ΩΣδ∩ ƒΘΩÑóƒñ 008

‫‪http://www.shamela.ws‬‬
‫تم إعداد هذا الملف آليا بواسطة المكتبة الشاملة‬
‫مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج‬
‫محمد الخطيب الشربيني‬
‫سنة الولدة ‪ /‬سنة الوفاة‬
‫تحقيق‬
‫الناشر دار الفكر‬
‫سنة النشر‬
‫مكان النشر بيروت‬
‫عدد الجأزاء ‪4‬‬
‫السبيل ( أي الطريق ) منشىء سفر ( مباح من محل الزكاة‬
‫سواء أكان بلده أو مقيما فيه ) أو مجتاز ( به في سفره‬
‫واحدا كان أو أكثر ذكرا أو غيره سمي بذلك لملزمته السبيل‬
‫وهي الطريق‬
‫وإنما أفرده المصنف مع أنه يصدق على ما ذكر تأسيا‬
‫بالكتاب العزيز فإنه لم يرد فيه إل منفردا وهو حقيقة في‬
‫المجتاز مجاز في المنشىء‬
‫وإعطاء الثاني بالجأماع والول بالقياس عليه ولن مريد‬
‫السفر محتاج إلى أسبابه‬
‫وخالف في ذلك أبو حنفية ومالك رضي الله تعالى عنهما‬
‫) وشرطه ( في العطاء ل في التسمية ) الحاجأة ( بأن ل‬

‫يجد ما يكفيه غير الصدقة وإن كان له مال في مكان آخر أو‬
‫كان كسوبا أو كان سفره لنزهة ) وعدم المعصية ( بسفره‬
‫سواء أكان طاعة كسفر حج وزيارة أو مباحا كسفر تجارة أو‬
‫مكروها كسفر منفرد لعموم الية بخلفا سفر المعصية ل‬
‫يعطى فيه قبل التوبة‬
‫وألحق به المام السفر ل لقصد صحيح كسفر البهائم‬
‫ولو كان له مال غائب ووجأد من يقرضه نقل في المجموع‬
‫عن ابن كج أنه يعطى وأقره وهو المعتمد وقيل لم يعطى‬
‫كما نص عليه في البويطي ورد بأن النص ليس في الزكاة‬
‫وإنما هو في الفيء‬
‫) وشرط آخذ الزكاة ( أي من يدفع إليه منها ) من هذه‬
‫الصنافا الثمانية السلم ( فل تدفع لكافر بالجأماع فيما‬
‫عدا زكاة الفطر وباتفاق أكثر الئمة فيها ولعموم قوله‬
‫صلى الله عليه وسلم تؤخذ الصدقة من أغنيائهم فترد إلى‬

‫فقرائهم رواه الشيخان‬
‫نعم الكيال والوزان والحافظ والحمال ويجوز كونهم كفارا‬
‫مستأجأرين من سهم العامل لن ذلك أجأرة ل زكاة‬
‫ول يجوز أن يكون الكافر عامل في الزكاة لنا إن قلنا صدقة‬
‫فل حق له في الصدقة المفروضة وإن قلنا أجأرة فل ينصب‬

‫فيها لعدم أمانته كما يجوز أن يستعمل على مال يتيم أو‬
‫وقف‬
‫) و ( شرط آخذ الزكاة أيضا ) أن ل يكون هاشميا ول مطلبيا‬
‫( ولو انقطع عنهم خمس الخمس لخلو بيت المال من‬
‫الفيء والغنيمة أو لستيلء الظلمة عليهما‬
‫وكذا يحرم عليهما الخذ من المال المنذور صدقة كما‬
‫اعتمده شيخي لعموم قوله صلى الله عليه وسلم إن هذه‬
‫الصدقات ل تحل لمحمد ول لل محمد رواه مسلم وقال ل‬
‫أحل لكم أهل البيت من الصدقات شيئا ول غسالة اليدي إن‬
‫لكم في خمس الخمس ما يكفيكم أو يغنيكم أي بل يغنيكم‬
‫رواه الطبراني‬
‫نعم لو استعملهم المام في الحفظ أو النقل فله أجأرته كما‬
‫في المجموع عن صاحب البيان وجأزم به ابن الصباغ وغيره‬
‫فإن قيل هذا إما ضعيف أو مبني على أن يعطاه العامل‬
‫أجأرة ل زكاة والصحيح كما قال ابن الرفعة أنه زكاة‬
‫أجأيب بأن محل ذلك إذا استؤجأروا للنقل ونحوه كما في‬
‫العبد والكافر يعملن فيهما بالجأرة‬
‫) وكذا مولهم ( أي عتقاء بني هاشم وبني المطلب ل يحل‬
‫لهم أخذ الزكاة ) في الصح ( لخبر مولى القوم منهم رواه‬
‫الترمذي وغيره وصححوه‬

‫والثاني يحل لهم أخذها لن المنع للشرفا في ذوي القربى‬
‫وهو مفقود في مولهم‬
‫وجأرى على هذا في التنبيه وقال إن الول ليس بشيء وهو‬
‫قوي بدليل عدم كفاءتهم لمولهم في النكاح وعدم‬
‫استحقاقهم خمس الخمس‬
‫وادعى القاضي حسين أن المذهب أن مولهم ل يلحق بهم‬
‫ومع هذا فالمشهور في المذهب هو الول‬
‫تنبيه كلم المصنف يوهم حصر الشروط فيما ذكره وليس‬
‫مرادا فمنها الحرية فيما عدا المكاتب فل يجوز دفع الزكاة‬
‫إلى مبعض ولو في نوبة نفسه خلفا لبن القطان‬
‫ومنها أن يكون من بلد الزكاة على ما سيأتي على نقل‬
‫الزكاة ومنها أن ل يكون ممن تلزمه نفقته نعم تستثنى‬
‫الزوجأة إن كانت غارمة كما ذكره صاحب الخصال‬
‫ولو كان لشخص أب قوي صحيح فقير ل يجب عليه نفقته‬

‫هل يجوز أن يدفع إليه من زكاته من سهم الفقراء أو ل‬
‫أفتى ابن يونس عماد الدين بالثاني وأخوه كمال الدين‬
‫بالول‬
‫قال ابن شهبة وهو ظاهر إذ ل وجأه للمنع‬
‫وأفتى المصنف فيمن بلغ تارك الصلة كسل واستمر على‬

‫ذلك أنه ل يجوز دفع الزكاة له بل يقبضها له وليه لسفهه‬
‫وإن بلغ مصليا رشيدا ثم طرأ ترك الصلة ولم يحجر عليه‬
‫جأاز دفعها له وصح قبضه بنفسه‬
‫وأفتى ابن البرزي بجواز دفعها إلى فاسق إل أن يكون‬
‫المدفوع إليه يعنيه على المعصية فيحرم إعطاؤه‬
‫وقال المروزي ل يجوز قبض الزكاة من أعمى ول دفعها له‬
‫بل يوكل فيها لن التمليك شرط فيه‬
‫قال ابن الصلح‬
‫وفساد هذا ظاهر وعمل الناس على خلفه وهو كما قال‬
‫ويؤيد الجواز ما‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/112‬‬

‫صححه في الروضة من السقوط فيما إذا دفع زكاته‬
‫لمسكين وهو غير المدفوع جأنسا وقدرا بأن كانت في كاغد‬
‫ونحوه‬
‫فصل في بيان ما يقتضي صرفا الزكاة لمستحقها وما‬
‫يأخذه منها كل ) من طلب زكاة وعلم المام ( أو منصوبه‬
‫لتفرقتها ) استحقاقه ( لها ) أو عدمه عمل بعلمه ( في ذلك‬

‫فيعطي من علم استحقاقه لها ويمنع من علم عدم‬
‫استحقاقه بل يحرم عليه حينئذ الصرفا له ويجب عليه منعه‬
‫قال الرافعي ولم يخرجأوه على القضاء بالعلم أي لم يجروا‬
‫فيه الخلفا المذكور فيه بل جأزموا به وفرق في المجموع‬
‫بأن الزكاة مبنية على الرفق والمساهلة وليس فيها إضرار‬
‫بالغير بخلفا القضاء بالعلم‬
‫تنبيه قوله من طلب ليس بقيد بل لو أراد المام تفرقتها بل‬
‫طلب كان الحكم كذلك وكذا قوله وعلم المام فلو فرقها‬
‫المالك بنفسه أو بوكيله كان الحكم كذلك‬
‫) وإل ( أي وإن لم يعلم الدافع استحقاق المريد الدفع إليه‬
‫ول عدمه ) فإن ادعى ( مريد الخذ ) فقرا أو مسكنة لم‬
‫يكلف بينة ( يقيمها على ذلك لعسرها ولم يحلف في الصح‬
‫إن اتهم فإن لم يتهم لم يحلف جأزما لنه صلى الله عليه‬

‫وسلم أعطى اللذين سأله الصدقة بعد أن أعلمهما أنه لحظ‬
‫فيها لغني ولم يطالبهما بيمين‬
‫وإن ادعى عدم الكسب وحاله يشهد بصدقه كأن كان زمنا أو‬
‫شيخا كبيرا فإنه يصدق بل بينة ول يمين وكذا يصدق إن كان‬
‫قويا جألدا في الصح‬
‫) فإن عرفا له ( أي من طلب زكاة ) مال ( يمنع من صرفا‬

‫الزكاة إليه ) وادعى تلفه كلف ( بينة على تلفه وهي رجألن‬
‫أو رجأل وامرأتان لسهولتها ولن الصل بقاؤه‬
‫قال الرافعي ولم يفرقوا بين أن يدعي تلفه بسبب ظاهر أو‬
‫خفي كالوديع‬
‫قال المحب الطبري والظاهر التفرقة كالوديعة اه‬
‫وهذا هو المعتمد وإن فرق ابن الرفعة بينهما بأن الصل‬
‫هناك عدم الضمان وهنا عدم الستحقاق فإن هذا يؤدي إلى‬
‫عدم أخذ من ادعى ذلك بالكلية فإنه ل يصدق ول يمكنه إقامة‬
‫البينة وفي هذا حرج عظيم وقد قال تعالى } وما جأعل‬
‫عليكم في الدين من حرج {‬
‫تنبيه أطلق في زيادة الروضة في قسم الفيء أن من ادعى‬
‫أنه مسكين أو ابن سبيل قبل بل بينة وهو محمول على هذا‬
‫التفصيل المذكور‬
‫) وكذا إن ادعى ( من طلب زكاة ) عيال ( له ل يفي كسبه‬
‫بكفايتهم كلف البينة على العيال ) في الصح ( لن الصل‬
‫عدمهم ولسهولة إقامة البينة على ذلك والمراد بهم من‬
‫تلزمه نفقتهم‬
‫قال شيخنا وقول السبكي نفقتها وكذا من لم تلزمه ممن‬
‫تقضي المروءة بقيامه بنفقتهم ممن يمكن صرفا الزكاة‬
‫إليه من قريب وغيره بعيد‬

‫) ويعطى غاز ( جأاء وقت خروجأه كما في الروضة وأصلها‬
‫) وابن السبيل ( كذلك قياسا عليه ) بقولهما ( بل بينة ول‬
‫يمين على الصح لنه لمر مستقبل‬
‫) فإن لم يخرجأا ( مع الرفقة وإن تأهبا للغزو والسفر‬
‫) استرد ( منهما ما أخذاه لن صفة الستحقاق لم تحصل‬
‫ولم يتعرض الجمهور للقدر الذي يحتمل تأخيره وقدره‬
‫السرخسي بثلثة أيام‬
‫قال الرافعي ويشبه أنها تقريب أي فيحتمل تأخير الخروج‬
‫لنتظار الرفقة وتحصيل الهبة ونحوهما‬
‫قال الرافعي ولو مات الغازي في الطريق أو امتنع من‬
‫الغزو استرد منه ما بقي وهو يدل على أنه ل يسترد جأميع ما‬
‫أخذه وهذا كما قال ابن الرفعة ظاهر في حالة موته دون‬
‫امتناعه‬

‫تنبيه مقتضى عبارة المصنف أن الغازي وابن السبيل إذا‬
‫خرجأا ورجأعا وفضل شيء لم يسترد منهما وليس على‬
‫إطلقه بل يسترد من ابن السبيل مطلقا‬
‫وأما الغازي فإن غزا ورجأع وبقي معه شيء صالح ولم يقتر‬
‫والباقي على نفسه استرد منه ذلك فقط لنا تبينا أن‬
‫المعطي فرق حاجأته فإن قتر على نفسه أو لم يقتر‬

‫والباقي لم يسترد منه شيء‬
‫ول يختص السترداد بهما بل إذا أعطي المكاتب ثم استغنى‬
‫عما أعطيناه بتبرع السيد بإعتاقه أو إبرائه عن النجوم‬
‫استرد ما قبضه على‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/113‬‬

‫الصح لن المقصود حصول العتق بالمال المدفوع إليه ولم‬
‫يحصل‬
‫قال في البيان ولو سلم بعض المال لسيده فأعتقه‬
‫فمقتضى المذهب أنه ل يسترد منه لحتمال أنه إنما أعتقه‬
‫بالمقبوض‬
‫قال في المجموع وما قاله متعين‬
‫قال الرافعي ويجري الخلفا في الغارم إذا استغنى عما‬
‫أخذه بإبراء أو نحوه‬
‫) ويطالب عامل ومكاتب وغارم ببينة ( بالعمل والكتابة‬
‫والغرم لسهولتها ول بد أيضا أن يقيم المكاتب بينة بما بقي‬
‫عليه من النجوم كما قاله الماوردي‬
‫قال السبكي العامل ومطالبة بالبينة محلها إذا أتى لرب‬

‫المال وطالب وجأهل حاله أما المام فإنه يعلم حاله فإنه‬
‫الذي يبعثه فل نتأتى البينة فيه‬
‫قال الذرعي وقد يتصور فيما إذا فوض إليه المام التفرقة‬
‫ثم جأاء وادعى القبض والتفرقة وطلب أجأرته من المصالح‬
‫واستثنى ابن الرفعة تبعا لجماعة من الغرم ما إذا غرمه‬
‫لصلح ذات البين لشهرة أمره‬
‫وقال صاحب البيان إنه ل بد من البينة وهو قضية كلم‬
‫الحياء‬
‫قال الذرعي ولعل هذا فيمن لم يستفض غرمه لذلك ويرجأع‬
‫الكلم إلى أنه إن اشتهر لم يحتج إلى البينة وإل احتاج‬
‫كالغارم لمصلحته وهذا جأمع بين الكلمين وهو حسن‬
‫) وهي ( أي البينة هنا وفيما مر ) إخبار عدلين ( بصفة‬

‫الشهود ول يعتبر لفظ الشهادة كما استحسنه الرافعي في‬
‫الشرح الصغير‬
‫تنبيه أشعر تعبير المصنف ب إخبار أنه ل يحتاج لدعوى عند‬
‫قاض وإنكار واستشهاد وهو كذلك بناء على قبول‬
‫الستفاضة المذكورة في قوله ) ويغني عنها ( البينة في‬
‫كل مطالبة بها من الصنافا كما قاله الرافعي ) الستفاضة‬
‫( بين الناس لحصول غلبة الظن بها وسيأتي في الشهادات‬

‫إن شاء الله تعالى إن شرطها التسامح من جأمع يؤمن‬
‫تواطؤهم على الكذب‬
‫) وكذا تصديق رب الدين ( في الغارم ) و ( تصديق ) السيد (‬
‫في المكاتب يعنى عن البينة في كل منهما ) في الصح (‬
‫لظهور الحق بالقرار والتصديق‬
‫والثاني ل لحتمال التواطؤ‬
‫ورد بأنه يراعى المكاتب فإن عتق وإل استرجأع منه والغارم‬
‫فإن وفى وإل استرجأع منه‬
‫تنبيه سكت المصنف رحمه الله تعالى عن المؤلفة وحكمهم‬
‫أن من قال نيتي في السلم ضعيفة أنه يصدق بل يمين لن‬
‫كلمه يصدقه وأن من ادعى الشرفا بأن قال أنا شريف‬
‫مطاع في قومي أو الكفاية بأن قال أنا أكفيكم شر من‬
‫يليني من الكفار أو مانعي الزكاة أنه ل بد من إقامة البينة‬
‫على ذلك‬
‫واعلم أن الكلم من أول الفصل إلى هنا في الصفات‬
‫المقتضية للستحقاق من الصنافا الثمانية ومن هنا إلى‬
‫آخره في كيفية الصرفا وقدره وقد شرع في ذلك فقال‬
‫) ويعطى الفقير والمسكين ( أي كل منهما إن لم يحسن‬
‫كسبا بحرفة ول تجارة ) كفاية سنة ( لن الزكاة تتكرر كل‬
‫سنة فتحصل بها الكفاية سنة وأيد بما في الصحيح أنه صلى‬

‫الله عليه وسلم كان يدخر لهله كفاية سنة ) قلت الصح‬
‫المنصوص ( في الم ) و ( هو ) قول الجمهور ( أيضا يعطى‬
‫كل منهما ) كفاية العمر الغالب ( لن به تحصل الكفاية على‬
‫الدوام‬
‫وفسر الكفاية بقوله ) فيشتري به عقارا يستغله (‬
‫ويستغني به عن الزكاة فليس المراد أن يدفع له كفاية‬
‫عمره دفعة ) والله أعلم ( فإن وصل إلى العمر الغالب ماذا‬
‫يدفع له لم أر من ذكره وقد سألت شيخي عن ذلك فقال‬
‫يعطى كفاية سنة وهو ظاهر‬
‫تنبيه لم يعلم من كلم المصنف من يشتري العقار قال‬
‫الزركشي وينبغي أن يكون المام ثم قال ويشبه أن يكون‬
‫كالغازي إن شاء اشتري له وإن شاء دفع له وأذن له في‬

‫الشراء اه‬
‫وهذا هو الظاهر‬
‫أما من يحسن الكسب بحرفة فيعطى ما يشتري به آلتها‬
‫قلت قيمتها أو كثرت‬
‫قال الزركشي تفقها ولو اجأتمع في واحد حرفا أعطي‬
‫بأقلها فإن لم تف بحاله تمم له ما يكفيه اه‬
‫والوجأه كما قال شيخنا أنه يعطى بالحرفة التي تكفيه أو‬
‫بتجارة فيعطى ما يشترى به ما يحسن التجارة فيه ما يفي‬
‫ربحه بكفايته غالبا‬
‫قال الرافعي وأوضحوه بالمثال فقالوا البقلي يكفيه خمسة‬
‫دراهم‬
‫والباقلني عشرة والفاكهاني عشرون والخباز خمسون‬
‫والبقال مائة والعطار ألف والبزاز ألفان والصيرفي‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/114‬‬

‫خمسة آلفا والجوهري عشرة آلفا‬
‫وظاهر كما قال شيخنا أن ذلك على التقريب فلو زاد على‬
‫كفايتهم أو نقص عنها نقص أو زيد ما يليق بالحال‬
‫تنبيه البقلي بموحدة هو من يبيع البقول والباقلني من يبيع‬
‫الباقلء والبقال بموحدة الفامي وهو من يبيع الحبوب قيل‬
‫والزيت‬
‫قال الزركشي ومن جأعله بالنون فقد صحفه فإن ذلك‬
‫يسمى النقلي ل النقال اه‬
‫وسكت المصنف وغيره عن أقل ما يدفع من الزكاة وفي‬
‫الودائع ولبن سريج أقله أي من جأهة الولوية للمالك إذا لم‬
‫ينحصر المستحقون أو انحصروا ولم يف بهم المال نصف‬
‫درهم وأكثره ما يخرجأه من حال الفقر إلى الغنى‬
‫) و ( يعطى ) المكاتب ( كتابة صحيحة ) والغارم ( أي كل‬
‫منهما ) قدر دينه ( فقط وإن كان معهما البعض أعطيا‬
‫التتمة فقط لن كان الدفع لهما للحاجأة‬
‫نعم الغارم لذات البين يعطى قدر دينه مطلقا كما علم مما‬
‫مر‬
‫تنبيه كان الولى للمصنف تثنية الضمير كما في المحرر أو‬
‫يعطف الغارم ب أو‬
‫) و ( يعطى ) ابن السبيل ما ( أي شيئا إذا حان وقت خروجأه‬
‫يكفيه لنفقته وكسوته بحسب الحال صيفا وشتاء بحيث‬

‫) يوصله ( ذلك ) مقصده ( بكسر الصاد إن لم يكن له في‬
‫طريقه إليه‬
‫مال‬
‫) أو ( يعطى ما يوصله ) موضع ماله ( إن كان له مال في‬
‫طريقه فإن كان معه بعض ما يكفيه كمل له كفايته ذهابا‬
‫وكذا رجأوعا إن كان عازما على الرجأوع وليس له في مقصده‬
‫ول طريقه ما يكفيه ول يعطى لمدة القامة إل إقامة مدة‬
‫المسافرين كما في الروضة وهذا شامل لما إذا قام لحاجأة‬
‫يتوقعها كل وقت فيعطى لثمانية عشر يوما وهو المعتمد‬
‫وإن خالف في ذلك بعض المتأخرين‬
‫) و ( يعطى ) الغازي ( إذا حان وقت خروجأه ) قدر حاجأته (‬
‫في غزوه ) نفقة وكسوة ( لنفسه وكذا لعياله كما صرح به‬
‫الفارقي وابن أبي عصرون في النفقة وقال الرافعي ليس‬
‫ببعيد وقياسا في الكسوة ) ذاهبا وراجأعا ومقيما هناك ( في‬
‫موضع الغزو إلى الفتح وإن طالت القامة لن اسمه ل يزول‬
‫بذلك بخلفا ابن السبيل‬
‫تنبيه سكتوا عن قدر المعطى لقامته مع أنه ل يعرفا في‬
‫البتداء مدة مقامه‬
‫قال الذرعي ويحتمل إعطاؤه لقل مدة يظن إقامته هناك‬
‫وإن زادت المدة زيد بحسبها لكن قد يجره ذلك إلى نقل‬
‫الزكاة إلى دار الحرب وصرفها هناك وقد يغتفر هذا للحاجأة‬
‫اه‬
‫وهذا هو الظاهر‬
‫) و ( يعطى ) فرسا ( أي قيمتها إن كان يقاتل فارسا‬
‫) وسلحا ( أي قيمته للحاجأة إليه ) ويصير ذلك ( أي الفرس‬
‫والسلح ) ملكا له ( فل يسترد منه إذا رجأع كما صرح به‬
‫الفارقي‬
‫تنبيه قد علم مما تقرر أنه ليس للمالك أن يعطيه الفرس‬
‫والسلح لمتناع البدال في الزكاة وأما المام فله أن‬
‫يشتري له ذلك ويعطيه له وله أن يشتري من هذا السهم‬
‫خيل وسلحا ويوقفها في سبيل الله تعالى وله أن يستأجأر‬
‫له وأن يعيره مما اشتراه ووقفه‬
‫ويتعين أحدهما إن قل المال وإذا انقضت المدة استرد منه‬
‫الموقوفا والمستأجأر والمعار‬
‫) ويهيأ له ( أي للغازي ) ولبن السبيل ( أي لكل منهما‬
‫) مركوب ( غير الذي يقاتل عليه الغازي بإجأارة أو إعارة ل‬
‫تمليك بقرينة ما يأتي‬
‫هذا ) إن كان السفر طويل أو كان ( السفر قصيرا أو كان‬
‫كل منهما ) ضعيفا ل يطيق المشي ( دفعا لضرورته فإن‬

‫كان قصيرا وهو قوي فل‬
‫تنبيه قضية كلمه كالمحرر أن المركوب غير الفرس الذي‬
‫يقاتل عليه كما قررته‬
‫قال الذرعي ولم يذكروا في الشرح والروضة في الغازي‬
‫غير الفرس وذكرا تهيئة المركوب لبن السبيل فقط ولم‬
‫يحضرني في ذلك تصريح للصحاب بل قضية كلم كثير منهم‬
‫أن مركوبه هو الفرس الذي يعطاه قال وقد يوجأه ما في‬
‫الكتاب بتوفير الخيل إلى وقت الحرب إذ لو ركبوها من دارنا‬
‫إلى دار الحرب ربما كلت وعجزت عن الكر والفر حال‬
‫المطاردة والقتال لسيما إذا بعد‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/115‬‬

‫المغزى اه‬
‫وما وجأه به هو المراد وهو ظاهر‬
‫) و ( يهيأ لهما ) ما ( أي مركوب ) ينقل عليه ( كل منهما‬
‫) الزاد ومتاعه ( لحاجأته إليه ) إل أن يكون ( متاعه ) قدرا‬
‫يعتاد مثله حمله بنفسه ( فل لنتفاء الحاجأة‬
‫تنبيه أفهم سياق كلم المصنف استرداد المركوب وما ينقل‬
‫عليه الزاد والمتاع إذا رجأعا وهو كذلك‬
‫وقضية إطلقه التهيئة لبن السبيل ولو كان سفره للنزهة‬
‫قال الزركشي وهو بعيد والمتجه منع صرفا الزكاة فيما ل‬
‫ضرورة إليه اه‬
‫وينبغي حمل هذا على ما إذا كانت النزهة هي الحاملة له‬
‫على السفر‬
‫وسكت المصنف عن إعطاء المؤلفة والعامل أما المؤلفة‬
‫فيعطيهم المام بحسب ما يراه أو المالك إن فرق على‬
‫قولنا إنه يعطي المؤلفة وهو الراجأح وأما العامل فيستحق‬
‫من الزكاة أجأرة مثل ما عمله فإن شاء بعثه المام بل شرط‬
‫ثم أعطاه إياه وإن شاء سماها له إجأارة أو جأعالة ثم أداه من‬
‫الزكاة فإن أداها المالك قبل قدوم العامل أو حملها إلى‬
‫المام أو نائبه فل شيء له‬
‫وليس للمام أن يستأجأره بأكثر من أجأرة مثله فإن زاد عليها‬
‫بطلت الجأارة لتصرفه بغير المصلحة والزائد من سهم‬
‫العامل على أجأرته يرجأع للصنافا وإن نقص سهمه عنها‬
‫كمل قدرها من الزكاة ثم قسم الباقي وإن رأى المام أن‬
‫يجعل أجأرة العامل من بيت المال إجأارة أو جأعالة جأاز وبطل‬

‫سهمه فتقسم الزكاة على بقية الصنافا كما لو لم يكن‬
‫عامل‬
‫فرع قال الدارمي إنما يجوز أن يعطى العامل إذا لم يوجأد‬
‫متطوع نقله الذرعي عنه وأقره وهو يقتضي أن من عمل‬
‫متبرعا ل يستحق شيئا على القاعدة وهو ما جأزم به ابن‬
‫الرفعة ورده السبكي بأن هذا فرضه الله تعالى لمن عمل‬
‫كالغنيمة يستحقها المجاهد وإن لم يقصد إل إعلء كلمة الله‬
‫تعالى فإذا عمل على أن ل يأخذ شيئا استحق وإسقاطه بعد‬
‫العمل لما ملكه به ل يصح إل بما ينقل الملك من هبة أو‬
‫نحوها وليس كمن عمل لغيره عمل بقصد التبرع حتى يقال‬
‫إن القاعدة أنه ل يستحق لن ذلك فيما يحتاج إلى شرط من‬
‫المخلوق وهذا من الله تعالى كالميراث والغنيمة والفيء‬
‫) ومن فيه صفتا استحقاق ( للزكاة كالفقر والغرم ولو كان‬
‫عامل فقيرا ) يعطى بإحداهما فقط في الظهر ( لن‬
‫العطف في الية يقتضي التغاير‬
‫والثاني يعطى بها لتصافه بهما‬
‫تنبيه محل الخلفا إذا كان من زكاة واحدة أما إذا كان أخذ‬
‫من زكاة بصفة ومن أخرى بصفة أخرى فهو جأائز‬
‫ولو أخذ فقير غارم مع الغارمين نصيبه من سهمهم فأعطاه‬
‫غريمه أعطي مع الفقراء نصيبه من سهمهم لنه الن‬
‫محتاج كما نقله في الروضة عن الشيخ نصر وأقره‬
‫قال الزركشي فالمراد امتناع أخذه بهما دفعه أي أو مرتبا‬
‫ولم يتصرفا فيما أخذه أول كما قاله شيخنا‬
‫أما من فيه صفتا استحقاق للفيء أي وإحداهما الغزو كغاز‬
‫هاشمي فيعطى بهما‬
‫‪ 4‬فصل في حكم استيعاب الصنافا والتسوية بينهم وما‬
‫يتبعها ) يجب استيعاب ( أي تعميم ) الصنافا ( الثمانية‬
‫بالزكاة حتى زكاة الفطر ) إن ( أمكن بأن ) قسم المام ( أو‬
‫نائبه ) وهناك عامل ( مع بقية الصنافا ولم يجعل له المام‬
‫شيئا من بيت المال ولو قسم العامل كان الحكم كذلك‬
‫فيعزل حقه ثم يفرق الباقي على سبعة‬
‫وإنما وجأب التعميم لظاهر الية‬
‫ولقوله صلى الله عليه وسلم لسائلة الزكاة إن الله لم يرض‬
‫بحكم نبي ول غيره في الصدقات حتى حكم هو فيها فجزأها‬
‫ثمانية أجأزاء فإن كنت من تلك الجأزاء أعطيتك حقك رواه‬
‫أبو داود‬
‫فإن شقت القسمة في زكاة الفطر جأمع جأماعة فطرتهم‬
‫ثم قسموها على سبعة‬
‫واختار جأماعة من أصحابنا منهم الصطخري جأواز صرفها‬

‫إلى ثلثة من المستحقين واختاره السبكي‬
‫وحكى الرافعي عن اختيار صاحب التنبيه جأواز صرفها إلى‬
‫واحد قال في البحر وأنا أفتي به‬
‫قال الذرعي وعليه العمل في العصار والمصار وهو‬
‫المختار والحوط دفعها إلى ثلثة‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/116‬‬

‫قال والقول بوجأوب استيعاب الصنافا وإن كان ظاهر‬
‫المذهب بعيد لن الجماعة ل يلزمهم خلط فطرتهم والصاع‬
‫ل يمكن تفرقته على ثلثة من كل صنف في العادة‬
‫) وإل ( بأن قسم المالك أو المام ول عامل بأن حمل كل‬
‫من أصحاب الموال زكاته إلى المام أو استأجأر المام عامل‬
‫من بيت المال ) فالقسمة ( حينئذ ) على سبعة ( لسقوط‬
‫سهم العامل فيدفع لكل صنف منهم سبع الزكاة قل عده أو‬
‫كثر‬
‫) فإن فقد بعضهم ( من البلد وغيره ) فعلى الموجأودين (‬
‫منهم إذ المعدوم ل سهم له‬
‫قال ابن الصلح والموجأود الن أربعة فقير ومسكين وغارم‬
‫وابن سبيل‬
‫وقال ابن كج سمعت القاضي أبا حامد يقول أنا أفرق زكاة‬
‫مالي على الفقراء والمساكين لني ل أجأد غيرهم‬
‫ولعل هذا كان في زمنهم وأما في زماننا فلم نفقد إل‬
‫المكاتبين لكن جأاء في الخبر أن في آخر الزمان يطوفا‬
‫الرجأل بصدقته فل يجد من يقبلها‬
‫تنبيه شمل إطلق المصنف فقد البعض صورتين إحداهما‬
‫فقد صنف بكماله كالمكاتبين والثانية فقد بعض صنف بأن ل‬
‫يجد منه إل واحدا أو اثنين وفي زيادة الروضة أنه يصرفا‬
‫باقي السهم إليه إن كان مستحقا ول ينقل لبلد آخر فإن لم‬
‫يوجأد أحد منهم في بلد الزكاة ول غيرها حفظت الزكاة حتى‬
‫يوجأدوا أو بعضهم فإن وجأدوا وامتنعوا من أخذها قاتلهم‬
‫المام على ذلك كما قاله سليم في المجرد لن أخذها فرض‬
‫كفاية ول يصح إبراء المستحقين المحصورين المالك من‬
‫الزكاة وإن وجأدوا في غير بلد الزكاة فسيأتي حكمه في‬
‫نقل الزكاة‬
‫) وإذا قسم المام ( أو نائبه المفروض إليه الصرفا‬

‫) استوعب ( وجأوبا ) من الزكوات الحاصلة عنده آحاد كل‬
‫صنف ( لنه ل يتعذر عليه الستيعاب ول يجب عليه أن‬
‫يستوعب في زكاة كل شخص جأميع الصنافا بل له أن‬
‫يعطى زكاة شخص بكمالها لواحد وأن يخص واحدا بنوع‬
‫وآخر بغيره لن الزكوات كلها في يده كالزكاة الواحدة‬
‫تنبيه محل وجأوب الستيعاب كما قال الزركشي إذا لم يقل‬
‫المال فإن قل بأن كان قدرا لو وزعه عليهم لم يسد لم‬
‫يلزمه الستيعاب للضرورة بل يقدم الحوج فالحوج أخذا‬
‫من نظيره في الفيء‬
‫) وكذا يستوعب ( وجأوبا المالك آحاد كل صنف ) إن انحصر‬
‫المستحقون في البلد ( بأن سهل عادة ضبطهم ومعرفة‬
‫عددهم وسيأتي بيان ضابط العدد المحصور في باب ما يحرم‬
‫من النكاح إن شاء الله تعالى‬
‫) ووفى بهم ( أي بحاجأتهم ) المال ( ويجب التسوية بينهم‬
‫حينئذ فإن أخل أحدهما بصنف ضمن ما كان يعطيه له ابتداء‬
‫لكن المام إنما يضمن من مال الصدقات ل من ماله بخلفا‬
‫المالك قاله الماوردي‬
‫) وإل ( أي وإن لم ينحصروا أو انحصروا ولم يف المال‬
‫بحاجأتهم ) فيجب ( في غير العامل ) إعطاء ثلثة ( فأكثر‬
‫من كل صنف لن الله تعالى أضافا إليهم الزكوات بلفظ‬
‫الجمع وأقله ثلثة فلو دفع لثنين غرم للثالث أقل متمول‬
‫على الصح في المجموع لنه لو أعطاه ابتداء خرج عن‬
‫العهدة فهو القدر الذي فرط فيه وقيل يغرم له الثلث‬
‫أما العامل فيجوز أن يكون واحدا إن حصلت به الكفاية‬
‫) وتجب التسوية بين الصنافا ( سواء أقسم المام أو‬
‫المالك وإن كانت حاجأة بعضهم أشد لنحصارهم ولن الله‬
‫تعالى جأمع بينهم بواو التشريك فاقتضى أن يكونوا سواء‬
‫تنبيه يستثنى من ذلك صورتان الولى العامل فإنه ل يزاد‬
‫على أجأرته كما مر‬
‫الثانية الفاضل نصيبه عن كفايته فإنه يعطى قدر كفايته‬
‫فقط‬
‫و ) ل ( يجب على المالك التسوية ) بين آحاد الصنف ( لن‬
‫الحاجأات متفاوتة غير منضبطة فاكتفي بصدق السم بل‬
‫يستحب عند تساوي حاجأاتهم‬
‫فإن تفاوتت استحب التفاوت بقدرها بخلفا الوصية لفقراء‬
‫بلد فإنه يجب التسوية بينهم لن الحق فيها لهم على‬
‫التعيين حتى لو لم يكن ثم فقير بطلت الوصية‬
‫وهذا لم يثبت الحق لهم على التعيين وإنما تعينوا لفقد‬
‫غيرهم ولهذا لو لم يكن في البلد مستحق ل تسقط الزكاة‬

‫بل ينقل‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/117‬‬

‫إلى بلد آخر‬
‫) إل أن يقسم المام فيحرم عليه التفضيل مع تساوي‬
‫الحاجأات ( لن عليه التعميم فكذا التسوية ولنه نائبهم فل‬
‫يفاوت بينهم عند تساوي حاجأاتهم بخلفا المالك فيهما‬
‫وهذا ما جأرى عليه الرافعي في شرحية عن التتمة لكنه قال‬
‫في الروضة قلت ما في التتمة وإن كان قويا في الدليل‬
‫فهو خلفا مقتضى إطلق الجمهور استحباب التسوية‬
‫وعليه جأرى ابن المقري في روضه والمعتمد ما في الكتاب‬
‫وخرج بقوله مع تساوي الحاجأات ما لو اختلفت فيراعيها‬
‫وإذا لم يجب الستيعاب يجوز الدفع للمستوطنين والغرباء‬
‫ولكن المستوطنون أولى لنهم جأيرانه‬
‫) والظهر منع نقل الزكاة ( من بلد الوجأوب الذي فيه‬
‫المستحقون إلى بلد آخر فيه مستحقوها فتصرفا إليهم‬
‫قالوا لخبر الصحيحين صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على‬
‫فقرائهم ولمتداد أطماع أصنافا كل بلدة إلى زكاة ما فيها‬
‫من المال والنقل يوحشهم‬
‫والثاني الجواز لطلق الية وليس في الحديث دللة على‬
‫عدم النقل وإنما يدل على أنها ل تعطى لكافر كما مر‬
‫وقياسا على نقل الوصية والكفارات والنذر‬
‫وأجأاب الول عن القياس بأن الطماع ل تمتد إلى ذلك‬
‫امتدادها إلى الزكاة‬
‫تنبيه كلمه يفهم أن القولين في التحريم لكن الصح أنهما‬
‫في الجأزاء وأما التحريم فل خلفا فيه‬
‫وإطلقه يقتضي أمورا أحدها جأريان الخلفا في مسافة‬
‫القصر وما دونها وهو كذلك ولو كان النقل إلى قرية بقرب‬
‫البلد‬
‫الثاني جأريانه سواء أكان أهل السهام محصورين أم ل وهو‬
‫قضية كلم الماوردي والمام وغيرهما وخصه في الشافعي‬
‫بعدم انحصارهم فلو انحصروا حول تملكوها وتعين صرفها‬
‫إليهم وتنتقل إلى ورثتهم ولو كانوا أغنياء ومن دخل قبل‬
‫القسمة ل شيء له وهذا ظاهر كما سيأتي‬
‫الثالث أنه ل فرق بين المام وغيره وليس مرادا بل إنما هو‬
‫في المالك كما قاله الرافعي أما المام والساعي فقال في‬

‫المجموع الصح الذي تقتضيه الحاديث جأواز النقل للمام‬
‫والساعي وقال الذرعي إنه الصواب الذي دلت عليه الخبار‬
‫وسيرة الخلفاء الراشدين رضي الله تعالى عنهم اه‬
‫والعبرة في نقل الزكاة المالية ببلد المال حال الوجأوب‬
‫وفي زكاة الفطر ببلد المؤدى عنه اعتبارا بسبب الوجأوب‬
‫فيهما ولن نظر المستحقين يمتد إلى ذلك فيصرفا العشر‬
‫إلى مستحقي بلد الرض التي حصل فيها العشر وزكاة‬
‫النقدين والمواشي والتجارة إلى مستحقي البلد الذي تم‬
‫فيه حولها‬
‫ويستثنى من ذلك مسائل منها ما لو كان للمالك بكل بلد‬
‫عشرون شاة فله إخراج شاة في أحد البلدين حذرا من‬
‫التشقيص بخلفا ما لو وجأب عليه في غنم كل بلد شاة فإنه‬
‫ل يجوز النقل لنتفاء التشقيص‬
‫ومنها ما لو وجأبت عليه زكاة ماله والمال ببادية ول مستحق‬
‫فيها فله نقله إلى مستحق أقرب بلد إليه‬
‫ومنها أهل الخيام غير المستقرين بموضع بأن كانوا‬
‫ينتقلون من موضع إلى آخر دائما فلهم إن لم يكن فيهم‬
‫مستحق نقل واجأبهم إلى أقرب بلد إليهم وإن استقروا‬
‫بموضع لكن قد يظعنون عنه ويعودون إليه ولم يتميز‬
‫بعضهم عن بعض في الحلل وفي المرعى وفي الماء صرفا‬
‫إلى من هو فيما دون مسافة القصر من موضع الوجأوب‬
‫لكونه في حكم الحاضر ولهذا عد مثله في المسجد الحرام‬
‫من حاضريه والصرفا إلى الظاعنين معهم أولى لشدة‬
‫جأوارحهم فإن تميز بعضهم عن بعض بما ذكر فالحلة‬
‫كالقرية في حكم النقل مع وجأود المستحق فيها فيحرم‬
‫النقل عنها‬
‫) ولو عدم الصنافا في البلد ( الذي وجأبت الزكاة فيها‬
‫وفضل عنهم شيء ) وجأب النقل ( لها إلى أقرب البلد لبلد‬
‫الوجأوب فإن نقل لبعد منها فعلى الخلفا السابق في نقل‬
‫الزكاة‬
‫) أو ( عدم ) بعضهم ( أي الصنافا غير العامل أو فضل‬
‫شيء عن بعض وجأد منهم ) وجأوزنا النقل ( مع وجأودهم‬
‫) وجأب ( نقل نصيب الصنف المعدوم إلى ذلك الصنف‬
‫بأقرب بلد‬
‫أما العامل فنصيبه يرد على الباقين كما علم مما مر ) وإل (‬
‫بأن لم نجوز النقل ) فيرد ( نصيب البعض أو ما فصل عنه‬
‫) على الباقين ( حتما إن نقص نصيبهم عن كفايتهم فل‬
‫ينقل إلى غيرهم لنحصار الستحقاق فيهم‬
‫) وقيل ينقل ( حتما إلى أقرب بلد لن استحقاق الصنافا‬

‫منصوص عليه فيقدم على رعاية المكان الثابت بالجأتهاد‬
‫وأجأاب الول بأن عدم الشيء في موضعه‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/118‬‬

‫كالعدم المطلق فإن نقل ضمن‬
‫تنبيه حيث جأاز النقل أو وجأب فمؤنته على المالك‬
‫نعم إن قبضه الساعي من المالك فمؤنة النقل من مال‬
‫الزكاة قاله الذرعي‬
‫) وشرط الساعي ( وهو العامل ) كونه حرا ( ذكرا مكلفا‬
‫) عدل ( في الشهادات كلها فل بد أن يكون سميعا بصيرا‬
‫لنه نوع ولية فكان ذلك من شرطها كغيرها من الوليات‬
‫تنبيه استغنى بذكر العدالة عن اشتراط السلم‬
‫) ففيها بأبواب الزكاة ( فيما تضمنته وليته كما قيده‬
‫الماوردي ليعلم من يأخذ وما يؤخذ‬
‫هذا إذا كان التفويض عاما‬
‫) فإن عين له أخذ ودفع ( فقط ) لم يشترط الفقه (‬
‫المذكور لنه قطع اجأتهاده بالتعيين‬
‫وأما بقية الشروط فيعتبر منها التكليف والعدالة وكذا‬
‫السلم كما اختاره في المجموع دون الحرية والذكورة‬
‫ومثل الساعي أعوان العامل من كتابه وحسابه وجأباته‬
‫ومستوفيه نبه عليه الماوردي في حاويه‬
‫ويقسم الزكاة ساع قلد القسمة أو أطلق تقييده بخلفا ما‬
‫لو قلد الخذ وحده ليس له أن يقسم‬
‫فإن كان الساعي جأائرا في أخذ الزكاة عادل في قسمها جأاز‬
‫كتمها عنه ودفعها إليه‬
‫أو كان جأائرا في القسمة عادل في الخذ وجأب كتمها عنه‬
‫فلو أعطيها طوعا أو كرها أجأزأت وإن لم يوصلها إلى‬
‫المستحقين لنه نائبهم كالمام‬
‫) وليعلم ( المام ولو بنائبه ) شهرا لخذها ( ليتهيأ أرباب‬
‫الموال لدفعها والمستحقون لخذها‬
‫ويسن كما نص عليه الشافعي والصحاب كون ذلك الشهر‬
‫المحرم لنه أول العام وهذا فيما يعتبر فيه العام فإن لم‬
‫يكن كالزرع والثمار فيبعث وقت وجأوبها وهو في الزرع عند‬
‫الشتداد وفي الثمار عند بدو الصلح قاله الجرجأاني وغيره‬
‫والشبه كما قال الذرعي أن ل يبعث في زكاة الحبوب إل‬
‫عند تصفيتها بخلفا الثمار فإنها تخرص حينئذ فإن بعث‬

‫خارصا لم يبعث الساعي إل عند جأفافها‬
‫تنبيه كلم المصنف قد يفهم أن هذا العلم واجأب والصحيح‬
‫ندبه‬
‫ويجب على المام بعث السعاة لخذ الزكاة كما في الروضة‬
‫وأصلها‬
‫تتمة يسن للمام أو نائبه تفريق الزكاة أن يكون عارفا عدد‬
‫المستحقين وقدر حاجأاتهم وأن يبدأ بإعطاء العاملين فإن‬
‫تلف المال تحت أيديهم بل تقصير فأجأرتهم من بيت المال‬
‫ويحرم على المام أو نائبه بيع شيء من الزكاة ول يصح‬
‫بيعها إل عند وقوعها في خطر كأن أشرفت على هلك أو‬
‫حاجأة مؤنة أو رد حيران فإن باع بل عذر ضمن فإن كان‬
‫المستحقون جأماعة والزكاة شاة مثل أخذوها ول تباع عليهم‬
‫ليقسم ثمنها‬
‫ويستحق العامل الزكاة بالعمل والصنافا بالقسمة‬
‫نعم إن انحصر المستحقون في ثلثة فأقل وكذا لو كانوا‬
‫أكثر ووفى بهم المال استحقوها من وقت الوجأوب فل‬
‫يضرهم حدوث غنى أو غيبة‬
‫ولو مات أحد منهم دفع نصيبه لوارثه حتى لو كان المزكي‬
‫وارثه أخذ من وقت الوجأوب فل يضرهم حدوث غني أو غيبة‬
‫ولو مات أحد منهم دفع نصيبه لوارثه حتى لو كان المزكي‬
‫وارثه أخذ من نصيبه وسقطت عنه النية لسقوط الدفع لنه‬
‫ل يدفع عن نفسه بنفسه ول يشاركهم قادم ول غائب عنهم‬
‫وقت الوجأوب‬
‫ويضمن المام إن أخر التفريق بل عذر بخلفا الوكيل‬
‫بتفريقها إذ ل يجب عليه التفريق بخلفا المام‬
‫ول يشترط معرفة المستحق قدر ما أخذه فلو دفع إليه صرة‬
‫ولم يعلم قدرها أجأزأه زكاة وإن تلفت في يده‬
‫وإن اتهم رب المال فيما يمنع وجأوب الزكاة كأن قال لم‬
‫يحل علي الحول لم يجز تحليفه وإن خالف الظاهر بما يدعيه‬
‫كأن قال أخرجأت زكاته أو نعته‬
‫ويسن للمالك إظهار إخراج الزكاة لئل يساء الظن به ولو‬
‫ظن آخر الزكاة أنه أعطى ما يستحقه غيره من الصنافا‬
‫حرم عليه الخذ وإذا أراد الخذ منها لزمه البحث عن قدرها‬
‫فيأخذ بعض الثمن بحيث يبقى ما يدفعه إلى اثنين من صنفه‬
‫ول أثر لما دون غلبة الظن‬
‫ولو أخر تفريق الزكاة إلى العام الثاني فمن كان فقيرا أو‬
‫مسكينا أو غارما أو مكاتبا من عامه إلى العام الثاني خصوا‬
‫بزكاة الماضي وشاركوا غيرهم في العام الثاني فيعطون‬
‫من زكاة العامين ومن كان غارما أو ابن سبيل أو مؤلفا لم‬

‫يخصوا بشيء‬
‫ووجأهه أن هؤلء لما يستقبل بخلفا هؤلء‬
‫) ويسن وسم نعم الصدقة والفيء ( والجزية لتتميز عن‬
‫غيرها ويردها واجأدها لو شردت أو ضلت وليعرفها المتصدق‬
‫فل يتملكها بعد لنه‬
‫____________________‬

‫) ‪(3/119‬‬

‫يكره له كما سيأتي والصل في ذلك التباع في نعم الصدقة‬
‫والقياس في غيرها‬
‫أما نعم غير الزكاة والفيء فوسمه مباح ل مندوب ول‬
‫مكروه قاله في المجموع‬
‫وكالنعم الخيل والبغال والحمير والفيلة‬
‫والوسم بالمهملة التأثير بالكي وغيره وجأوز بعضهم‬
‫العجام حكاه المصنف في شرح مسلم وبعضهم فرق فجعل‬
‫المهملة للوجأه والمعجمة لسائر الجسد‬
‫ويكتب على نعم الزكاة ما يميزها عن غيرها فيكتب عليها‬
‫زكاة أو صدقة أو طهرة أولله وهو أبرك وأولى اق