كل
صنف ( لنه ل يتعذر عليه الستيعاب ول يجب عليه أن
يستوعب في زكاة كل شخص جأميع الصنافا بل له أن
يعطى زكاة شخص بكمالها لواحد وأن يخص واحدا بنوع
وآخر بغيره لن الزكوات كلها في يده كالزكاة الواحدة
تنبيه محل وجأوب الستيعاب كما قال الزركشي إذا لم يقل
المال فإن قل بأن كان قدرا لو وزعه عليهم لم يسد لم
يلزمه الستيعاب للضرورة بل يقدم الحوج فالحوج أخذا
من نظيره في الفيء
) وكذا يستوعب ( وجأوبا المالك آحاد كل صنف ) إن انحصر
المستحقون في البلد ( بأن سهل عادة ضبطهم ومعرفة
عددهم وسيأتي بيان ضابط العدد المحصور في باب ما يحرم
من النكاح إن شاء الله تعالى
) ووفى بهم ( أي بحاجأتهم ) المال ( ويجب التسوية بينهم
حينئذ فإن أخل أحدهما بصنف ضمن ما كان يعطيه له ابتداء
لكن المام إنما يضمن من مال الصدقات ل من ماله بخلفا
المالك قاله الماوردي
) وإل ( أي وإن لم ينحصروا أو انحصروا ولم يف المال
بحاجأتهم ) فيجب ( في غير العامل ) إعطاء ثلثة ( فأكثر
من كل صنف لن الله تعالى أضافا إليهم الزكوات بلفظ
الجمع وأقله ثلثة فلو دفع لثنين غرم للثالث أقل متمول
على الصح في المجموع لنه لو أعطاه ابتداء خرج عن
العهدة فهو القدر الذي فرط فيه وقيل يغرم له الثلث
أما العامل فيجوز أن يكون واحدا إن حصلت به الكفاية
) وتجب التسوية بين الصنافا ( سواء أقسم المام أو
المالك وإن كانت حاجأة بعضهم أشد لنحصارهم ولن الله
تعالى جأمع بينهم بواو التشريك فاقتضى أن يكونوا سواء
تنبيه يستثنى من ذلك صورتان الولى العامل فإنه ل يزاد
على أجأرته كما مر
الثانية الفاضل نصيبه عن كفايته فإنه يعطى قدر كفايته
فقط
و ) ل ( يجب على المالك التسوية ) بين آحاد الصنف ( لن
الحاجأات متفاوتة غير منضبطة فاكتفي بصدق السم بل
يستحب عند تساوي حاجأاتهم
فإن تفاوتت استحب التفاوت بقدرها بخلفا الوصية لفقراء
بلد فإنه يجب التسوية بينهم لن الحق فيها لهم على
التعيين حتى لو لم يكن ثم فقير بطلت الوصية
وهذا لم يثبت الحق لهم على التعيين وإنما تعينوا لفقد
غيرهم ولهذا لو لم يكن في البلد مستحق ل تسقط الزكاة
بل ينقل
____________________
) (3/117
إلى بلد آخر
) إل أن يقسم المام فيحرم عليه التفضيل مع تساوي
الحاجأات ( لن عليه التعميم فكذا التسوية ولنه نائبهم فل
يفاوت بينهم عند تساوي حاجأاتهم بخلفا المالك فيهما
وهذا ما جأرى عليه الرافعي في شرحية عن التتمة لكنه قال
في الروضة قلت ما في التتمة وإن كان قويا في الدليل
فهو خلفا مقتضى إطلق الجمهور استحباب التسوية
وعليه جأرى ابن المقري في روضه والمعتمد ما في الكتاب
وخرج بقوله مع تساوي الحاجأات ما لو اختلفت فيراعيها
وإذا لم يجب الستيعاب يجوز الدفع للمستوطنين والغرباء
ولكن المستوطنون أولى لنهم جأيرانه
) والظهر منع نقل الزكاة ( من بلد الوجأوب الذي فيه
المستحقون إلى بلد آخر فيه مستحقوها فتصرفا إليهم
قالوا لخبر الصحيحين صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على
فقرائهم ولمتداد أطماع أصنافا كل بلدة إلى زكاة ما فيها
من المال والنقل يوحشهم
والثاني الجواز لطلق الية وليس في الحديث دللة على
عدم النقل وإنما يدل على أنها ل تعطى لكافر كما مر
وقياسا على نقل الوصية والكفارات والنذر
وأجأاب الول عن القياس بأن الطماع ل تمتد إلى ذلك
امتدادها إلى الزكاة
تنبيه كلمه يفهم أن القولين في التحريم لكن الصح أنهما
في الجأزاء وأما التحريم فل خلفا فيه
وإطلقه يقتضي أمورا أحدها جأريان الخلفا في مسافة
القصر وما دونها وهو كذلك ولو كان النقل إلى قرية بقرب
البلد
الثاني جأريانه سواء أكان أهل السهام محصورين أم ل وهو
قضية كلم الماوردي والمام وغيرهما وخصه في الشافعي
بعدم انحصارهم فلو انحصروا حول تملكوها وتعين صرفها
إليهم وتنتقل إلى ورثتهم ولو كانوا أغنياء ومن دخل قبل
القسمة ل شيء له وهذا ظاهر كما سيأتي
الثالث أنه ل فرق بين المام وغيره وليس مرادا بل إنما هو
في المالك كما قاله الرافعي أما المام والساعي فقال في
المجموع الصح الذي تقتضيه الحاديث جأواز النقل للمام
والساعي وقال الذرعي إنه الصواب الذي دلت عليه الخبار
وسيرة الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم اه
والعبرة في نقل الزكاة المالية ببلد المال حال الوجأوب
وفي زكاة الفطر ببلد المؤدى عنه اعتبارا بسبب الوجأوب
فيهما ولن نظر المستحقين يمتد إلى ذلك فيصرفا العشر
إلى مستحقي بلد الرض التي حصل فيها العشر وزكاة
النقدين والمواشي والتجارة إلى مستحقي البلد الذي تم
فيه حولها
ويستثنى من ذلك مسائل منها ما لو كان للمالك بكل بلد
عشرون شاة فله إخراج شاة في أحد البلدين حذرا من
التشقيص بخلفا ما لو وجأب عليه في غنم كل بلد شاة فإنه
ل يجوز النقل لنتفاء التشقيص
ومنها ما لو وجأبت عليه زكاة ماله والمال ببادية ول مستحق
فيها فله نقله إلى مستحق أقرب بلد إليه
ومنها أهل الخيام غير المستقرين بموضع بأن كانوا
ينتقلون من موضع إلى آخر دائما فلهم إن لم يكن فيهم
مستحق نقل واجأبهم إلى أقرب بلد إليهم وإن استقروا
بموضع لكن قد يظعنون عنه ويعودون إليه ولم يتميز
بعضهم عن بعض في الحلل وفي المرعى وفي الماء صرفا
إلى من هو فيما دون مسافة القصر من موضع الوجأوب
لكونه في حكم الحاضر ولهذا عد مثله في المسجد الحرام
من حاضريه والصرفا إلى الظاعنين معهم أولى لشدة
جأوارحهم فإن تميز بعضهم عن بعض بما ذكر فالحلة
كالقرية في حكم النقل مع وجأود المستحق فيها فيحرم
النقل عنها
) ولو عدم الصنافا في البلد ( الذي وجأبت الزكاة فيها
وفضل عنهم شيء ) وجأب النقل ( لها إلى أقرب البلد لبلد
الوجأوب فإن نقل لبعد منها فعلى الخلفا السابق في نقل
الزكاة
) أو ( عدم ) بعضهم ( أي الصنافا غير العامل أو فضل
شيء عن بعض وجأد منهم ) وجأوزنا النقل ( مع وجأودهم
) وجأب ( نقل نصيب الصنف المعدوم إلى ذلك الصنف
بأقرب بلد
أما العامل فنصيبه يرد على الباقين كما علم مما مر ) وإل (
بأن لم نجوز النقل ) فيرد ( نصيب البعض أو ما فصل عنه
) على الباقين ( حتما إن نقص نصيبهم عن كفايتهم فل
ينقل إلى غيرهم لنحصار الستحقاق فيهم
) وقيل ينقل ( حتما إلى أقرب بلد لن استحقاق الصنافا
منصوص عليه فيقدم على رعاية المكان الثابت بالجأتهاد
وأجأاب الول بأن عدم الشيء في موضعه
____________________
) (3/118
كالعدم المطلق فإن نقل ضمن
تنبيه حيث جأاز النقل أو وجأب فمؤنته على المالك
نعم إن قبضه الساعي من المالك فمؤنة النقل من مال
الزكاة قاله الذرعي
) وشرط الساعي ( وهو العامل ) كونه حرا ( ذكرا مكلفا
) عدل ( في الشهادات كلها فل بد أن يكون سميعا بصيرا
لنه نوع ولية فكان ذلك من شرطها كغيرها من الوليات
تنبيه استغنى بذكر العدالة عن اشتراط السلم
) ففيها بأبواب الزكاة ( فيما تضمنته وليته كما قيده
الماوردي ليعلم من يأخذ وما يؤخذ
هذا إذا كان التفويض عاما
) فإن عين له أخذ ودفع ( فقط ) لم يشترط الفقه (
المذكور لنه قطع اجأتهاده بالتعيين
وأما بقية الشروط فيعتبر منها التكليف والعدالة وكذا
السلم كما اختاره في المجموع دون الحرية والذكورة
ومثل الساعي أعوان العامل من كتابه وحسابه وجأباته
ومستوفيه نبه عليه الماوردي في حاويه
ويقسم الزكاة ساع قلد القسمة أو أطلق تقييده بخلفا ما
لو قلد الخذ وحده ليس له أن يقسم
فإن كان الساعي جأائرا في أخذ الزكاة عادل في قسمها جأاز
كتمها عنه ودفعها إليه
أو كان جأائرا في القسمة عادل في الخذ وجأب كتمها عنه
فلو أعطيها طوعا أو كرها أجأزأت وإن لم يوصلها إلى
المستحقين لنه نائبهم كالمام
) وليعلم ( المام ولو بنائبه ) شهرا لخذها ( ليتهيأ أرباب
الموال لدفعها والمستحقون لخذها
ويسن كما نص عليه الشافعي والصحاب كون ذلك الشهر
المحرم لنه أول العام وهذا فيما يعتبر فيه العام فإن لم
يكن كالزرع والثمار فيبعث وقت وجأوبها وهو في الزرع عند
الشتداد وفي الثمار عند بدو الصلح قاله الجرجأاني وغيره
والشبه كما قال الذرعي أن ل يبعث في زكاة الحبوب إل
عند تصفيتها بخلفا الثمار فإنها تخرص حينئذ فإن بعث
خارصا لم يبعث الساعي إل عند جأفافها
تنبيه كلم المصنف قد يفهم أن هذا العلم واجأب والصحيح
ندبه
ويجب على المام بعث السعاة لخذ الزكاة كما في الروضة
وأصلها
تتمة يسن للمام أو نائبه تفريق الزكاة أن يكون عارفا عدد
المستحقين وقدر حاجأاتهم وأن يبدأ بإعطاء العاملين فإن
تلف المال تحت أيديهم بل تقصير فأجأرتهم من بيت المال
ويحرم على المام أو نائبه بيع شيء من الزكاة ول يصح
بيعها إل عند وقوعها في خطر كأن أشرفت على هلك أو
حاجأة مؤنة أو رد حيران فإن باع بل عذر ضمن فإن كان
المستحقون جأماعة والزكاة شاة مثل أخذوها ول تباع عليهم
ليقسم ثمنها
ويستحق العامل الزكاة بالعمل والصنافا بالقسمة
نعم إن انحصر المستحقون في ثلثة فأقل وكذا لو كانوا
أكثر ووفى بهم المال استحقوها من وقت الوجأوب فل
يضرهم حدوث غنى أو غيبة
ولو مات أحد منهم دفع نصيبه لوارثه حتى لو كان المزكي
وارثه أخذ من وقت الوجأوب فل يضرهم حدوث غني أو غيبة
ولو مات أحد منهم دفع نصيبه لوارثه حتى لو كان المزكي
وارثه أخذ من نصيبه وسقطت عنه النية لسقوط الدفع لنه
ل يدفع عن نفسه بنفسه ول يشاركهم قادم ول غائب عنهم
وقت الوجأوب
ويضمن المام إن أخر التفريق بل عذر بخلفا الوكيل
بتفريقها إذ ل يجب عليه التفريق بخلفا المام
ول يشترط معرفة المستحق قدر ما أخذه فلو دفع إليه صرة
ولم يعلم قدرها أجأزأه زكاة وإن تلفت في يده
وإن اتهم رب المال فيما يمنع وجأوب الزكاة كأن قال لم
يحل علي الحول لم يجز تحليفه وإن خالف الظاهر بما يدعيه
كأن قال أخرجأت زكاته أو نعته
ويسن للمالك إظهار إخراج الزكاة لئل يساء الظن به ولو
ظن آخر الزكاة أنه أعطى ما يستحقه غيره من الصنافا
حرم عليه الخذ وإذا أراد الخذ منها لزمه البحث عن قدرها
فيأخذ بعض الثمن بحيث يبقى ما يدفعه إلى اثنين من صنفه
ول أثر لما دون غلبة الظن
ولو أخر تفريق الزكاة إلى العام الثاني فمن كان فقيرا أو
مسكينا أو غارما أو مكاتبا من عامه إلى العام الثاني خصوا
بزكاة الماضي وشاركوا غيرهم في العام الثاني فيعطون
من زكاة العامين ومن كان غارما أو ابن سبيل أو مؤلفا لم
يخصوا بشيء
ووجأهه أن هؤلء لما يستقبل بخلفا هؤلء
) ويسن وسم نعم الصدقة والفيء ( والجزية لتتميز عن
غيرها ويردها واجأدها لو شردت أو ضلت وليعرفها المتصدق
فل يتملكها بعد لنه
____________________
) (3/119
يكره له كما سيأتي والصل في ذلك التباع في نعم الصدقة
والقياس في غيرها
أما نعم غير الزكاة والفيء فوسمه مباح ل مندوب ول
مكروه قاله في المجموع
وكالنعم الخيل والبغال والحمير والفيلة
والوسم بالمهملة التأثير بالكي وغيره وجأوز بعضهم
العجام حكاه المصنف في شرح مسلم وبعضهم فرق فجعل
المهملة للوجأه والمعجمة لسائر الجسد
ويكتب على نعم الزكاة ما يميزها عن غيرها فيكتب عليها
زكاة أو صدقة أو طهرة أولله وهو أبرك وأولى اق